الأخبار -
الرأي والرأي الآخر.
|
لقد أصبح النقد مصيبة كبرى، بعدما كان مبدأ من مبادئ ثورة العشرين ماي، فعندما توجه نقدا إلا احد ينظر إليه كأنه اعتداء على شخصه، ومحاولة شريرة لإبراز عيوبه، لذا يشمر عن ساعده ويتأهب في شراسة، لسحق أي معتد والتصدي له بكل الوسائل، كأنها جريمة لا تغتفر أو مصيبة أو مرض معدي، يستوجب إيجاد الدواء له بأسرع ما يمكن، وذالك باستدعاء الطبيب المختص الذي هو بمثابة شرطي أو دركي أو رجل أمن، لتُتهم بالخيانة والعمالة وما شابه ذالك، كأنك فعلت جرما عظيما تستحق عليه العقاب، أو كأن هناك من له الحق في توزيع صكوك الإخلاص والوطني... أليس النقد والنقد الذاتي مبدأ من مبادئ ثورتنا المجيدة، أم أن ذالك فقط كان أيام العز والمجد قبل توقيف إطلاق النار الخطأ، أليس النقد هو التقويم، أليس هو من يرفع ويقرب من الإنسانية أيها الإنسان... كثيرا ما يقتل القاتل فإذا فرغ من أمره جلس بجانب قتيله يبكي عليه بكاء الثكلى وحيدها ويتمنى لو ردت إليه روحه أو افتداه بنفسه... بصراحة لقد مللنا من هذا البكاء مثلما مللنا من قيادة كلما تقدم عليها الزمن وشاخت إلا واستخفت بشعبها، لقد أثبتت على مدى تاريخها الطويل أنها أبدية وان حبها للسلطة يفوق كل الاعتبارات وأن المصلحة الخاصة فوق العامة وأن وطنية المسؤول الصحراوي تنتهي في مصلحته، فإذا مست المصلحة مست الوطنية،وان من يعطيه العدو المغربي قيمة تعطيه جبهة البوليساريو قيمة اكبر... لست منظرا سياسيا ولا أحب أن أكون، لكن لي رأي أتشبث به ما دمت أراه صحيحا، نقول هذا الكلام بمناسبة إبرام قيادة البوليساريو لاتفاقية التنقيب عن المعادن في الأراضي المحررة، ناهيك عن التجاوزات الخطيرة والضغوط الكثيرة التي جعلت مخيمات العزة والكرامة عبارة عن دار عجزة و مسنين تحرسها أشباح، بعدما هاجرها شبابها نظرا للضغوط الممارسة عليهم من الصديق والحليف، مما يضع الكثير من علامات الاستفهام؟؟ منذ توقيف إطلاق النار مع العدو المغربي في سنة 1991 دخلت قيادتنا في الجزء المظلم من سياستها ، أعطت للزعيم الأوحد السلطة المطلقة والتحكم في كل كبيرة وصغيرة ، تم بموجبها تقسيم مؤسسات الدولة إلى أملاك خاصة ووزارات قبلية مستقلة تأتمر بأوامر الزعيم الأوحد، الذي يجلس باطمئنان وهدوء على كرسي الرئاسة في ( البيت الأصفر) تحيط به الحراسة لا يفكر حتى في قوت يومه، زواله مرتبط بالموت لا قدر الله ، أو زوال الدولة ، حيث يعتمد لفيف من المنافقين الطامحين بالمناصب ، يبرزون معجزات الزعيم التي يرونها بأعينهم ويستغربون إنكارها من الآخرين ، لا يهمهم غير مصالحهم الخاصة ولو كانت على جماجم الأطفال والنساء والشيوخ... قد يظن الزعيم والذين معه أنهم يقدمون تضحية كبيرة بقبولهم الاستمرار في الحكم والعكس صحيح، وربما قد يفكرون لاحقا في توريث أبنائهم للحماية من العقاب الذي يظنون أنهم بمنأى من أن تنالهم يد العدالة في يوم من الأيام، على جرائم ارتكبت واغتيالات نفذت في حق أبرياء من شعبنا... في كل الحالات نستخلص أن الزعيم فقد صوابه وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة كأنه في حالة خدر وسكر شديد اختلط عليه الحابل بالنابل ، حتى أصبح لا يميز بين الخطأ والصواب كل ما أقدم المحتل المغربي على خطوة إلا واقتسمها معه ، من تهجير الشعب إلى إبرام الاتفاقيات ....؟ كيف يتجرأ على اتخاذ قرار استباقي في التوقيت الخطأ ويبرم اتفاقية التنقيب عن المعادن مع شركة بريطانية دون استشارة الشعب ، أليست مصيبة العرب ككل في خيراتها وفي الذهب الأسود.. وهل استقلت الأرض من محتلها ؟ أم سنفتح علينا بابا أخر من الفساد نحن في غنى عنه يتسابق عليه قيادتنا كتسابقهم على سيارات القافلة، أم فقط لأن السارق المغربي المحتل فعلها مع شركة أمريكية، لذا يجب علينا نحن أن نبرم اتفاقيات عشوائية غير محسوبة العواقب، الم يخول الدستور الصحراوي في المادة 46 للمجلس الوطني الصحراوي رفض الاتفاقيات الدولية، نتساءل لماذا لم يحاسب قط الرئيس والذين معه هل هم فوق القانون أم معصومون من الخطأ ؟ لماذا نحارب الاستعمار المغربي لأرضنا ، أليس من اجل أن نسعى إلى التحرر والتخلص من الهيمنة واستغلال الأرض والإنسان، لنقيم حكما وطنيا، يشعرنا بالمواطنة ويعمل على قضاء حوائجنا، لأنه منا ونحن منه ،لا حكما يشعرنا باليأس والإحباط وقهر الصبر وقتل الروح المعنوية أو إضعاف أو إزالة لانتماء الوطني... القائد المثالي هو الذي يؤثر في الجماهير ولا تؤثر فيه، يقودها ولا تقوده، إصلاحه وتقويمه من إصلاح الرعية وفي ذالك إ صلاح المجتمع ككل، واختيار غيره حق شرعي لكل الشعوب لأنها ليست وديعة ولا أمانة في يد الزعيم، يجب إن تفكر وترى بالعين التي يرى بها هو والذين معه وان كان بعضهم لا يرى ولا يسمع... إن إدراك أي سلطة لأي مشكلة ومدى خطورتها ، هو الوعي في محاولة إيجاد حل لتلك المشكلة ، أما دفن المشكلات والمعضلات والتظاهر بتصغيرها،عبر استخدام وسائل التضليل والتسويق وتراكم شبكات المصالح والمنافع وتبادل الأدوار والمواضع النفعية الشخصية على حساب المصالح العامة لن تفيد في شيء بل تزيد الأمور تعقيدا، فالإنسان لا يعتبر بغيره، فلو دامت لأحد ما وصلت إليهم...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة