الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الأحد, 17 فبراير 2013 13:55 |
الثلاثاء 02 مارس 2010
أمينتو حيدار إسم إمراة دخلت التاريخ من بابه الواسع، وكلما ذكرت قضية الصحراء الغربية، عبر التاريخ إلا وذكرت امينتو حيدار .. المرأة الصحراوية اللطيفة، الرقيقة، الوسيمة، وربما حتى الجميلة، ولما لا وجمال الروح هو الأهم. اربكت الحكومة المغربية، وتسببت في إسقاط الرجل القوي: بنموسى وزير الداخلية، وفي نفس الوقت، أربكت القيادة التي بدأت تلهث وراء مكاسب امينتو حيدار لتتاجر بها كعادتها مع كل مكاسب شعبنا...لقد حققت امينتو حيدار في ظرف 35 يوما من الإضراب عن الطعام لقضيتنا الوطنية ما لم تحققه هذه القيادة العاجزة طيلة 35 سنة من عمر النزاع : اصبحت قضية الصحراء الغربية في الصفحات الأولى لوسائل الإعلام الإسانية، في البداية، لتلتحق بها الأوروبية والعالمية..
العديد من قنوات التلفزة العالمية خصصت حلقات للتعريف بأبعاد الصراع في الصحراء الغربية الذي تموت من أجله إمرأة معتصمة في مطار لانثروطي...
كل منظمات حقوق الإنسان والجمعيات إنطلقت عن بكرة أبيها في مناصرة أمينتو حيدار، وقضيتها. حتى فرنسا التي تعتبر مشكل الصحراء الغربية ثانويا بالنسبة لها، تدخلت عن طريق وزارة خارجيتها، وأخيرا رئيسها مباشرة لإرجاع أمينتو حيدار لمنزلها وولديها..
العطف والتضامن تجاوز وزارة و الخارجية الأمريكية، والبرلمان الأوروبي، والكنغرس الأمريكي إلى الأمين العام الأممي نفسه، وهو اعلى سلطة في العالم...
ولكن ما هو الدور الذي قامت به القيادة لتثمين هذه المكاسب التي جاءت من دم وعرق وصحة هذه الفتاة الصحراوية التي لا سلاح لها غير الإيمان بقضيتها..؟؟
كلما قامت به القيادة، هو انه في اليوم السادس والعشرين من الإضراب عن الطعام، الموافق ل 12 اكتوبر، وامينتو بين الموت والحياة، نظمت القيادة المهرجان الثقافي، لتستقبل ضيوفها بالفتيات الصحراويات الجميلات بالزي التقليدي، ولترقص خديجة حمدي وضيوفها حتى ساعات الفجر الأولى، مع ما لذ وطاب من المأكل والمشرب، وأمينتو حيدار لا قوت لها إلا الماء والسكر، ومع ما أحل الله وحرم ، كما يقع دائما في نهاية هذا النوع من السهرات، وأمينتو حيدار تصارع الموت من أجل قضية تعيش هذه القيادة على حسابها. بل وصلوا من الوقاحة إلى التذكير والتنويه بها في خطاباتهم، بمناسبة مهرجانهم الثقافي، ولم يرتفعوا قليلا للوصول إلى نعل أمينتو حيدار، ويعلنون إلغاء المهرجان الثقافي... لا، لا، فالقيادة أهم بالنسبة لها أن تظهر أمام شاشات التلفزيون، ولتذهب القضية الوطنية وأمينتو حيدار والشعب الصحراوي إلى الجحيم فذلك آخر شيء تفكر فيه هذه القيادة العاجزة والفاسدة، ولا غرو في ذلك إذا واجهوا تضحيات أمينتو حيدار بالرقص والسهر، فقد قاموا قبل ذلك وهم نفس القيادة بمواجهة شجاعة وبطولة إبن عمها والذي طالما حملها بين ذراعيه وهي طفلة وطبع على وجنتها قبلة بريئة، لما كان يسكن في بيت اهلها عنما كان يتابع دراسته الثانوية بمدينة الطنطان في بداية السبعينيات، وهو الشهيد حمدي ولد محمد يحظيه المعروف بالصيهب رحمه الله، والذي كان من اول المناضلين الذين وزعوا المناشير سنة 1973 ضد الإستعمار الإسباني، وتم إعتقاله وتعذيبه على يد جلادي افرانكو، وصمد وتحدى كل ذلك بشجاعة منقطعة النظير، ولم يفشي اسرار التنظيم او يشي بأي أحد من المناضلين، ولما توجه للثورة قاد معظم العمليات في الجنوب ضد القوات الإسبانية، آخرها عملية اكجيجمات التاريخية، التي كانت بمثابة بداية نهاية التواجد الإستعماري الإسباني فوق التراب الصحراوي، وبماذا كافأته هذه القيادة على كل هذه التضحيات، رمو به في السجن ليموت تحت التعذيب على يد جلادين رذلاء، لم يطلقوا ولو رصاصة واحدة في حياتهم ضد الإستعمار، وما زالوا يتقلدون مناصب عليا ضمن هذه القيادة: اسويد احمد البطل، محمد سالم السنوسي المعروف بسلازار، وابيشة ولد المهدي لحول...
فكأنما التاريخ يعيد نفسه، والظالم هو نفسه، والضحية تغيرت وإن كانت هي نفس الدماء التي تجري في العروق....
يا أبنت الساقية الحمراء، وأكراير إزيك، لقد كنت عظيمة عظمة الرجال، وذكرتينا بالمجاهد الشهيد حمدي الصيهب رحمة الله عليه، لقد اظهرت الحكومة المغربية وقيادة البوليساريو بأنهم مجرد نمور من ورق، وكنت انت وفي وضح النهار لبوؤة من ذهب... نصيحتنا لك في الأخير ان تعتمدي على شعبك ولا تعتمدي على قيادة الربوني فلو كان فيها خيرا وجده حمدي الصيهب والديخ المعروف باكلاي ولد سيدي يوسف وغيرهم كثيرون من ابناء عمك الذين تمت تصفيتهم تحت التعذيب على يد جلادي قيادة البوليساريو، لا لشيء غير الحسد والقبلية، لأنهم ليسوا من الاغلبية المسيطرة بالربوني...
نحييك ونشد على يديك، ونهيب بك، فقد كنت عملاقة ورائدة، قوية صامدة مثابرة، وتحملت ما لم تتحمله الجبال، فلا نامت اعين الجبناء، ومن تريد له القدرة الخلود تسخره لخدمة الجماهير...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة