أمام التقشف وعدم توفير الأموال لمشاريع التسيير الخاصة بالماء والكهرباء والعلاج والتعليم نظرا لسياسة التقشف التي اعلنتها حكومة الربوني فجأة، تُسقط سماء "لحمادة" عطايا وهبات رئاسية وصلت حدود 533 مليون سنتيم "دورو" جزائري، اي اكثر من 50 الف اورو توزعت بين تكريم رئيس الدولة لبعض الطلبة الخريجين لهذا العام في اول لفتة لقوافل الخريجين التي تتكدس بها مخيماتنا و لاتجد أمامها سوى ما يسمى بمؤسسات وطنية ملك شخصي للمسؤول المعين من طرف الرئيس. لا يجوز التقرب منها وتقتل الإبداع في المهد، او تختار مرغمة الهجرة كفائض قيمة تخسره القضية، او تمتهن تجارة تهريب المحروقات قبل ان يصيبها رصاص الحليف، او تتيه في دروب الصحراء المترامية فتموت عطشا، او تصبح مرشح قبلي تدفعه القبيلة الى حلبة مصارعة اسمها "البرلمان" للدفاع عن إبن عمه الوزير وترك قاعدته الانتخابية تندب حظها، وفي اسوإ الأحوال قد يلجأ الطالب الكفء الخريج الى اعتناق الافكار المتطرفة فيهاجر تلقاء "كيدال" او "الخليل" ليصبح زعيما او مفتيء يغرد خارج سرب الانسانية. بقية عطايا الرئيس الميمونة والتي سقطت في رمضان شملت الطلبة الخريجين والطلبة الناجحين في الباكالوريا ليصل مجموع ماتبرع به الرئيس مادام المال العام ملك حصري له ولحرمه الى 533مليون دورو في اقل من عشرة ايام .
كرم سخي وإلتفاتة كريمة سبقتها هدايا الرئيس لقادة نواحي جيش التحرير بسيارات رباعية الدفع مريحة وغالية الثمن ومفيدة في كسب ود القوم . لاننسى كذلك هدية رئيس الجمهورية للفنان الموريتاني "الرغاية" الذي اهداه الرئيس سيارة من نوع طيوطا في وقت لاتتوفر فيه بعض مستشفياتنا على سيارات اسعاف.
عطايا الرئيس وهباته المباركة في الشهر الكريم تكذب سنة تقشف الحكومة اذ لطالما تحججت الحكومة بسنة تقشف للحيلولة دون اداء بعض القطاعات للأدوار المنوطة بها كقطاع المياه والتعليم والرعاية الاجتماعية وحتى الجيش ومس العوز بعض التمثيليات في الخارج والعجز عن فتح تمثيليات في بعض العواصم الاوروبية بحجة قلة ذات اليد، فيما لم تمس ازمة تقطير ميزانيات التسييرالعام التي ينتهجها الوزير الاول ويحرص على رعايتها لم تمس قطاعات حيوية للثورة و"الترقاع" مثل وزارة الثقافة الراعي الرسمي لكل المهرجانات والاحتفالات والمحاضرات في مخيمنا، او رحلات التسول لبعض بيادق النظام المخلصين في التزلف طالما مولانا الرئيس لا يمس نظامه سوء، وهذا ما يؤكد ديكتاتورية الزعيم وتسلطه وانه الوحيد الذي يفعل ما يشاء وما يريد، من دون حسيب ولا رقيب...
اسلوب العطايا والهبات ليس جديد لكنه في الآونة الاخيرة بات استثمار ينبغي في نظر الرئيس ان يتصدر واجهة الإعلام كي يكتشف الشعب كرم رئيسه طالما هو راضي عن أي من رعيته يشمله بالعطف ويغدق عليه الاموال ويمن عليه بالهبات في انتظار ان يشرفه بتمثيلية في الخارج او منصب وهمي يضمن له الحضور على خشبة المسرح في مخيمنا، حينها سينال صك مغفرة وطنية تسمح له بالبناء في تندوف او الاستثمار في "ازويرات" وحضور دائم لكل المحطات الوطنية من اللجان التحضيرية الى حضور حملات النظافة السنوية، وبعدها يصبح اطار جبهوي نافع للقبيلة ومفيد لاطالة امد الفشل الذي تعيشه القضية قبل ان "ينفكع" فيهاجر او يخون .
هدية الرئيس للطبلة الخريجين محاولة واضحة من سيادة الرئيس لتحويل الشباب الى صنف "المؤلفة قلوبهم " بل هي رشوة وشراء ضمائر، ليتعلم الشباب من خلالها ان الرئيس هنا هو كل شيء، ومن يريد اي شيء ليبتعد عن المعارضة وليمجد الرئيس... اسوة بشيوخ القبائل لتفادي ماحدث اثناء المؤتمر المسرحية الاخير إين كادت الامانة وبفعل مقترح الشباب ان تتحول الى هيئة رقابة منزوعة العصا وقليلة العدد، فهل الهدايا والعطايا هي الضوء الأخضر للمسرحية القادمة...
في إطار سياسة الكرم الزائد نرجوا من سيادة الرئيس التفاتة ولو بسيطة على ابطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي بمركز ضحايا الحرب الذين يعانون في ظروف صعبة وعلى بعد امتار معدودة من قصره الصيفي بمنطقة "انخيلة"، والذي يعيش هو ومن معه من القيادة الفاسدة بفضل دمائهم وتضحياتهم، لكن يبدو ان هذا الطلب غير مستجاب لان نزلاء مركز "النخيلة" لاتأثير لهم في المسرحيات الانتخابية.
كان من شبه المحرمات ان يتحدث الانسان عن بيت مال البوليساريو، هذا البيت الخارج عن رقابة البرلمان الصحراوي، حيث لايعرف أي كان ماتحويه خزانة مديرية المالية بالسفارة الصحراوية بالجزائر باستثناء قريب رئيس الجمهورية الذي يتصرف في اموال البوليساريو وكأنها جزء من ميراثه العائلي أو الرجل القوي في البوليساريو السيدة خديجة حمدي...
رسائل الرئيس لمن يهمه الامر واضحة : ليس بالعمل النضالي وحده يعيش المناضل بل بالهبات والعطايا، وقيمة الفرد ليس بمقدراته ولكن بمقدار رضى الرئيس عنه... ولقد صدق من قال بان نظام اقدم رئيس في العالم مبني على 3 ركائز واهية: الجهل والقبلية والرشوة، والأخيرة اكدها الرئيس علانية من دون حياء...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة