كلما اصبح المؤتمر على الأبواب إلا وتحركت النعرات القبلية والتحالفات العرقية، ومجموعات المصالح، للحصول على اكبر عدد من الكعكة المسقية بدماء الشهداء وانين الجرحى وعرق اللاجئات، سواء بالنسبة للفئة القيادية، او المنتفعين وراءها من البيادق المنافقة والانتهازية والمطبلة.. لهذا عُقدت اجتماعات سرية في العديد من الصالونات المكيفة الهواء بمؤسسات الربوني وبمدينة التندوف حيث فيلات القيادة والبيادق المطبلة، إجتماعات خاصة، اكثرها إثارة ما كان يتزعمه اكبر واقذر جلاد عرفه الشعب الصحراوي في تاريخه، ألا وهو المدعو سيد احمد ولد البلال، المطلوب من طرف العدالة الإسبانية، كمجرم حرب، وقد تمت محاصرته مؤخرا بأحد المطارات الإسبانيه، ولم ينقذه من الشرطة ما عدا انه تحصل على الجنسية الإسبانية، مثله مثل العديد من سكان التندوف، وبدل اسمه من بطل سيد احمد إلى سيد احمد البلال هدا، وهذا ما دفع العديد من الحقوقيين ان يرفعوا دعوى للعدالة الإسبانية لتأكيد إسمه الجديد وجنسيته، لهذا لم يعد بإمكانه دخول أوروبا إلا بجواز سفر ديبلوماسي جزائري، وباسم آخر...
لقد كانت إجتماعات هذا الجلاد قبلية على اساس قبيلة ابراهيم وداود، للتحضير لحصتها من الكعكة عبر الحصحصة القبلية المعتمدة من اقدم رئيس في العالم، منذ إستشهاد الولي مصطفى السيد، وتبديل شعاره التاريخي: لاوجود لغير الشعب، ولا تنظيم الا التنظيم السياسي بشعارهم القبلي: لا وجود لغير القبليين ولا تنظيم الا التنظيم القبلي... وذلك موضوع سنخصص له وقته. كما عقد إجتماعات أخرى دعي لها العديد من بيادقه القبليين، ليناقشوا كيفية خلق عدو وهمي للجماهير الشعبية لكي تلتف حول قيادتها ولا تسمح بالتغيير مثلما فعلوا في المؤتمر الماضي... نتائج النقاش تمحورت على ان خلق الشبكات، مثلما فعلوا في المؤتمر الخامس لم تعد ممكنة، ولكن يمكن ان نخلق عدوا وهميا داخليا، نتهمه بالعمالة للمغرب، ونخيف منه الشعب، ولهذا علينا ان نركز على المعارضة: خط الشهيد بزعامة الجفاف، وشباب 5 مارس، وجريدة المستقبل الصحراوي.. وفجأة ظهرت صفحات باسماء مستعارة ، في وسائل التواصل الإجتماعي، تلعب الدور الرائد في العملية، وعلى راسها ما يعرف بعايشتو رمضان، وبإسم احد ابناء القيادة الذين تراجعوا عن رفاقهم من الطلبة من شباب5 مارس، المدعو بومدين، مقابل تعيينه في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وربما حتى إعطائه منصب والده الذي اصبح شيخا مريضا، إذا هو ادى دوره في هذه العلمية الخسيسة على احسن وجه واكمله...
الشاب كان اذكى ممن يحملون اسم عايشتو حيث، ركز فقط على جريدة المستقبل الصحراوي، من دون ذكر الأسماء، وعلى إبن عمه زعيم المعارضة المعروفة بخط الشهيد، كاكبر تعبير عن الولاء والوفاء للجلاد، وهو نفس الدور الذي لعبه والده، لما تخلى عن كل ابناء عمومته ليكونوا ضحية للسجون السرية، بما فيهم عيني ولد باب الذي انقذه، بتهريبه في سيارته من العيون إلى ازويرات لما بدأت القوات الإسبانية في البحث عنه لإعتقاله في مارس من سنة 1973، وكل ذلك من اجل منصب في القيادة .. اما من تستروا من البيادق تحت إسم عايشتو رمضان، فقد اخطؤوا الطريق في بداية الأمر وشنوا هجوما على إطارات المستقبل الصحراوي، وعلى راسهم إبن الشاعر بادي، واصلوح، وعبداتي الرشيد، مما خلق معهم تحالفا قبليا من اتهالاىت ولبيهات، وهذا ما لم يكن يريده الجلاد، لهذا رجع على بيدقه موبخا باننا لا نريد صراعا بين الرقيبات، ولكن نبحث عن عدو وهمي ضد الرقيبات والقيادة... رجع عايشتو رمضان بخطاب جديد مركزا فيه على شباب 5 مارس من دون ذكر اسمائهم، ومعارضة خط الشهيد مع التركيز على زعيمها الجفاف بإعتبار أنه ليس من الرقيبات. وعلى المستقبل الصحراوي وربطه بشخص واحد ليس من الرقيبات، وهو سعيد زروال، وكتبوا عنه قصة بوليسية خيالية، وكانه هو العدو الذي طرد الصحراويين من ارضهم واخرجهم من وطنهم، وهي نفس القصص والروايات التي كان الجلاد يفرضها على ضحاياه بسجن الرشيد الرهيب، السبعينيات والثمانينيات، وكإنو يسجلونها في اشرطة فيديو ويعرضوها علينا في التنظيم السياسي لبث الرهبة والشك حتى بين افراد العائلة الواحدة...
لكن الذي لم يكن في الحسبان، هو انه خرج لهم معارضة جديدة، هي المنتدى الإصلاحي من أجل الوحدة لصحراء حرة مستقلة. المعروف ب : لابلاطا فورما. PLATAS FORMAS ، ويتزعمها مناضل صحراوي. وهو احد الشباب الوطنيين من ابناء التنظيم السياسي للبوليساريو، وخريجي الجامعات الكوبية وعضو سابق في الأمانة الوطنية ووزير سابق، اي انه على علم ودراية بخفايا القيادة وفسادها وسرقاتها ما ظهر منها وما خفي، محاطا بمجموعة من الشباب الصحراوي ومن كل القبائل الساخطين على الوضع والرافضين لسياسة الجمود والإنتظار القاتل، والمؤتمر المسرحية، يتزعمه شباب 5 مارس، والشباب الذين كانوا معتصمين امام هيئة غوث اللاجئين يطالبون بحقوقهم كلاجئين فوق التراب الجزائري والتي تخولها لهم كل القوانين والأعراف الدولية بما في ذلك اتفاقيات جنيف، بزعامة المقاتل الفذ والذي اعيا القيادة الفاسدة بمعارضته الشجاعة، رغم محاولة شرائه بالأموال والعطايا والمناصب والرشوة، والضغط عليه باقاربه من شيوخ القبيلة وكبارها، وهو المقاتل عبد الحي ولد جولي.. فكان لابد لهم من الرجوع للقبيلة رغما عنهم، حيث ركزوا على اكبر قبيلة في الرقيبات، وهي قبيلة اولاد موسى، متهمين إطاراتها بالخيانة والعمالة للعدو، وعلى راسها المقاتل شداد ولد الديه، والديبلوماسي المخضرم صدافة بهية، وولاد موسى وغيرهم... حيث قالوا بان المخيمات إمتلأت بالعملاء للمغرب حسب تعبيرهم على لسان عايشتو رمضان؟؟؟ سبحان الله وكأن التاريخ يعيد نفسه، فهذا المؤتمر المسرحية يذكرنا بما وقع اثناء المؤتمر الخامس، اكتوبر 1982، كان الصراع على السلطة في اشده، وابراهيم حكيم، وعبد القادر الطالب عمار، ومحمد سالم ولد السالك، يريدون تمثيلا لقبائلهم في القيادة المعروفة انذاك باللجنة التنفيذية، ولكن القيادة ولكي تقطع عليهم الطريق قامت في المؤتمر بإعلان عن رغبتها في تقليص عدد افراد اللجنة التنفيذية من 9 إلى سبعة افراد، حيث إستبعدوا عمار العظمي، لأن له قريب من لبيهات، في اللجنة التنفيذية، وسيد احمد ولد البلال، لأن له قريب من ابراهيم وداود في القيادة، لكي يقنط الآخرون، بل اكثر من ذلك خلقو عدوا وهميا سموه الشبكة، من المندسين الذين حسب زعمهم ارسلتهم موريتانيا وفرنسا لتخريب الثورة، وبدأت الإختطافات والإعتقالات والسجون والتعذيب والإغتيالات، وقد شملت معظم إطارات القبائل التي كان اصحابها ينادون بحقهم في التمثيل بالقيادة، لكي يخافوا هم على انفسهم ويحمدون الله على عضوية المكتب السياسي، وقامت اللجنة التنفيذية إمعانا في ذر الرماد بالعيون في تعيين ضعغاء من هذه القبائل في المكتب السياسي، لا مجال لذكر أسمائهم، كتكفير عن تلك الإطارات التي ذهبت ضحية للسجون... وحتى لما اندلعت إنتفاضة 1988، وعملية الصراع على السلطة كان اولئك الثلاثة من اول المشاركين فيها، والتي ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن ذلك الصراع الرهيب على السلطة، والذي كان اخف اضراره، النزيف البشري الذي عرفته الجبهة وما زالت تعرفه حتى اليوم سواء نحو العدو او الخارج او الدول المجاورة....
لكن المشكل هو ان قيادتنا تلميذ غبي لا يستفيد من تجارب التاريخ، لماذا؟؟؟ لأن كل شيء في هذا العالم تغير، ما عدا قيادة البوليساريو، لم تتغير، لا جسديا ولا عقليا وتظن ان ما كان ممكنا في السبعينيات والثمانينيات، يمكن ان يكون ممكنا اليوم... لا، لقد تغير العالم والكذب على الشعب وخداعه وبيع الأحلام له، وخلق الأعداء الوهميين وتوزيع صكوك الوطنية والخيانة امور لم تعد تنطلي على احد اليوم، والمعارضة لديها من الإمكانيات والوسائل رغم بساطتها لتكشف بها الاعيب هذه القيادة ومناوراتها، نحو هذا لمؤتمر المسرحية، والذي تحددت نتائجه بمجرد الإعلان عن لجنته التحضيرية، حيث أجرى السيد المحجوب السالك زعيم المعارضة لقاءا في قناة فرانس 24، فضح القيادة ونواياها المبيتة لمواصلة المتاجرة بمعاناتنا، وقد شاهدها ملايين المشاهدين بما فيهم اهل المخيمات، حيث اعادت القناة بث البرنامج اكثر من ست مرات ومازال موجودا حتى اليوم في صفحتها الإليكترونية، ونفس الشيء قام به مع جريدة لكم للصحفي الصحراوي انوزلا، بالصوت والصورة...
أضف لذلك أن الاف الشباب المحبطين والذين ازدادوا في المخيمات، لا عمل لهم ولا مستقبل لهم يرفضون ان تواصل هذه القيادة وابنائها اللعب بهم، وقد قرروا ان يقفوا في وجه هذه المسرحية، مهما كلفهم ذلك، عبر التظاهر ضدها، لتكون مؤتمرا للتغيير، او آخر مسرحية لهذه القيادة بالمخيمات....
الصراع بين الأجنحة الحالية في قيادة البوليساريو، أوجد فريقين: فريق من المتمصلحين ومن المستفيدين من الوضع الحالي والذين يرفضون اي تغيير، بل يطالبون بتعيين نائب للرئيس، حتى يتمرس ويتعلم سياسة التسيير الفاشلة المعتمدة من طرف اقدم رئيس في العالم، ولينوب عن الرئيس خلال كل غياباته، وبذلك يزيد المتمصلحون 4 سنوات اخرى في اعمارهم بالسلطة والإستفادة من الكعكة، وهؤلاء يتزعمهم الجلاد سيد احمد البلال ومعه آخرون. أما الجناح الآخر والذي يتزعمه البشير مصطفى السيد، والعديد من مسؤولي النواحي العسكرية، فيريد التغيير وتبديل اقدم رئيس في العالم، لفتح دينامية جديدة وخلق روح فاعلة للجبهة، وتجديد الدم في دماغها، تقوي الوحدة الوطنية وتفتح مجالا للحوار والمصالحة الوطنية، التي خربها الرئيس وحاشيته خلال ربع قرن من سياسته القبلية، والتي يظهر انه لم يبدلها، حيث قام خلال زيارته الأخيرة للنواحي العسكرية، بتعيينات قبلية وسخة، ومن دون قرار او مرسوم رسمي، او حتى بيان في وسائل إعلام النظام لتطلع عليها الجماهير، وكانه إقطاعي من العهد الفيودالي، يتصرف في مزرعته وعبيده كيف يشاء... فقد عين احد اقاربه مسؤولا للناحية الأولى، وعين قريبا آخر له مسؤولا عن الحنفي وهو اكبر مخزن للسلاح والذخيرة الحية لدى البوليساريو فوق التراب الجزائري بشكل قبلي واضح ومكشوف من دون حياء، ونحن على مشارف الذكرى الأربعين للوحدة الوطنية!!!!!!
كل هذه الصراعات والحرب الإعلامية القذرة والإجتماعات القبلية، لا تهدف ما عدا لخدمة مصالح المستفيدين من النزاع، من اولئك الذين يحسنون الإصطياد في الماء العكر... وليس هناك من يفكر في الشعب والوطن واربعين سنة من الشتات واللجوء والتشرد، او يبحث عن حل ينهي هذا النزاع الذي طال اكثر من اللازم ويرجع اللاجئات إلى ارض وطنهن كريمات مرفوعات الرؤوس، او يضع حسابا لآلام ودماء ودموع الضعفاء من هذا الشعب العظيم...
لقد كان رد الشباب الصحراوي بالمخيمات على شعار اللجنة التحضيرية للمؤتمر اكبر دليل، ان القيادة في واد والشعب في واد... فطريقة صياغة شعار المؤتمر الرابع عشر للجبهة دفعت بعض النشطاء الصحراويين على مواقع التواصل الاجتماعي الى السخرية من الشعار بصياغة شعاراتهم المشابهة والتي من بينها :
قوة، تصميم وإرادة، لبقاء المفسدين في القيادة.
قوة، تصميم وإرادة ، الله يفرقنا امع لحمادة.
قوة، تصميم وإرادة ، ابلا باس اعلا القيادة.
المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى، والهزيمة للأعداء، والفضيحة للقيادة. وإننا حتماً لمنتصرون...
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.
الجبهة الشعبية خط الشهيد.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة