قدمنا للمخيمات هروبا من الغزو المغربي والموريتاني ومن قصف الطائرات في الكلتة وام ادريكة، نهاية 1975 ووصلنا لأرض الجزائر جنوب التندوف، والتحق بنا الألاف بعد سقوط نظام المخطار ولد داداه.... بعد إستشهاد الولي، ظهر ثالوث من المتسلطين لم يكن ضمن قيادة الجبهة ولاهم اعضاء في اللجنة التنفيذية، ليصبحوا هم كل شيء بالنسبة للبوليساريو، يرقون ويعينون ويسجنون ويعذبون من دون حسيب ولا رقيب: محمد عبد العزيز والبشير وبطل سيد احمد، القيادة تفعل ما تشاء وتريد، والمواطنون لا يحق لك حتى التنقل بين المخيمات للسلام على العائلة من دون رخصة، اما الخروج من المخيم حتى ولو نحو التندوف، فهو حلم بعيد المنال... كسر شباب اسواعد بزعامة: افظيلي ولد جولي ومحمد الحجة وولد حنود وولد الديش وغيرهم هذه السلطة المطلقة للقيادة، مع بداية التسعينيات، ومعه تكسرت الرخصة حتى اليوم. هنا كنا محتزين بما في الكلمة من معنى... اليوم لم نعد محتجزين فيما يتعلق بمن يريد الخروج من المخيمات رغم ان ذلك لا بد له من رخصة مرور، ولكنا لسنا لاجئين إلا حينما تريد القيادة ان تطلب باسمنا الدعم للمنظمات الدولية لكي تستغني على حسابنا، فنحن لسنا لاجئين، لأنه ليست لدينا وثائق لاجيء، وليست لدينا وثائق للسفر والتنقل، ولم يتم حتى إحصاؤنا، ولا حق لنا في العمل والتجارة في الدولة التي نحن ضيوف لديها كما تامر بذلك كل القوانين المتعلقة بحق اللاجئين، الاف مؤلفة من اللاجئين الصحراويين بالمهجر مهددون اليوم في عملهم واقامتهم ودراسة ابنائهم، وفي المساعدة التي تقدم لهم، بسبب ان وثيقة السفر الجزائرية التي لديهم، قد إنتهت صلاحيتها، ولكي يتم تجديدها لا بد للاجئين في الجالية ان يخضعوا للجمعيات التابعة للجبهة والتي لا احد هنا يؤمن بها مع جو الحرية والديمقراطية، ولكن القيادة تربط كل شيء بالولاء لها حتى وثائق السفر الجزائرية والتي هي حق من حقوقنا كلاجئين بعيدا عن مواقفنا السياسية سواء كانت موالية ام معارضة لهذه القيادة الفاسدة... وامام هذه الحقائق المرة، هل نحن بالمخيمات، لاجؤون ام محتجزون؟؟؟
فليس لدى القيادة الفاسدة أي ضرورة للتوفيق بين كرامة اللاجئين الصحروايين والاجراءات الامنية في المخيمات. فالمقاتلون الذين كانوا من اجل تحرير الوطن اصبحوا اليوم من اجل الدفاع عن امن وسلامة القيادة ضد المواطنين اللاجئين...
فقد أتسمت فكرة حماية القيادة والدفاع عن امنها، بالمخيمات، جميعها بالعسكرة والحل الأمني الصرف الخالي من الدراسة السياسية والأستراتيجية لحالة المخيمات وسكانها، وفي ظاهرة غريبة ومنفرة ومقززة تحولت المدارس إلى متارس عسكرية وتوقفت سيارات تحمل رشاشات ثقيلة قرب الخيم والمؤسسات التسييرية، وكأن القيادة في حرب ضد الشعب وليس المغرب، وتناسلت نقاط المراقبة والتفتيش بشكل عكر صفو المنفى إن كان قد صفا أصلا ، هذا فضلا عن ابراج المراقبة الثابتة. وفي بادرة أكثر غرابة وتعقيد تم تسوير كل ولايات مخيمات اللاجئين باحزمة رملية وسد المخارج والمداخل المؤدية منها واليها وحصرها في نقطتي دخول وخروج لكل مخيم ليصبح الحال بذلك أقرب إلى السجون أو الثكنات العسكرية. كل هذا كان من جانب سلطات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية، من اجل امن القيادة وسلامتها... وامام هذه الحقائق المرة، هل نحن بالمخيمات، لاجؤون ام محتجزون؟؟؟
أما الجزائر فقد اقدمت على معالجات غير مدروسة العواقب تمثلت في نقاط مراقبة ثابتة ومتحركة بين المخيمات خارج الطرق “المعبدة” مما أدى إلى هلع وفزع بين أوساط اللاجئين الذين يتحركون أصلا في مساحة ترابية لاتزيد ـ تقديراـ عن 50 كلم مربع بين المخيمات الخمس الشمالية (السمارة، اوسرد، العيون، بوجدور والشهيد الحافظ). ولكن الاكثر خطورة في هذه المعالجات ما أقدمت عليه الدولة المضيفة في نقاط عبور الصحراويين إلى أراضيهم المحررة او الخروج من المخيمات نحو موريتانيا. فقد لجأت إلى تحديد ثلاث نقاط مر اقبة ثابتة وعديدة أخرى متحركة من عسكر ودرك وجمارك على طول الطريق المؤدي إلى التراب الصحراوي وفيها جميعا تتم إجراءات تعسفية ومهينة تنم عن الإحتقار، فيها حتى الأمر باطلاق النار الحي، يتعرض لها العابرون من ارض الجزائر نحو موريتانيا، ليس اقلها تحديد التوقيت المجحف والغير مبرر لبداية ونهاية عمل هذه الابراج مما يعيق ويعطل تنقل المسافرين. ومؤخرا وفي هذه الأيام أبدعت طريقة جديدة إمعانا في النكد والاهانة والإحتقار تمثلت في طريقة الحشر والتجميع إذ لا تتحرك أي سيارة مسافرة من عند أول نقطة عسكرية جزائرية حتى يصل عدد السيارات الى عشرين أو ثلاثين سيارة حسب مزاج العساكر لترافقهم سيارة عسكرية إلى برج الجمارك عند نقطة العبور الأخيرة.
اضف لذلك التفتيش المهين لبناتنا ونسائنا من طرف العسكر(اجويندة) الجزائريين، مما يمس بكرامتنا وعزتنا وشرفنا، وامام الرجال وليس هناك من يحرك ساكنا خوفا من بطش الجزائريين...
يحدث كل هذا في الوقت الذي يسيطر الجمود و الركود وإنعدام الأمل، مع الأفق المظلم بعد مسرحية القيادة الأخيرة التي سمتها مؤتمرا، على القضية بشكل عام ويفترض فيه إحترام كرامة اللاجيء الصحراوي بدل إحتقاره وتهميشه. وامام هذه الحقائق المرة، هل نحن بالمخيمات، لاجؤون ام محتجزون؟؟؟
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة