أي عبث هذا؟! وما هذا الذي تفعله قيادة آخر ما توصف به الرشاد حتى ولو من باب السخرية والكوميديا السوداء ؟! .كيف يطلقون سراح من وصفوه بالخائن وهو كذلك ؟! بل لماذا أوقفوه أصلا؟!. إن الادعاء الكاذب بأن الإفراج  جاء استجابة لطلب منظمات دولية إنسانية مدافعة عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي , لا ينطلي على اصغر عقل في هذه الحمادة ! التي تجتهد قيادتنا في  إبقائنا  فيها الى ما لانهاية أو الى حدود نهاية سعة صدر الجزائر، التي أرهقتها حماقات جماعة الرابوني !.
الم يقل اكثر الصحراويين دعوه يدخل؟!  اسحبوا الذريعة من يد المغاربة،  فما الذي سيفعله ، شخص انتهازي و خائن؟  ومن ذا الذي سيستجيب له؟ .
لكن لما قرر النظام بل (الفوضى )  أن يستعرض عضلاته ويظهر للعالم ثم للصحراويين انه لازال موجودا! وانه سيد في قراراته ،  فقام بتوقيف "الشرطي السابق " كما يحلو للنظام وصفه، استبشرنا خيرا ! خاصة مع الحجج الدامغة التي قدمها النظام مبررا لإيقافه ، وامتد بنا الحلم الى حدود الخيال ! بان ضعف النظام الذي نشكو منه ، صباح مساء ومسؤوليته عن الفساد والتسيب وذهاب هيبة الدولة، إنما هو تكتيك مدروس ! يحقق به النظام غايات لا يدركها التشدد!  وهو تكتيك ابعد من أن تستوعبه عقول هواة السياسة ! والمتصيدين عثرات النظام! .

لقد مكن نظامنا بكل أسف ومرارة وحرقة قلب وكبد وما تبقى من أعصاب لدينا ، الحكومة المغربية بهذا الفعل الأحمق المتسرع من  أن تحقق في أسبوع ما بنيناه نحن منذ 2005 ! تاريخ انطلاقة انتفاضة الاستقلال ، التي أحرجت وأربكت  المخزن المغربي أمام العالم وصار الكل  يناصر أو يتفهم  مطلبنا في توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها ، وهو ما كدنا ننجح فيه لولا فرنسا والفيتو الذي أشهرته – حتى وهي تفعل ما فعلت شعرت بالحرج بل الخزي أمام العالم – وكنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه لولا هذا السقوط! .
هل تصور صانع القرار - أو خبازه - حجم الأسى والمرارة التي خلفها  في نفوس الصحراويين في جهات العالم الأربع؟  وهو يمنح انتصارا مجانيا للمغرب ! وهو يساوي بين نضال وإضراب أمنتو حيدار وخيانة ونفاق المصطفى سلمة ! وهو يساوي أيضا بين النشطاء والمعتقلين السياسيين الصحراويين الذين نزعوا الخوف وتحدوا المغرب في عقر داره وفي المدن المحتلة وجنوب المغرب! الم يحرج الجزائر وهي التي تعرضت لحملة إعلامية مغربية شرسة  ؟ وشهدت سفاراتها وقنصلياتها في الخارج اعتصامات ومظاهرات مغربية  للجالية المغربية بفبركة من استخبارات العدو! الم يحرج كريستوفر روس ؟ وهو القائل في رسالة سرية الى الأمين العام الاممي بأنه نصح المغرب بتحسين سلوكه في ملف حقوق الإنسان.
الم  يأخذ نظامنا فترة زمنية اكثر من كافية بين إعلان الخائن العودة وبين تنفيذه إعلانه ؟ لتقليب الأمر واستشارة الحلفاء و الأصدقاء والخبراء  لتوقع الأسوأ في كلا الاحتمالين توقيفا أو تركا  ! وان عجز لماذا لا يشرك الشعب في الاستشارة ؟ كيف نطلب من العدو أن يمنحنا حق تقرير المصير  وقيادتنا تترفع عن استشارتنا في مصيرنا ؟!
الم يطل احد وزرائنا المقربين على شاشة اكبر وأشهر قناة إخبارية عربية وعالمية  ودعا الإعلام لحضور محاكمة عادلة "للشرطي السابق" في الأرض المحررة ؟!
هل توجد صفقة ما تحت الطاولة الربح فيها اكثر من توقيف عميل ؟ اشك في ذلك لخبرتي في هذا النظام وبلادته الظاهرة للأعمى دع عنك  العيان!
هل الأمر الأمريكي الذي أعاد  أمنتو حيدار الى مدينتها المحتلة العيون - بفضل تضحيتها واستماتتها في الدفاع عن رأيها- هو الذي أفرج عن المصطفى  ؟ ربما ! لكن كما سبق أعلاه فأن النظام اخذ فرصته في التفكير للوصول الى الصواب !.
ماذا سنفعل الآن إذا قرر المغرب إرسال مجموعة أخرى من الخونة ؟ هل سنتركهم يمرحون في المخيمات كالمسيح الدجال ؟- يبشر بالجنة وهي نار وينفر من النار وهي جنة! أم نوقفهم لنعيد المسلسل  الرديء الإخراج والسيناريو من جديد ؟
كنت اشك في ما مضى - بسبب ما وصلنا إليه من تردي وتدهور على جميع المستويات بان داخل جهازنا التنفيذي أياد تعمل لصالح المغرب ! الآن وبعد هذا الفعل الشنيع والفاحش صرت متأكدا من وجود هذه الأيادي . هناك خيانة...
سيدي الرئيس إني اتهم مستشاريك ! بان بينهم مدسوس يشير عليك بالقرارات الخاطئة ، ذات المفعول السلبي والتأثير القوي، على مسيرة ومسار كفاحنا العادل من اجل الحرية ! و إلا فما معنى هذا الهوان؟ إن لم تكن هناك خيانة وسط الآمانة...

Share Link: