.

صورة
البرنامج السياسي لخط الشهيد، الجزء2
..
ما بعد جيمس بيكر. و إقرار الإصلاحات و البدائل التجاوزية الضرورية.... إقرأ المزيد...
صورة
من هي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، خط الشهيد ؟؟؟
..
ويناضلون من اجل تحقيق العدالة والديمقراطية، وفرض التناوب على... إقرأ المزيد...
صورة
البيان التأسيسي للبوليساريو خط الشهيد...
..
إزاء تشبثها بكراسي السلطة إلى ما لا نهاية، من دون أن تقدم شعبنا... إقرأ المزيد...
صورة
نداء إلى كل الوطنيين الصحراويين.
..
في ظل هذه الوضعية المؤلمة والتي لا تبشر إلا بالأفق المظلم …إن ضعف... إقرأ المزيد...
صورة
مقابلة الأخ المحجوب مع صحيفة الديار.
..
بعد فشل الإنتفاضة التي قادها الشهيد محمد سيد ابراهيم بصيري، يوم 17... إقرأ المزيد...
صورة
لقاء المنسق العام مع الرأي المستنير.
..
الرأي المستنير: هل لكم أن تعطونا لمحة موجزة عن شخصكم وعن تاريخ... إقرأ المزيد...
صورة
صحيفة مغربية: تقرير بان كيمون حول الصحراء يحرج فرنسا
..
وجاء تقرير بان كيمون الصادر منذ أيام صادما للمغرب بعدما أوصى... إقرأ المزيد...
صورة
لندن وحقوق الانسان بالصحراء الغربية.
..
  ويأتي هذا اللقاء في ظل انفتاح دبلوماسية لندن على جبهة... إقرأ المزيد...
صورة
جريدة القدس العربي ومستجدات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.
..
يوم الثلاثاء الماضي، عن اكتشاف خبراء اسبان من إقليم الباسك،... إقرأ المزيد...
صورة
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تصدر تقريرا "قاتما" حول وضعية حقوق الإنسان بالصحراء.
..
  ويضيف التقرير الحقوقي عن منطقة الصحراء، بأن الأمن لجأ إلى... إقرأ المزيد...
صورة
الحلقة السادسة من كتاب مجتمع البيظان.
..
1) مشعل عبد الله بن ياسين، ونشر المذهب السني المالكي، وبناء... إقرأ المزيد...
صورة
الحلقة الخامسة من كتاب مجتمع البيظان.
..
  1) مشعل عبد الله بن ياسين، ونشر المذهب السني المالكي، وبناء... إقرأ المزيد...
صورة
الحلقة الثالثة من كتاب مجتمع البيظان. للرفيق المجحوب السالك.
..
1) مشعل عبد الله بن ياسين، ونشر المذهب السني المالكي، وبناء... إقرأ المزيد...
صورة
الحلقة الثانية من كتاب مجتمع البيظان...
..
  1) مشعل عبد الله بن ياسين، ونشر المذهب السني المالكي، وبناء... إقرأ المزيد...
صورة
الحلقة الأولى من كتاب مجتمع البيظان
..
  1) مشعل عبد الله بن ياسين، ونشر المذهب السني المالكي، وبناء... إقرأ المزيد...
صورة
أحمد مطر .. شاعر ثوري "يُطلق" الرَّصاص من فوهة قَلمِه
..
  ما إن تسمع قصائد لعل آخرها "مقاوم بالثرثرة "المنتقدة لبشار... إقرأ المزيد...
صورة
الحلقة الآولى من كتاب مجتمع البيظان، عن الصحراء تايمز.
..
  البريد الإليكتروني: JAFDAOUD2004@GMAIL.COM أو البريد العادي: CALLE PAGADOR, N40, 2A,... إقرأ المزيد...
صورة
صدور كتاب مجتمع البيظان... للرفيق المحجوب السالك.
..
والذي ما زال متواصلا حتى اليوم... مع التركيز على المشاعل الأربعة... إقرأ المزيد...
صورة
محاضرة محمد لمين أحمد حول المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء (النص الكامل)
..
    مخـــطط البحث - مدخــل - المنظمة الطليعية القائد والنشأة. - من... إقرأ المزيد...
صورة
الشرطة الاسبانية، تطلب مساعدة الأنتير بول، للقبض على جلادي قيادة البوليساريو.
..
وكان قاضي التحقيق لدى الغرفة الخامسة للمحكمة الوطنية بابلو... إقرأ المزيد...
صورة
جرائم القيادة الجلاد ابيشة لحول..
..
لدى المخابرات الجزائرية، لم يطلق ولو رصاصة واحدة في حياته لا ضد... إقرأ المزيد...
صورة
من ضحايا هذه القيادة...
..
ومن هناك توجه نحو ازويرات ومنها لوديان التوطرارات، ليكون ضمن اول... إقرأ المزيد...
صورة
شجاعة ووقاحة ودموع تماسيح ... !!! بقلم محمد فال ولد القاضي..
..
وأصبحوا منبوذين ومطاردين  من طرف الصحراويات و الصحراويين... إقرأ المزيد...
صورة
جرائم القيادة بحق الثوار الموريتانيين... بقلم الدكتور محمد سعيد القشاط...
..
"...عدت إلى طرابلس حيث اتصلت بمجموعة من الشباب الموريتاني الثوري... إقرأ المزيد...
صورة
جرائم القيادة في حق شعبنا،الجلاد سلازار.
..
إزداد الجلاد المذكور بمدينة التندوف من عائلة  فقيرة من قبيلة... إقرأ المزيد...
صورة
جرائم قيادة البوليساريو ضد هذا الشعب: لائحة الجلادين .
..
لا ثقافة ولا شخصية، ولكن مجرد جلاد رذيل وسائق ممتاز، بحيث انه زوج... إقرأ المزيد...
صورة
نزر قليل من جرائم هذه القيادة ضد هذا الشعب العظيم...
..
ولما أحتجت زوجته بالمخيمات أمام الملإ، تم إختطافها وتصفيتها مع... إقرأ المزيد...
صورة
جرائم القيادة في حق شعبنا،الجلاد سيد احمد البلال هدة.
..
هو الجلاد الكبير، الذي أسس لنا هذا السرطان الذي اودى بحياة الجبهة... إقرأ المزيد...
صورة
ولد الزبير وجحيم القيادة.
..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^يأهل الرابوني كباصا                         لاحكنا... إقرأ المزيد...
صورة
قيادة البوليساريو والنظام المغربي: المفاوضات والضحك على الذقون.
..
، حيث جمع محمد عبد العزيز الأمانة الوطنية ومكتب الأمانة والمجلس... إقرأ المزيد...
صورة
تقرير فرنسي يكشف جرائم ضد الانسانية.
..
و يتطرق التقرير لشهادات العائلات حول أسباب توقيف نظام الرباط... إقرأ المزيد...
صورة
إستمرار الاعتقالات في صفوف الصحراويين على خلفية أحداث العيون
..
في الدار البيضاء وطانطان وبوجدور والسمارة وغيرها ، وفي هذا... إقرأ المزيد...
صورة
بــيان لجنة دعم مخطط التسوية ألأممي وحماية الثروات الطبيعية بالصحراء الغربية
..
و العبث بأهاليها و ممتلكاتهم، على إثر الاحتجاجات السلمية المعبرة... إقرأ المزيد...
صورة
السجناء المضربون عن الطعام، والمعاناة التي لا تنتهي....
..
الحقوقيين/ سجناء الرأي الصحراويين الستة بالسجن المحلي بسلا... إقرأ المزيد...
صورة
مظاهرات ومناشير ومشادات بحي معطل بمدينة العيون المحتلة...
..
بعد تدخل القوات الهمجية المتمثلة في الفرق الخاصة التابعة للأمن... إقرأ المزيد...
صورة
سوء المعاملة للصحراويين، في السجون المغربية.
..
فكل هؤلاء المعتقلين الصحراوين يعانون من ظروف سجنية أقل ما يقال... إقرأ المزيد...
صورة
مظاهرات ومناشير ومشادات بحي معطل بمدينة العيون المحتلة...
..
- كما تم الاعتداء جسمانيا، حسب اللائحة الأولية دائما، على كل من... إقرأ المزيد...
صورة
الشهيد عبد العزيز ولد هيدالة
..
لم يستطع الشاب الذي لا يتجاوز عمره العقدين الصمود كثيرا أمام... إقرأ المزيد...
صورة
الشهيد: بونا ولد سيد احمد ولد العالم.
..
إلتحق بصفوف الجبهة الشعبية بالمخيمات، بعد الإنقلاب في... إقرأ المزيد...
صورة
محمد ولد مني ولد بلالي، من شهداء القضية.
..
ليلتحق بعد الغزو برفقة عائلته بالثورة حيث إنضم للناحية الثالثة،... إقرأ المزيد...
صورة
الشهيد شياخ ولد داداه ولد محمد العبدلا.
..
لهذا كان من اول المنطلقين مع ابنائه الكبار للإلتحاق بصفوف... إقرأ المزيد...
صورة
الشهيد محمود ولد القاضي: من الرجل القوي، إلى الجريح المعاق، المتحصن أمام قصر الرئيس.
..
وكان ضمن المناضلين الأوائل من عمال بوكراع الذين أنضموا للتنظيم... إقرأ المزيد...
صورة
الشهيد الولي الذي فضل الإستشهاد، وليعطي مثالا للشعب الصحراوي، بقلم المحجوب السالك.
..
سنوات الثورة الأولى ضد الإستعمار الإسباني. عبقريته تجلت في تفوقه... إقرأ المزيد...
صورة
الوطنويون، بقلم : اسلامه الناجم
..
لا ادري من أين اكتسب البعض هذه الجرأة في احتكار الوطنية لنفسه؟... إقرأ المزيد...
صورة
موريتانيا، دولة البيظان الوحيدة. بقلم ألأستاذ: محمد يحظيه ولد ابريد اليل/
..
الأسباب البعيدة معروفة إلى حد ما عند الكثير، ولكن الجميع متفق على... إقرأ المزيد...
صورة
نم هنيئا يالخليل. بقلم بابا احمد بوصولة.
..
الكفاح وأدى الأمانة أحسن أداء، فإن لم ينصفه رفاقه وهو بينهم، فلقد... إقرأ المزيد...
صورة
الرقابة بعد المؤتمر 13... الحبل على الغارب، بقلم السالك الصبار.
..
هذه السابقة جاءت إثر مناقشة موضوع الرقابة التي هي في الواقع مطلب... إقرأ المزيد...
صورة
الظلمُ إن دام دمّرَ والعدل إن دام عمّرَ، بقلم بابا الحاج.
..
لقد مر ما يقارب من قرنين على وفاة هذا الكاتب العظيم، لكن ما ترك... إقرأ المزيد...
صورة
بابا السيد والبوليساريو خط الشهيد
..
أما لما كتب موضوعه الأخير المتعلق بقرار مجلس الأمن وطالب فيه... إقرأ المزيد...
صورة
نداء للشهداء: رجاءا، ناموا حيث انتم خالدون، ولا تعودون...
..
, إفترشنا أجسامهم الى علياء الخيانة وجُحور العهر ,  إغتصبنا حلمهم... إقرأ المزيد...
صورة
عجز قيادة البوليساريو وفسادها، حطم أحلام شعبنا.
..
ذلك من أحلام، ومناصب: وزراء سفراء ولاة مدراء...إلخ. كانت الحرب تخلق... إقرأ المزيد...
صورة
الإعلان عن ميلاد حركة قومية بإسم نهضة البيظان.
..
4 ـ المطالبة بتدريس اللهجة والأدب الحساني بجامعة انواكشوط 5 ـ... إقرأ المزيد...
صورة
الذكرى المئوية لمعركة لبيرات، واكليب اخشاش.
..
وغنم أسلحتهم وذخيرتهم وأكثر من 500جمل وراحلة، وقتل قائد المركز... إقرأ المزيد...
صورة
قيادة الربوني، ولجنتها التحضيرية لمؤتمرها المسرحية. بقلم: سعيد اصلوح.
..
لهذا جاءت لائحة اللجنة التحضيرية مخيبة للأمال، حيث طلع علينا... إقرأ المزيد...
صورة
ألم ومأساة. قصيدة للناجم علال الداف.
..
بدايته اعصـــــــــــار       من انين النهايــاتومرا عاشه... إقرأ المزيد...

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب (البوليساريو)..إلي أين؟ بقلم أبناي حسن PDF طباعة إرسال إلى صديق
الأخبار - مشاركات


ستدعو الأمم المتحدة إلي جولة تفاوض جديدة (مباشرة أو غير مباشرة ) بين الدولة المغربية وجبهة البوليساريو، بهدف التوصل إلي حل للنزاع الدائر حول إقليم الصحراء الغربية، هذا فيما في لا تُنبئ كل المواقف المعلنة بإمكان الوصول إلي تسوية عبر المفاوضات. فالنظام المغربي مصر على تأكيد اعتبار مقترحه "للحكم الذاتي"(1 ) حدا أقصى لتنازلاته. و جبهة البوليساريو تعي أن قبولها بالمقترح سالف الذكر تنازل عن مطلب الاستقلال التام. أما النظام الجزائري الداعم الرئيسي للبوليساريو فلا يبدو متسرعا لإيجاد حل لنزاع الصحراء، فهو ينتشي بوخز النظام المغربي من جرح نازف في إطار صراع إقليمي بين النظامين.

الامبرياليات حريصة علي تفادي أي عودة لأجواء الحرب في منطقة قريبة من أوربا ومعبر هام للملاحة الدولية. فخطر الإرهاب الإسلامي و قوافل الهاربين من الجحيم الإفريقي وتهريبالأسلحة و المخدرات ستدق أبواب أوربا بقوة، لكن قلبها الطماع منقسم حول غريمين أساسين بالمنطقة (المغرب بعراقة تاريخية لنظامه السياسي في ارتباطه بالامبرياليات والجزائر باحتياطاتها المالية والطاقية الضخمة التي تسيل لعاب رأسمالية منخورة القوي تغرق في أزمة مالية وتخوض منافسة شرسة للتحكم في منابع الطاقة عالميا).
لا يبدو أن المفاوضات ستسفر عن حل، ولا يظهر في الأفق القريب إمكان أية تسوية ماعدا إذا حدثت تغيرات جذرية في صلب النظام المغربي أو النظام الجزائري أو تفككا متسارعا للبوليساريو أو دينامكية نضالية جماهيرية قوية بإقليم الصحراء الغربية.
سيواصل النظام المغربي التأكيد علي سعيه للوصول إلي حل سياسي عن طريق التفاوض، وسينشط سياسة احتوائية برشوة المستعدين لذلك بالمدن الصحراوية، بإعادة هيكلة "المجلس الاستشاري" حول الصحراء وإطلاق "جهوية واسعة"، والاستمرار في تأهيل المناطق الصحراوية، مراهنا على عامل الزمن: ازدياد يأس الناس في مخيمات اللجوء من التوصل إلي حل ينهي مأساتهم وضغطهم من أجل العودة إلي المدن ولو ضدا على القيادة، وبداية تفكك البوليساريو.
و تواصل جبهة البوليساريو موقفا انتظاريا، مراهنة علي تغيرات نوعية في زخم نضالات الصحراويين بالمدن واتساع رقعة التضامن الدولي الضاغط على الامبرياليات لتغيير موقفها الداعم للنظام المغربي.
المخاطر المحدقة بالمنطقة المغاربية؟
إن قضية الصحراء الغربية عامل أساسي في تحديد الوضع السياسي بالمغرب وكذا الوضع الإقليمي بالمغرب الكبير. .فباسم الصحراء يلف النظام المغربي إجماعا وطنيا بمعية أحزابه وسلما اجتماعيا بمعية البيروقراطيات النقابية. وباسم قضية الصحراء تمت إبادة اليسار الثوري في القرن الماضي، و باسم الصحراء يتم نسج العلاقات السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني وتعميق التبعية للامبرياليات في إطار فتح الأسواق المحلية وتمليك القطاع العام للرأسمال العالمي...وباسم قضية الصحراء تعاق عملية توحيد السوق المغاربي في تعارض حتى مع مصالح برجوازية المنطقة. وتتم تغذية النعرة الشوفينية بين شعوب المنطقة التي سبق أن وحدها النضال ضد الاستعمار؛ فالتظاهرات ضد اغتيال المناضل العمالي التونسي "فرحات حشاد" فجرت نضالا شعبيا عارما بالمغرب، وتجربة القيادة المغاربية الموحدة لجيوش التحرير لازالت في الأذهان، و لجوء مناضلي الثورة الجزائرية إلى تونس والثوار المغاربة الي الجزائر وتهريب الأسلحة والدعم المالي بين ثوار الأقطار المغاربة مرتكز لإعادة إحياء النضال ذي الأفق المغاربي ، مع أن الثوريين الحاليين متأخرون عن ذلك.
إن صراع الصحراء يحبل بمخاطر الانزلاق إلى مواجهة إقليمية بين المغرب والجزائر بالرغم من حرص الامبرياليات علي الحيلولة دون حدوث ذلك، لكن لا يجب إسقاط هدا الاحتمال من الحساب. فالبلدين يشهدان سباقَ تسلحٍّ مخيفا وتحديثا للآلة العسكرية بشكل يثقل كاهل الميزانية العمومية، بالمقابل فمعضلات تلبية الحاجيات الاجتماعية منعدمة وتردي أوضاع الكادحين متفاقم. إن الادعاءات المنافقة للنظامين بحسن الجوار والروابط التاريخية يخفي استعدادا للحرب قد يجرف المنطقة ما لم تتهيأ شعوب المنطقة لوقفه وهو مهمة الثوريين بالدرجة الأولى.
البوليساريو ودوامة الأزمة:
مند تأسيس جبهة البوليساريو في 10ماي 1973 لم تمر هذه الحركة السياسية /المسلحة بأزمة تهددها بالتشظي كما هو حاصل اليوم، ماعدا ما شهدت مخيمات اللجوء سنة 1988 من انتفاضة جماهيرية مصدرها انقسام حاد في قيادة المنظمة، وضع كاد أن يدمر البوليساريو تدميرا ولم تتمكن الجبهة من إخماد لهيب الانتفاضة إلا بتدخل شرس لجيشها الشعبي. ومن النتائج المرة لذلك القمع، انكسار نفسي/معنوي لم تندمل جراحه إلى حدود اللحظة، ونزيف استسلام للنظام المغربي جر قسما من الأطر والقادة المؤسسين للبوليساريو. لكن الأزمة الراهنة أشد عمقا وتحبل بنتائج تهدد بهز جبهة البوليساريو هزا شديدا ستكون له تأثيرات نوعية على قضية الصحراء برمتها.
فما هي أوجه أزمة البوليساريو؟
بإعلان وقف إطلاق النار قبل 20 سنة وقبولها مخطط التسوية الأممية الذي يرمي إلي تنظيم استفتاء لتقرير المصير بإقليم الصحراء الغربية بإشراف من بعثة "المينورسو"، تكون البوليساريو دخلت في نفق مظلم تعرف بدايته وتجهل منعرجاته ونهايته. لقد انتهج النظام المغربي سياسة استنزاف معنوي شديدة الدهاء. فبعد مصادقته أمميا على مخطط التسوية والتأكيدات المستمرة بقبوله النتائج المتمخضة عنه، فقد صرح الحسن الثاني بالتزامن مع زيارته إلى لندن في يوليوز 1987 «عن استعداد المغرب لفتح سفارة في المدينة التي يختارها الصحراويون عاصمة لوطنهم في حالة ما إذا أفضى استفتاء تقرير المصير إلى استقلال الإقليم» (2). ناور بكل دهاء في التفاصيل الدقيقة لكن الحاسمة في تنزيل الاتفاق علي ارض الوقع: من يحق له من الصحراوين المشاركة في الاستفتاء. تطلب الأمر اقتراحا باعتماد لجان لتحديد الهوية وحسم اللوائح المتوافق عليها. ولترجيح كفته نقل النظام المغربي إلى الصحراء الآلاف من السكان موفرا إمكانات هائلة من الإعانات أغرتهم بالبقاء.

أصابت هذه المناورة مسلسل الاستفتاء بشلل تام، وسمحت للدولة المغربية بنهج سياسة فرض الحقائق على الأرض من خلال مجهود استثماري ضخم وسياسة إرشاء للصحراويين (عمليات تشغيل أهمها: توظيف 6000 شاب لما سمي بالأشبال – بطاقات الإنعاش [بطاقات تتيح دخلا شهريا] – أسعار مواد غذائية أساسية مخفضة الثمن – تمدن سريع للسكان – مناصب في المؤسسات للأعيان – غض الطرف عن عنجهيات خارقة للقانون – تمكين من فرص للنهب: الرمال والصيد والتهريب وإعفاء للشركات بتلك المناطق من الضرائب – بنيات تحتية هامة مقارنة بمناطق أخرى).
باعتلاء محمد السادس رئاسة الدولة المغربية، أحدث انقلابا نوعيا في مسار القضية الذي ابتدأ منذ سنة 1991 بإقرار مخطط الاستفتاء. فبلغة جازمة قرر من جانب واحد، أن إجراء الاستفتاء مستحيل التحقق وأن حل قضية الصحراء لا يمكن أن يتم إلا من خلال حل متفاوض عليه تماشيا مع إقرار الأمم المتحدة باستحالة إجراء الاستفتاء ودعوتها إلي البحث عن حل سياسي للخروج من المازق(3). في هذا السياق جاء  مقترح "الحكم الذاتي". المثير جدا في الأمر هو سهولة توغل البوليساريو في النفق المجهول وقبول الدخول في مفاوضات وفق منظور جديد يستبعد خيار الاستفتاء. هنا تفجرت أزمة البوليساريو المديدة ومتعددة الأوجه وأضحى مستقبلها السياسي محط سؤال.
البوليساريو : الأزمة سياسية
تعتبر جبهة البوليساريو نفسها الممثل الشرعي والوحيد لشعب الصحراء الغربية. فمنذ اتفاقية مدريد الثلاثية (اسبانيا وموريتانيا والمغرب) المنظمة للانسحاب الاسباني وتقسيم الصحراء بين موريتانيا والمغرب، اختارت البوليساريو الكفاح المسلح لنيل الاستقلال، وشعارات مؤتمراتها تعكس ذلك (بالبندقية ننال الحرية– حرب التحرير تضمنها الجماهير – لا استقرار ولا سلام قبل العودة و الاستقلال التام – كفاح مستمر لفرض الاستقلال الوطني والسلم – كل الوطن أو الشهادة...). وفي سياق وضع سياسي عالمي مُوات، حظيت الجبهة حتى نهاية الثمانينات بدعم دبلوماسي ومالي وعسكري قوي جدا من طرف كل من ليبيا وكوبا والجزائر و"المعسكر الشرقي". نالت اعتراف أزيد من 80 دولة بجمهوريتها المعلنة وقبلت عضوا بالاتحاد الإفريقي. حققت انتصارات عسكرية بارزة على الجيش الملكي. لكن مع نهاية الثمانينيات انقلب الوضع السياسي العالمي المواتي للبوليساريو إلى نقيضه، فقد غير معمر القدافي فرسه وقطع العون الهام عن البوليساريو وانخرط في اتفاقيات تعاون مع النظام المغربي وانكفأت كوبا لتداوي جراحها الناجمة عن الحصار الامبريالي وتفكك "المعسكر الشرقي" بالتدريج. في نفس السياق كان النظام الجزائري يغرق في أزمة تفجرت كحرب أهلية دامية وبقيت البوليساريو عرضت لرياح الصحراء الهوجاء.
كان لتحولات الوضع العالمي والإقليمي هذه ضغط على البوليساريو، التي وضعت كل بيضها في سلة الأمم المتحدة ناشرة أوهاما عن حياد ومصداقية هذه المنظمة ومقدسة للوائحها وقرارات أجهزتها وانخرطت في تكيف برنامجي وإعادة نظر في قاموسها الدعائي والتحريضي؛ فمن مفاهيم "الكفاح المسلح" و "حرب التحرير" و "الاستقلال أو الشهادة" تغير الأمر إلى لغة المواثيق الدولية والشرعية الدولية والقانون الدولي. وتنظيميا انكمشت جبهة البوليساريو مكتفية بعقد مؤتمرات فاقدة للحيوية السياسية وأجهزة قيادية رتيبة وجيش شعبي نالت منه 20 سنة من وقف إطلاق النار، فيما صعد نجم السفارات والوزارات وهي مجال خصب لحروب رخيصة بين الوصوليين استعملت فيه القبيلة والقرابة وكانت عنوانا للفساد مثبطا لهمم المناضلين.
في غضون 20 سنة المنصرمة بددت البوليساريو كل مكاسب الفترة السابقة؛ فالدول المعترفة بجمهوريتها تتساقط تباعا بسبب الرشاوى ودسائس النظام المغربي، والسيطرة الميدانية للجيش الشعبي انقلبت إلى ضدها، والاعتراف الشعبي بالبوليساريو كقائد شرعي ووحيد ترك المجال لتشكيك عميق وبروز حركة منتقدة واسعة تركز على انتقاد قرار وقف إطلاق النار وانعدام الديمقراطية ومظاهر الفساد المستشرية في صفوف القادة.
الاستثناء الوحيد في هذه اللوحة هو بروز حركة جنينية داعمة لاستقلال الإقليم في المدن الصحراوية والجامعات المغربية. هذه الحركة التي انطلقت سنة 2005 ذات طبيعة شبيبة بقيادة بعض المعتقلين السياسيين و الحقوقيين الصحراويين السابقين. لكنها بالرغم من الاستعمال الإعلامي للبوليساريو حركة لم تستطع آن تتخذ طابعا جماهيريا بفعل الوقع النفسي لبطش الحسن الثاني في فترة السبعينيات والثمانينيات وبداية التسعينيات، والقمع الانتقائي الراهن، إضافة إلى مفعول سياسة إرشاء قسم من الصحراويين، ما يجعل الانخراط في هذه الحركة خطرا يهدد بفقدان المكتسب خصوصا في سياق الأزمة المحبطة للبوليساريو وكونها لم تعد تغري بالتضحية بمكاسب أنانية وآنية لصالح خيار سياسي منهك القوى مهدد  بالسقوط.
بانصرام 6 سنوات على بداية ما سمي ب"انتفاضة الاستقلال" تدل كل المؤشرات أنها وصلت إلى أقصاها، وقد تكون متأثرة بطريقة التوجيه من طرف البوليساريو، فقد تحول قادتها من موجهين للحركة مكافحين من أجل توسيع رقعتها وحجمها إلى مركزين على الملتقيات الدولية والمؤتمرات العالمية بغاية التشهير بالقمع المغربي، لا عيب في الأمر ماعدا أن مقابله كان ضمور هذه الحركة وضعفها. وهذا لا يلغي بروز تحركات هنا أو هناك لكنها محدودة الانتشار وضعيفة النفس.(4)
لقد راهنت البوليساريو أن تشهيرها بقمع النظام المغربي "لانتفاضة الاستقلال" سيفرض على الأمم المتحدة أن تضيف إلي مهام بعثتها مراقبة أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة. ما سيشكل مكسبا تبرر به في أعين الجماهير الصحراوية نجاعة سياستها الخاطئة لمدة عشرين 20 سنة الماضية.
لفهم معنى ذلك علينا التذكير أن جبهة البوليساريو تعتبر النضالات المطالبة بالاستقلال بالمناطق الخاضعة للمغرب رأس الحربة الرئيسية للعمل السياسي مند وقف إطلاق النار، ومخرجا نزل من السماء أنقد البوليساريو من انتكاسة محققة. فما هي فاعلة ومسلسل المفاوضات عبثي مند 20 سنة، والنظام المغربي نجح لحدود الآن في استبعاد الاستفتاء؟ والى متى سيظل الناس في خلاء الصحراء دون أي حل في الأفق؟ إنها الطريق المحققة إلي التفكك. جاءت هده التحركات إذن منذ 2005 لتعطي أملا جديدا ورهانات جمة لقيادات البوليساريو، لكن عقبة القمع الشديد تحد من جماهيرية هذا النضال وطول نفسه. فأغلب المشاركين به قلة من الشباب الأشد جسارة وإقداما، أما الأجيال التي خبرت جبروت الحسن الثاني فمازلت متوارية. البوليساريو مقتنعة، وهي علي صواب، أن تراجع الرعب من قمع النظام سيعطي لتلك النضالات أبعادا جماهيرية غير مسبوقة وهذه غاية ومسعى الناشطين الصحراويين: السعي لأن تضطلع بعثة المينورسو بمتابعة وضعية حقوق الإنسان بالصحراء. وكل متتبع لبيانات البوليساريو وتصريحات النشاط الصحراويين بالداخل طيلة السنين الماضية سيلاحظ أنها متمحورة حول هدا المطلب.
النظام المغربي يرفض ذلك بقوة شديدة لوعيه بخطورة ما يعنيه ذلك من انفضاح لسياسته القمعية وتشهير بها، وفي الآن ذاته تحرير الصحراويين من عقبة القمع للتعبير عن رأيهم بصدد تواجد النظام المغربي بالصحراء، وهو أمر يبدو أنه مرفوض كمونا.
لقد حصدت قيادة البوليساريو الريح وارتطمت بحائط الأوهام الذي بنته، برهاناتها الساذجة حول حقيقة الأمم المتحدة و أدوارها. ففي عز أزمة طرد "أمنتو حيدر" صدر قرار مجلس الأمن رقم 1920 الذي كان طعنة من الطعنات التي ستتوالى علي البوليساريو. مما دفع الأمانة الوطنية للبوليساريو تحت وقع الارتباك إلى اتخاذ قرار أجوف لا معني له إلا باعتباره مناورة لامتصاص غضب القاعدة (5): إعادة النظر في العلاقة مع بعثة الأمم المتحدة بالصحراء، تلاها بعد أيام تأكيد صريح من طرف الأمين العام للجبهة، خلال زيارة الممثل الخاص للأمين العام المكلف ببعثة المينورسو للمخيمات، على الالتزام المستمر للبوليساريو في تعاونها بحسن نية مع الأمم المتحدة.
ستكون السنتان القادمتان حاسمتين لمستقبل البوليساريو وقضية الصحراء برمتها. يستحيل أن تستمر البوليساريو على الوضعية الحالية: اللاحرب و اللاسلم.
توجد جبهة البوليساريو أمام خيارين(6): إما إعلان قرارها رفض التعاون ما لم تستوف شروط تنظيم الاستفتاء بالصحراء، أو العودة إلى الكفاح المسلح. وهذا قرار متعذر على البوليساريو إلا بموافقة النظام
الجزائري، وإما أن تسير في طريق المفاوضات للوصول إلى حل غير الاستقلال وهو خيار لا يمكن أن تسلكه البوليساريو إلا بموافقة النظام الجزائري كذلك . لقد قررت البوليساريو عقد مؤتمرها في أواخر سنة 2011 فإذا لم تحدث تطورات متسارعة ونوعية داخل الجبهة، أو تغير في علاقة النظاميين المغربي والجزائري، سيكون مؤتمر الجبهة مؤتمرا حاسما في تقرير مآل البوليساريو وقضية الصحراء الغربية برمتها.
البوليساريو و مأزق الحل العسكري :
في بداية قتاله المسلح، كبد الجيش الشعبي هزائم نكراء للجيش الملكي رغم التعتيم الإعلامي في الفترات السابقة بلغ حد عدم اعتراف النظام المغربي بالجنود المعتقلين لدى البوليساريو إلا في السنين الأخيرة. فباستنادها إلي حرب العصابات والدراية العميقة بجغرافية الصحراء والقدرة على التأقلم مع ظروفها القاسية، والدعم القوي بالأسلحة والتأطير من طرف ليبيا وكوبا والجزائر و"المعسكر الشرقي"، والمعنويات العالية في القتال التي صاحبت الانطلاقة الأولى للكفاح المسلح، كل ذلك أثمر سيطرة البوليساريو على الغالبية العظمي من مساحة الصحراء الغربية مع مقدرة على تهديد مدنها الكبرى بالهجمات العسكرية و التغلغل في مناطق ليست في نطاق المتنازع عليه.
إلا أن الانقلاب في المعادلات العسكرية حدث ببناء الجيش الملكي للأحزمة العسكرية، التي يصل طولها الإجمالي إلي 2720 كلم، تحيط بزهاء 87.5 بالمائة من مساحة الصحراء الغربية. عدد الأحزمة ستة، أطولها الحزام الخامس بطول 670 كلم، وغايتها: منع اتصال المقاتلين بالصحراوين، حماية مناجم بوكراع والسواحل البحرية، خلق تماسك بين القوات لحماية بعضها البعض، تفويت عنصر المباغتة من هجمات حرب العصابات باستعمال وسائل المراقبة من رادارات وكلاب، عرقلة الاقتحام وربح الوقت للقيام بالرد المناسب، جهد كبير و تجنيد مستلزمات أكبر لجرف هده الدفاعات وبطاقات بشرية ومادية هائلة. الأحزمة مدعمة بأزيد من مئة وخمسين ألف جندي و سبعة أحزمة رملية بعلو ثلاثة أمتار للواحد، مدعمة من الخلف بالدبابات و المدفعية والرادارات و أسلاك شائكة وحقول ألغام وأحزمة رملية وأخرى حجرية وخنادق وحواجز أخرى. على هذا النحو جرى حشر البوليساريو في بعض الجيوب الهامشية من إقليم الصحراء، وأضحت مناطق المُنازلة العسكرية بعيدة عن المدن. هذا المعطى العسكري هو ما يفسر تحكم النظام المغربي في أوراق القضية، فمن السعي إلى التقاط أنفاسه بقبوله بالاستفتاء انتقل إلى المناورة وربح الوقت، إلى رفض أي حل لا يمر عبر المفاوضات وفق شعاره: المغرب في أرضه لا داعي للسرعة. أما التكلفة المالية لأزيد من 160.000 جندي وسباق التسلح والصيانة فيبدو أنها كلفة قابلة للتحمل.
لقد نالت 20 سنة من وقف إطلاق النار من الجيش الشعبي للبوليساريو، فقد تقلصت أعداده وغادرته الكوادر المجربة وأحبطت معنوياته، فالجيوش الشعبية ليست كالجيوش النظامية فإذا لم تشحذ في المعارك تكون عرضة للصدأ وهذا هو حال جيش البوليساريو.
فكيف بمقدور البوليساريو انتزاع تنازلات حقيقية في سياق تآكل الأداة الممكن إشهارها واستعمالها إن دعت الضرورة؟
البوليساريو : أزمة معنوية /نفسية حادة.
في أواسط السبعينات تأسست جبهة البوليساريو من قبل شباب بمعدلات عمرية تقل عن ثلاثة عقود، إضافة إلى بعض المناضلين ضد الاستعمار الاسباني من مقاتلي جيش التحرير، وبعض المنتسبين إلى المنظمة     الطليعية التي أسسها محمد بصيري.
في سياق زخم عالمي لحركات التحرر الوطني وتجذر شبيبي ومد يساري مخيم على العالم، انطلقت شرارة الكفاح بتوجيه الضربات للمستعمر الاسباني، مما سرع مغادرته المنطقة مع المناورة لتأمين مصالحه من ثروات المنطقة (فوسفاط وصيد بحري)، وكذا للنظام الموريتاني الطامح إلى نيل حصته من الإقليم، وللنظام المغربي الساعي لضم الإقليم. ارتكبت البوليساريو خطأها القاتل باللجوء إلى خارج المدن وتشجيع المدنيين على المغادرة باستعمال المخاوف من قمع ناتج عن انتشار القوات المغربية للصحراويين كذريعة. هذا الخيار كلف البوليساريو غاليا، أن تكون أرض دولة أخرى قاعدة رئيسية للمعركة أفقدها التحكم في القرار السياسي، وأفقدها في الآن نفسه حضنا هاما أي الجماهير الصحراوية بالمدن. رغم مكاسب البداية المتمثلة في الانسحاب الاسباني وتخلي موريتانيا عن أية مطامع بالإقليم وفق معاهدة الجزائر الموقعة بين الطرفين. إلا أن ذلك لم يلغ المأزق: سعي إلى انتزاع الاستقلال بالكفاح المسلح بالاتكاء على دعم قوى إقليمية قد تساوم بالصحراويين في أية لحظة وفقدان قاعدة ارتكاز مأمونة، الارتباط بجماهير المدن الصحراوية .
أغلب سكان مخيمات اللجوء شباب متعلم، أعداد هامة استفادت من منح دراسية بدول مختلفة (الجزائر، ليبيا و كوبا...)، وأعداد هامة تعيش بالمخيمات وحلمها الحصول على فرصة السفر للعمل بالخارج. يتعرض الشباب لضغط رهيب بسبب انعدام أية آفاق مستقبلية ولا مجالات للتعبير عن تطلعاته في ظل ظروف طبيعية قاسية جدا صيفا وشتاء وبوسائل عيش بئيسة، و انتظار المساعدات الدولية. هذا الوضع جعل العديد من الأطر تفضل عدم العودة للاستقرار بالمخيمات بسبب شح الموارد وانعدام مجالات توفير العيش باستثناء المساعدات الدولية التي تشرف البوليساريو على توزيعها من خلال الهلال الأحمر الصحراوي، أو وظائف الدولة خصوصا البعثات الدبلوماسية. لتبقى الهجرة كمتنفس اقتصادي وحيد. هذه المجالات الثلاثة كانت مبعثا للتذمر والسخط، وهي معاول تفتك يوما بيوم بمعنويات السكان، ودرجة صمودهم في تحمل العيش في مخيمات تنعدم فيها ادني شروط العيش، وتؤثر حتى على مواصلة الاعتراف بالبوليساريو قيادة وحيدة وشرعية. فمظاهر الفساد ونشاط التهريب والاغتناء الظاهر على بعض القادة وطرق التعيين في المسؤوليات بتوظيف الوساطة القبلية وغياب معايير الكفاءة، وحرية التنقل والسفر المحدودة جدا في منطقة مغلقة أرضا ومفتوحة فضائيا بقنوات التلفزيون.
هذا الوضع يجعل البوليساريو فوق برميل بارود حقيقي مهدد بالانفجار في أية لحظة. أن تعرف المخيمات تحركات جماهيرية على شاكلة أحداث 1988 أو أكثر أمر وارد بقوة، يقويه انسداد الآفاق السياسية.
البوليساريو إلي أين ؟
يضع التاريخ أحيانا قيادة سياسية في وضع غاية التعقيد، يكون فيه رسم خطة واضحة مستحيلا ، والتنبؤ باحتمالات المستقبل في غاية الصعوبة، في هذه المنعرجات تبرز حنكة ورباطة جأش القيادة وشجاعتها و قدرتها على التحمل ومقاومة التشظي في انتظار أية بارقة أمل للانفكاك من كماشة الاندثار، هذا ما حصل مع الثورة الروسية في مفاوضات بريست ليتوفسك. البوليساريو في وضع شبيه، فهي بين حدين متناقضين العودة إلى الكفاح المسلح سردنا صعوباته ومآزقه، والسعي للتوصل إلي حل عبر المفاوضات مع الدولة المغربية يتطلب تنازلات من قبلها. أما وضع اللاسلم واللاحرب فنتيجته تفكك مضمون للبوليساريو.
قيادة البوليساريو عليها مسؤولية تاريخية جسيمة في الحسم في الخيارات المستقبلية، لكن المنطلق والمنتهى، واجب بسط الحقائق للجماهير وحقها في تقرير مصيرها. أما أي ميل لجعل الجماهير قاعدة للمناورة وقناة لتمرير تفاهمات الدهاليز سيحكم عليها التاريخ في مصاف الخيانة. وكل إخضاع لمصالح    الجماهير لأجندة خارجية حتى ولو كانت صديقة ستذكرها الأجيال كعمالة.
فكيف ستتصرف البوليساريو؟ السنة القادمة حاسمة في الجواب عن هذا السؤال.

Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit
 
 
 
 
 
 

التعليقات

لا تعليقات ... كن أول من يعلق

.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة

 

تنبئه هام :الرجاء من كل الإخوة الزوار فتح صفحة خط الشهيد عبر كل البرامج التصفحية، ما عدا Internet explorer الذي لا يتجاوب بشكل جيد مع برامج صقحتنا حتى الآن... وشكرا


 

fpjatchahid@fpjatchahid.org

fpjatchahid2004@gmail.com

Facebook Twitter Google Bookmarks