أمام الوضع المزري الذي تعيشه جبهة البوليساريو والأوضاع الماسوية التي يواصل فيها آهالينا بالمخيمات الإنتظار القاتل، بعد سنوات من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى المغاربة مقابل دريهمات من القذافي وقطر ادخلت في الحسابات البنكية لقيادة البوليساريو، كانت الشجاعة لدى فئة قليلة من المناضلين الصحراويين الخائفين على المصير، فاعلنوا معارضتهم لهذ القيادة التي انحرفت عن مباديء 20 ماي وخط الشهيد، متمسكين بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، ومتخذين خط الشهيد طريقا وسلوكا، محددين اهدافهم في محاربة الفساد والمفسدين، وتحقيق العدالة والديمقراطية داخل البوليساريو، عبر عملية التبادل على السلطة كمنهج حضاري للتسيير، فاستبشر بها المناضلون خيرا، على اساس انها اول معارضة صحراوية وطنية لها برنامج سياسي واضح، وبالمقابل، شنت علينا القيادة وبيادقها وكلابها النابحة وغربانها الناعقة دعاياتهم المغرضة والمشوهة، تارة ضد شخص المنسق العام لخط الشهيد: الرفيق المحجوب السالك، وتارة ضد المعارضة متهمين اياهم بكل اصناف الاتهامات المعروفة لدى القيادة منذ زمن سجن الرشيد الرهيب، من عملاء ومخربين وقبليين ومندسين...إلخ ولكن الجبهة الشعبية خط الشهيد واصلت نضالها وكفاحها بكل صبر وتحد، حتى اصبح الشعب في المخيمات يستخدم عبارات المعارضة: القيادة الفاسدة، اقدم رئيس في العالم، القصر الأصفر بالربوني، السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، والمؤتمرات المسرحية.... واصبح المواطنون يسبون قيادة الفساد بالشارغ ويتهجمون عليها قائلين لهم: مجموعة اسراريك الربوني، فقد إنقشع الغمام امام الجميع بما فيهم أهالينا بالمناطق المحتلة الذين، ونتيجة لمواجهتهم اليومية والميدانية مع الغزاة، لا يريدون ان يسمعوا شيئا في هذه القيادة الفاسدة، ولكن بعد ان ظهرت لهم الحقيقة شاركوا معنا في إسقاط اوراق التوت عن عورة هذه القيادة الفاسدة، فجاء رسام كاريكاتور ساخر بصورة معبرة عن قدسية خط الشهيد، وما عداه فهي خطوط الفساد والعمالة والخيانة، فالحق يعلو ولا يعلى عليه...
وبهذ المناسبة وللتذكير نقدم لكم نص بيان التاسيس للجبهة الشعبية خط الشهيد، والذي اصاغوه بنفس الطريقة التي اصاغ بها الشهيد الولي بيان تاسيس الجبهة الشعبية خلال مؤتمرها الأول:
البيان التأسيسي
إزاء تشبث هذه القيادة بالبقاء مسيطرة على شعبنا الأبي بالجهل والقبلية والرشوة.
إزاء تشبثها بكراسي السلطة إلى ما لا نهاية، من دون أن تقدم شعبنا ولو خطوة واحدة إلى الأمام طيلة 17 سنة الأخيرة.
إزاء عجز القيادة عن التعامل مع تعنت العدو وتخاذل الأمم المتحدة، ودفعنا للقبول بدولة فوق لحمادة كحل نهائي لحربنا التحريرية.
إزاء وضعية اللاحرب واللاسلم التي طالت أكثر من اللازم، وكلفتنا ضياع الكثير من مكاسبنا.
إزاء سوء تدبير ملف أسرى الحرب المغاربة والذي كانت عاقبته إطلاق سراح المتبقى منهم في وقت يسجن ويعذب ويذبح فيه أبناء شعبنا الممنتفضين بالمناطق المحتلة..
إزاء إنعدام الديقراطية وسوء التسيير، مع التهميش والإقصاء لمعظم إطارات هذا الشعب المخلصين.
إزاء نشر ثقافة الإستسلام والقبول باللجوء كأمر واقع إلى الأبد.
إزاء حملات الإعتقالات والإختطافات والتعذيب والتصفيات التي تعرض لها العديد من المناضلين الصحراويين الأبرياء..
إزاء فشل كل المحاولات السابقة المنادية بالإصلاح والتغيير، والتي كانت مطامحها مجرد مطامح سلطوية نفعية وقبلية.
تعلن مجموعة من مناضلي وإطارات الجبهة الشعبية عن تأسيس حركة سياسية إصلاحية نابعة من صميم نضال وكفاح ومعاناة الشعب الصحراوي:البوليساريو خط الشهيد.
كتنظيم وطني سياسي صحراوي، وتيار ديمقراطي ضمن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يعتمد مباديء ثورة 20 ماي المجيدة وخط وسيرة مفجرها: الشهيد الولي، وكل شهدائنا الأبرار.
تحترم الحوار وحرية الرأي، والتجمعات وإحترام حقوق الإنسان، وتعتمد الديمقراطية والتناوب على السلطة كمنهج حضاري للتسيير..
تهدف إلى تحقيق الواقع المطلوب: شعب واعي منظم محترم فوق كامل ترابه الوطني، ورفض الواقع الحالي: شعب لاجيء مشرد خارج وطنه فوق لحمادة إلى ما لا نهاية.
بطل واحد هو الشعب، زعيم واحد هو الشهيد.
كما قام شبابى الثورة بكتابتها له امام قصره، غرحل وارحل ثم ارحل، وما زال لا يريد ان يرحل.
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة