الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الخميس, 05 سبتمبر 2013 00:16 |
الشاب الصحراوي المضرب عن الطعام محمد مولود: لن أوقف إضرابي حتى استرجع حقي المسلوب
صمتنا كثيرا و لكن نطقنا باليقين… نصب خيمته و اضرب عن الطعام … صام الكلام و الجماعة و الطعام.. جسم هزيل و صوت مبحوح و علامات الجفاف لا يكاد يخلو منها طرف من بدنه و مظاهر الألم و التعب تنهك أطراف جسمه. هكذا هو حال المضرب الصحراوي عن الطعام محمد مولود حينما قدمنا الى زيارته في خيمته المتواجدة بجانب “ابصاجة اوسرد” بولاية العيون.
سيلاحظ الجميع أننا قد تأخر تحقيقنا في القضية، لأنه ليس من طبعنا السكوت طويلا خاصة و أن مشكلة الشاب المضرب قد تناولتها وسائط الإعلام الصديقة و المعادية. أن صمتنا كثيرا سننطق بالخبر اليقين من عين حيث يتواجد محمد مولود الذي حكي لنا القصة من حيث بدأت حتى آخر تطورات تفاصيلها، كما نقلنا أراء بعض المواطنين و تركنا للمجال للسلطة حتى ترد بدورها في وسائطها العمومية. محمد مولود محمد عالي بوسحاب المزداد سنة 1975 بالصحراء الغربية، حامل لبطاقة تاجر صادرة عن وزارة التجارة الصحراوية و خريج من المدارس الكوبية و يحمل عدة شهادات و عاطل عن العمل و يؤمم قوت يومه بالتجارة، متزوج و له ثلاثة بنات، يعيش بدائرة الدشيرة من ولاية العيون. هكذا كانت البداية… في بحثنا عن جذور المشكل التقينا محمد مولود الذي حدثنا قائلا: نشأت قصة القضية مع بداية العام 2011، عندما مارست تجارة المحروقات في “مرسة” دائرة الدشيرة كغيري من التجار ممن يحترفون هذا العمل، إلا أنني قد فجئت بالمنع من طرف السلطات الولائية، بحجة أن بيع تلك المادة ممنوع داخل الأحياء السكنية، بالرغم من تواجدها الملحوظ بطرق فوضوية في وسط و جوانب كل المخيم. و يضيف: تطورت المشكلة بيني و بين السلطة الجهوية بشكل متسارع إلى أن وصلت مشارف الشرطة القضائية التي دونت شهادتي حول الموضوع، و خلال الآخذ و العطاء توصلنا إلى حل جزئي يقتضي أن نبحث عن محل جديد في “مرسة لحديد” بولاية العيون على أن أمارس فيه تجارتي في حدود ما يسمح به القانون . استأجرت محل خاص بالناحية العسكرية الثالثة بجانب مقر “ابصاجة اوسرد” لمدة ثلاثة أشهر باتفاق واضح و شروط و قوانين مشروعة، لكن بعد أسبوعين من ممارسة مهنتي بدا الخلاف مجددا مع سلطات ولاية العيون و مبررهم هذه المرة أن بيع المحروقات على طول الطريق المعبد ممنوع!، مع العلم أن تلك الطريق تتقاطر بحاويات و محلات المازوت، و لست وحيدا ممن يشهد على ذلك، لان كل المارة من سكان الولاية كانوا من الشاهدين. نريد هنا لفت الانتباه إلى أن السلطات لم تمنع يوما بيع المحروقات داخل المخيم، لأنها لا توفره للمواطنين، لذا يتولى التجار توفيره بأنفسهم بأسعار باهظة في بعض الأحايين. الإضراب عن الطعام… بدا إضراب الشاب محمد مولود عن الطعام يوم 8/8/2013، و يبرر إضرابه بقوله: بعد أن فقدت الأمل في التوصل إلى حل مرض، و عقب الأحكام القاصية و التهم التي ألصقت بي من طرف السلطات الجهوية، و بعدما تمادت في عنادها و تجاهلها لمطالبي الاجتماعية المشروعة، قررت خوض إضراب مفتوح عن الطعام، لأنني اعتقد أن بذلك سيرذخون يوما ما لمطالبي، لأنني لن أمل بل سأظل صامدا ما دمت مثالا لآلاف المعطلين عن العمل من حاملي الشهادات و رمز للإنسان الصحراوي البسيط الذي يئن في صمت و لا يعرف كيف يعبر عن رأيه و لا كيف يطالب بحقوقه. و بأسلوب ديمقراطي راقي… فضل الشاب محمد مولود أن يبني خيمته و يلصق عليها مجموعة من الشعارات السلمية ذات الألفاظ القوية المعبرة البعيدة عن التشويه و الغير ماسة من حرمة المؤسسات و لا الأشخاص، فراح يبيت ليله و يظل نهاره معتصما بداخلها لان ذلك في اعتقاده أسلوب طبيعي يسلك مسلك اتجاه الدولة الصحراوية التي تحمل شعار الديمقراطية، و يضيف قائلا: اتحدي من رأى مني تخريبا أو تشويها أو عنفا، فسعينا إلى السلم ضاربا في قدم عاداتنا و ثقافتنا، لهذا من المفروض أن تقرن أولوية السلم على كل منحى من مناحي حياتنا السياسية، الاجتماعية و حتى الثقافية. و للإضراب مضاعفات… الزائر المتأمل في ملامح الشاب يجد اختلالا كبيرا على مستوى حالته الصحية بحيث أكد لنا محمد مولود بأنه أصبح يعاني من عدة أعراض طارئة ” أولها الإغماء المتكرر و الألم الحاد على مستوى الأمعاء، المعدة، المفاصل، الظهر، صداع الرأس، تسارع نبضات القلب و نقص في الوزن” و هذا ما قد يهدد سلامته البدنية بما قد يمس من حقه في الحياة، في الوقت الذي تصر فيه السلطات في حد تعبير المضرب على الاستهتار بروحه، محملا إياها المسؤولية الكاملة لما قد ينجر عنه إضرابه من مخاطر على صحته البدنية، لأنها أي “السلطة الولائية” حسب تعبيره لم تكترث لمطالبه العادلة في الشغل الكريم و العيش في كنف الحرية و الكرامة. من مصدر عليم… بعدما ظهر للعيان أن الشاب محمد مولود مصمما على خوض الإضراب فعلا بعد تلويحه بورقة التهديد، سارع الوالي إلى أمر الشرطة بتكريس خيمته و اعتقاله في حالة ما سعى إلى المقاومة، غير أن السلطة الأمنية اتجهت مباشرة إلى وكيل الجمهورية لتستشيره في الموضوع، الوكيل من جهته رفض ذلك بشدة و طالب بكتاب أو وثيقة تثبت الطلب موقعة من طرف الوالي ذاته الذي رفض توقيع أي أمر بمهمة، لتبقى حالة محمد مولود معلقة بين الشرعية و أللا شرعية. أصداء من جانب الخيمة… مواطنا أبى الكشف عن اسمه يقول: “بالرغم من الأخطاء التي وقع فيها مولود إلا أن الخطأ الأكبر هو ذلك الذي وقع فيه الوالي حينما عظم من شان المشكلة لتصبح محل حديث الجميع بما في ذلك العدو، فالخلاف كان بسيطا إلى درجة انه كان يمكن أن تطوى أوراق حله في حينه، لذا يجب أن يسعى الوالي إلى الجلوس مع الشاب و الاستماع إليه و إلا فانه هو الوحيد الذي يتحمل مسؤولية عواقب إضرابه عن الطعام”. مريم “شابة من امغالا”: ” انأ أول مرة أرى في حياتي خيمة تنصب بهذه الطريقة لها زوارها و شعاراتها، لم أكن اسمع بذلك إلا عير الإذاعة أو من خلال شاشات التلفزيونات”. الناجم “تاجر”: ” بالرغم من سلمية مطالبه، إلا أنني لا اعتقد آن ما فعله الشاب كان صوابا، لأننا في حالة الحرب لا يجب التشويش على القضية بهذه المطالب أمام الملا، حتى و إن كانت اجتماعية”. محمد سالم “شاب سائق سيارة أجرة”: “انأ أخاف أن يكبر المخيم فيصبح مخيما في مخيم، لذا يجب ان نعالج الموضوع قبل فوات الأوان حينها لا ينفع الندم”. الدكجة “عريفة سابقا”: “نعرف عن هذا الطفل عينوا متينة”. الشيخ: “في المخيم هناك العدالة الاجتماعية و الحقوق مضمونة، لا اعرف من أين أتى هذا الشاب بهذه الشعارات؟، و لا افهم موضوعه جيدا، و لكن إرادته و تصميمه تظهر انه …خالق شي أمكدر أعليه… لماذا لا نجلس معه؟ و نستمع إليه”. و يتواصل الإضراب…. من خلال حديثه يظهر التصميم ألا متناهي و الإرادة القوية في استرجاع الحق الغائب في مفهوم المضرب الذي قال: ” خائن، مجرم آو عميل اختاروا أي اسم تفضلون، فقناعتي و إيماني بأهدافي تفوق تصور و تحليل و اعتقاد الجميع و …اللي باقي يفهم يجي يشوف الخيمة واقفة و انأ واقف …، ما دام الحق غائب لن أتنازل حتى أحقق مرادي في العدالة الاجتماعية، محو التمييز، رد الاعتبار للإنسان الصحراوي، ضمان العيش الكريم و اضمحلال مظاهر الاحتقار و محو مظاهر الاستعلاء التي زادت من اتساع الهوة بين المواطن و سلطته”. مجرد نصيحة… من المفروض أن تسارع السلطات الصحراوية إلى معالجة مشكل المضرب الصحراوي عن الطعام محمد مولود الذي أشعل شرارة الخيام الغاضبة في المخيم، قبل أن يصبح الطريق المعبد بولاية العيون مليئا بالخيام و الغاضبين و الأمثلة قريبة ما زالت الأقطار العربية تنزف دما من جرائها. ف ما دام الأمر يبدو في ظاهره سلميا، فلا بد أن تتعامل سلطتنا مع الموضع بحذاقة و عقلانية قبل أن نعض على الأنامل، حينها سيقول لنا غيرنا … أتنهى عن خلق و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.
عن موقع التغيير.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة