الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الأحد, 06 يونيو 2021 17:28 |
بقلم الصحفي لمن بكار.
هي لوحة قاتمة ، وتعبير عن حالة الفوضى و والضعف والهشاشة والتسيب والارتباك وخلل في منظومة الحكم ، وصناعة القرار ومقياس ومعيار لسقف العمل السياسي، وتجلي طبيعي للأزمة ، الناتجة عن مضاعفات الإستفراد بالسلطة ، والشخصنة ومنطق القرصنة والإختطاف والإحتكار والإختزال ، وغياب العمل المؤسساتي ، وإنعدام الإلتزام الوظيفي والوازع الأخلاقي ، والرادع القانوني و واجب التحفظ والمحاسبة والمسألة. وهدم وردم الذات والإقصاء والتحول إلى مقبرة للكفاءات وإبعاد العقول والأدمغة و التحنيط والإرتجالية والشعوذة السياسية ، وتسلق الوهم وإنهيار المصداقية والمنظومة الأخلاقية . هذا السلوك الشاذ الفردي والإنفرادي ، هو محاولة لركوب الموجة ، وتسجيل الحضور والتموقع والتموضع لأن الهبة الجماهرية الخلاقة ، والإرادة الشعبية الصادقة ، أبانت عن إتساع الهوة ، وعرت الصورة وأزالت الغطاء عن الحصائل والجاهزية والتحضير والإعداد … إن إنعدام المناخ السياسي الصحي من التوازن وإحترام وتباعد بين الهياكل والتسلسل الإداري والتنظيمي ، والتداخل وعدم الفصل والتخصص ، وتحديد المسؤوليات ، وحدود الصلاحيات وغياب الشفافية والمكاشفة ، والخصومة مع الإعلام وحرية التعبير ، أدت إلى عدم إدراك وإشراك دور الإعلام كركيزة في التنمية السياسية ، وزرع الوعي والتحريض والتوجية والتصدي للاشاعة والحرب النفسية والتأثير وصناعة الرأي والتفاعل والتواصل .. وبما أن الوضع الجديد يحتاج مواكبة ومرافقة وتغطية إعلامية خاصة ومميزة لإشباع الذوق العام ، والدفاع وتحصين الجمهور ، وتشكيل مناعة للتصدي للإستهداف والحقن المعادي ، والمعلومة المفخخة والملغومة.. ويفرض مسايرة نتيجة تسارع الأحداث وتوالي المستجدات . أمام كل هذا ، وجدت القيادة الصحراوية صعوبة في التعامل والتعاطي والتكيف والتجاوب مما أنعش الفوضى وزرع البلبلة ، والتضارب في المواقف والتباين في التصريحات المتناثرة والمتنافرة ، التى لا تلبي ولا تحاكي التطورات الميدانية . أكثر من نصف سنة من الحرب ، ولم نلاحظ إصدار إعلامي واحد وتغطية حية ، رغم توفر المادة الإعلامية ، لإزالت الشك وتوثيق وإصال رسالة الشعب الصحراوي ونقل بطولات جيش التحرير الشعبي الصحراوي الباسل ، بالرغم من الخريطة الإعلامية الواسعة والوسائط المتنوعة إلا أن المردودية معدومة ومحتشمة . وعليه تم الإستنجاد بالقنابل الصوتية المسيلة للمشاعر والعواطف ، والتخندق خلف الخطاب المعهود ، والقاموس الفضفاض المبني على الحشو اللفظي والفقر في المعنى والمحتوى دون تقدير وإعتبار أن الكلمة رصاصة والإعلام سلاح . فبعد مفردات سنة الحسم والإستنفار والإنتشار جاء مصطلح التسخين …؟! حتى أنه لم يتم إحترام السلم اللفظي ، والتسلسل والترتيب المنطقي وهذا تناقض وإنفصام وإنكشاف …فما الذي سيتم تسخينه اليوم ؟؟! ولم يسخن طيلة ثلاثة عقود ؟؟!(احجار الشح يلتكطوا بالرخاء)؟!. النصر مراكمات وعصارة مجهودات طويلة ومثابرة متواصلة الحرب ليست عسكرة فقط …بل هي إقلاع عن التشوهات والإنحرافات والعمل على كل الجبهات والمنصات …هل يعقل أننا في حالة حرب ويتم تمرير ميزانيات ضخمة والمدارس العسكرية تعاني شح الإمكانيات وراتب المقاتل زهيد الا يحتم ذلك تغيير وحكومة طواريء وتقشف ودمج الوزارات لترشيد النفقات ؟! قهر الإحتلال يبدأ بهزيمة الإختلال وتجفيف منابع الفشل وسد الثقوب والعيوب التى تسلل منها الإستعمار كفى من النفخ وتسويق الإنتصارات الزائفة …فملف الرئيس القضائي يستدعي صراحة ومواجهة ومعالجة ، وفهم مابين السطور ، وليس القفز والتحايل على الحقيقة والخلفية ..لسنا بصدد تقزيم أو تهميش المكاسب لكن لا ينبغي أن نخلط بين الإنتصارات والنكسات علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها فالحفاظ على نقاء وصفاء المشروع الوطني أولوية . نحن نخوض حرب تحرير وهي في نهاية المطاف صراع بين الخير والشر وإلصاق التشوهات والشبهات يعكر ويلطخ ويسمم القضية ..؟! عمق وجوهر الأزمة لامفر من علاج ملف حقوق الإنسان وتطبيب الجراح وتطييب الخواطر وجبر الضرر والمصالحة والإنصاف صحراويا،؟ العالم تغير وتحول وحتى خروج الرئيس برائة أمام القضاء الإسباني هذا لا يعني أن المتابعات طويت أو حسمت ثم من يضمن أن لا تتكرر هذه المتابعة في مواقع أخرى أو حتى مذكرة دولية ؟ تبتز وتساوم المشروع برمته؟ الرسالة والإشارة هي أن زمن الهروب من العقاب قد ولى والتكبر والتجبر والهروب إلى الأمام لم يعد ينفع ..فقبل تدويل القضية والإحتكام إلى الخارج نادت أصوات وضمائر حية بضرورة إنهاء وتسوية هذا الإشكال داخليا لكن لا حياة لمن تنادي..؟لانتمنى مكروه لأي صحراوي مهما كان لكن لن نتحالف ولن نصطف مع الظلم وسنقول الحقيقة ولو في أنفسنا …التمسك بالظلم ليس خيار بل له عواقب وخيمة وخطيرة في تسوية ومقايضة القضية وجرنا إلى مسارات ومنعرجات وما حدث ماهو إلا جولة من معركة طويلة . الكل فخور ومعجب بالجسورة أيقونة النضال والكفاح سلطانة خيا ..وسال الحبر الصحراوي فيها نثراً وشعراً وتستحق أكثر ….لكن لا أحد أنصفها ، وسلك طريقها ، على الرغم من أن ما فعلته المرأة في متناول الجميع . صحيح صنعت التحدي ، وأصبحت عنوان الصمود ، وقهرت آلة الخراب والدمار ، وأظهرت همجية الإحتلال الغازي والنازي…لكن في المقابل كشفت الصورة الهزيلة والباهتة ، والتدبير المخجل للموارد المتاحة لجبهة المناطق المحتلة…ماذا فعلنا وغرسنا وحصدنا .؟؟! سلطانة تستغيث ، وتعيش العزلة والحصار والإقامة الجبرية ، وتتعرض لشتى صنوف التعذيب الجسدي والمعنوي والضرب والتنكيل والإغتصاب ..ألا تستحق التضامن والتازر..الشرف والعفة والأنفة الصحراوية تُمتحن وتُهان..فمتى ننتفض..؟! لماذا لايتم تعميم تجربة سلطانة على كل بيت صحراوي ، ماسر العزوف والنزيف ..ببساطة نحن نحصد ما زرعنا من سياسة ضخ الأموال وشراء الذمم ورحلات خمس نجوم ومقاربة المقاولة التى أفرزت مناضلي الفخامة والضخامة..كيف لهم أن يخرجوا للشارع …الثروة تقتل الثورة..ومن تذوق الفنادق لن يواجه البنادق ..ويستحيل أن يتحمل الضرب والإنتهاكات والسجون والإعتقال…؟ هناك أزمة قيادة وفراغ في هرم السلطة وصراع إرادات وتراكمات ومضاعفات تجرنا إلى مزيد من التدهور والتهور والعقم والإفلاس حتى أصبحنا أمام إشكالية التواصل والتناسل …(تنافر الأجيال ).والتآكل والحديث عن الجيل الثاني هؤلاء من دلائل عقم البدائل لأنهم مشتق له نفس الجنات ويحمل نفس الحمض النووي وإفراز لحالة مرضية وسيرث نفس التشوهات …؟! العين بصيرة واليد قصيرة والصدمة كبيرة ، علينا أن نواجه الحقيقة المرة ، هناك ظروف في غاية التصعيد والتعقيد ، من تكالبات وتحالفات وتقاطعات وتنافس دولي لا مكان فيه للتساهل والتحايل .والحق وحده لايكفي ، لحجز مكان بين الأمم بل إن الإقناع والقبول والأهلية هي الفيصل والمحدد؟! هذه التحولات تستدعي ترتيبات وإصلاحات تواكب إملاءات اللحظة وضرورات المصلحة الوطنية وترافق الأولويات ؟! الثقة الزائدة والزائفة تجرنا إلى الإنتقال من إدارة الأزمة إلى الفوضى والإنذار والتحذير ( احتواء مرتكزات الأزمة ) إلى التخدير الذي يفاقم من (محفرات الأزمة )؟ آن لنا أن نخرج من البوليساريو الحالة والتقليد ..إلى البوليساريو العلمية والعملية ..بالقطيعة مع المفاهيم والتصورات والسلوكيات التى شابت المسيرة ، والمتكدسة في مفاصل وهياكل النظام ..من خلال العبور والمرور بعملية نقدية بنيوية وفكرية.يقول مالك ابن نبي )(عندما يحال بين الفكر والعمل السياسي يبقى الاول غير مثمر والثاني اعمى .).،؟!.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة