السبت 16 يوليو 2011الأخ المحجوب السالك، يجري لقاءا مع مجلة الصحراء اليوم، يتناول فيه آخر تطورات اوضاع القضية الوطنية، ويكشف كل المتلاعبين، بمصير شعبنا، ويحمل القيادة مسؤولية تحويل آمالنا إلى آلام وأحلام...

خط الشهيد يضم بعض المعارضين لقيادة البوليساريو، لكنه يحتفظ بمظلة البوليساريو، كيف يمكن تعريف خط الشهيد؟ وأين يختلف مع الجبهة بالضبط؟

الجواب: شكرا الأستاذ والأخ العزيز، سعيد زعواطي، على هذه المبادرة الشجاعة، لتقريب وجهات النظر، وليستمع الآخرون الموجودون غربا، لوجهة نظرنا نحن الذين فرضت علينا الظروف العيش شرقا، تحت الخيام وحاليا تتجاوز لدينا درجة الحرارة 52 درجة مئوية، ورغم ذلك ما زلنا نعيش على أمل، تحوله هذه القيادة يوما بعد يوم إلى سراب يعتامه الظمآن، كلما أشتقنا إليه زادنا بعدا وقرنا اللمعان، اي ان هذه القيادة تسكت هذا الشعب بالأحلام، مثل المفاوضات المهزلة وغيرها، بعد اكثر من 21 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم.. هذا كمقدمة، ولنرجع للإجابة على سؤالك حول الجبهة الشعبية خط الشهيد، واين تختلف مع الجبهة.؟

البوليساريو خط الشهيد هو مجموعة من إطارات وكوادر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يؤمنون بضرورة التغيير داخل البوليساريو ويناضلون من اجل تحقيق العدالة والديمقراطية، وفرض التناوب على السلطة كمنهج حضاري للتسيير، بدل البقاء في السلطة حتى الموت على شاكلة الحكام الروس ايام الحرب الباردة، فرئيسنا حاليا هو اقدم رئيس في العالم بعد قابوس والقذافي… متمسكين بمباديء عشرين ماي المجيدة وسائرين على خط الشهداء الذين ضحو بكل ما يملكونه من اجل ان يعيش هذا الشعب في حرية وكرامة، وشعارنا في ذلك:
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد
نعتبر كل يوم يمر على معاناة اهالينا في المخيمات جريمة في حق الإنسانية تتحمل مسؤوليتها زيادة على الغزو المغربي، القيادة الحالية للبوليساريو، والأمم المتحدة والجزائر، فلا بد من حل ينهي معاناة أهالينا في جحيم لحمادا الذي دام اكثر من 35 سنة، والذي يريد محمد عبد العزيز ان يجعله بديلا عن الوطن... وقد عبر عن هذه المعاناة شاعر صحراوي بسيط عاش هذه المعاناة منذ بدايتها، وبالحسانية، حيث يقول سيداتي ولد الزبير:
الل كامل جابر لودا         فالربوني صالح همو

ما يبغي للناس العودة      واتم احذاه ابني عمو
بعبارة أخررى هناك من إستغل معاناة اللجوء، ليحولها إلى فرصة لجمع الأموال، ولم يعد حل المشكل وعودة االناس إلى ديارها تعنيه في شيء.
وبعبارة أخرى اكثر وضوح، فالبوليساريو، خط الشهيد حركة إصلاحية نابعة من صميم نضال، كفاح ومعاناة الشعب الصحراوي، أملتها ظروف ذاتية اتسمت بعجز قيادة البوليساريو عن أداء المهام المنوطة بها، و تفريطها في مكتسبات ثورة 20 ماي الخالدة، و عدم توفرها على استراتيجية محكمة و واضحة كفيلة بالرد على كل الاحتمالات الممكنة. وظروف موضوعية، اتسمت أيضا بتغيير جذري في موقف المحتل المغربي بتنكره لكل التعهدات و الاتفاقيات التي وقعها مع الطرف الصحراوي تحت رعاية الأمم المتحدة. هذه الأخيرة أبدت هي الأخرى تماطلا، بل تراجعا مكشوفا في تأدية مهمتها المتمثلة أساسا في إجراء استفتاء حر، عادل و نزيه يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وتحولت إلى حارس يحمي الجمود الحالي، ولا تحرك ساكنا ومواطنونا يهانون ويعذبون أمام أعينهم وكأن الأمر لا يعنيهم.   و تشبثا بروح بيان العاشر ماي 1973 الهادف إلى جعل البوليساريو أداة لتحرير الوطن و صيانة كرامة الشعب الصحراوي و مقدساته، و الرقي به إلى مصاف الشعوب المتحضرة. يهدف خط الشهيد إلى الإصلاح و التجديد، لتحقيق العدالة والديمقراطية، داخل جبهة البوليساريو من خلال برنامج عمل شمولي، مبني على إشراك كل المواطنين و المواطنات في صنع القرارات، و رفع التحديات و القضاء على كل المخاطر التي أصبحت تهدد كينونة شعب عظيم ناضل و صمد وقاوم. و لازال مستعد للمزيد من البذل و العطاء في سبيل الحرية و الاستقلال.
و لتحقيق أهدافه، يتبنى خط الشهيد الطرق السلمية المبنية على الحوار الديموقراطي الجاد و المسؤول، كما أنه ينبذ كل أشكال العنف و الإرهاب، دون المساس من شرعية الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير الشعوب من الهيمنة الاستعمارية، و فرض ممارسة حقها في تقرير المصير طبقا للشرعية الدولية...
اما سؤالك حول إختلافنا مع الجبهة، فنحن لا خلاف لنا مع الجبهة إطلاقا لأننا نعتبر انفسنا نحن هم الجبهة الحقيقية، ولكن خلافنا مع القيادة التي انحرفت عن خط الشهداء، وعن مباديء ثورة 20 ماي المجيدة، وأصبح هدفها الأساسي بدل التحرير هو البقاء في السلطة مهما كان الثمن... هذه القيادة الفاسدة والمرتشية، والتي تعيش بل تتمتع على حساب معاناة آهالينا بالمخيمات، هي محور الخلاف والمعارضة بالنسبة للجبهة الشعبية خط الشهيد... نريد إرجاع هذه القيادة إلى خط الشهيد وجادة الصواب، او تغييرها نهائيا...
2- البعض يرد معارضتكم للجبهة للاختلاف الشخصي والمادي معها؟ كيف تردون على ذلك؟
نؤكد مرة أخرى أنه ليس لدينا خلاف مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بإعتبارها روح للشعب الصحراوي، فخلافنا مع هذه القيادة التي تتاحر بمعاناة آهالينا، وهو خلاف سياسي، وليس شخصي ولا مادي، فقد عرضت علينا المناصب والأموال، فالكرية، مذهب من مذاهب قيادة البوليساريو لتركيع وتدجين كل من يخالفهم الرأي. فأولا نحن لسنا مثل معارضة 1988 التي لما تقاسموا معهم السلطة اصبحوا هم اكثر ديكتاتورية من القيادة نفسها، فنحن نهدف لإصلاح نطام هيكلة البوليساريو، وان لا يبقى أي مسؤول سياسي قيادي في منصبه لأكثر من عهدتين، اي ما بين 6 او 8 سنوات حسب القانون الداخلي الذي يجب ان يتم الإتفاق عليه. وأن لا يتولى اي منصب سياسي كل من شارك من قريب او بعيد في الإنتهاكات الصارخة لحقوف الإنسان الصحراوي بالمخيمات، او كان احد الجلادين الملطخة أياديهم بدماء الشهداء الصحراويين... وهناك نقطة أخرى مهمة وهي ان الأموال والمناصب، التي تدجن بها القيادة المعارضين لها وتحاول ان ترشين بها، ليست ملكا لها، بل هي ملك للشعب ولنا نحن، لأننا عانينا من أجل هذه القضية اكثر من هذه القيادة، فقد تذوقنا من مرارة هذه الثورة حتى الثمالة، بينما لحسوا هم من عسل الثورة، حتى إصابتهم باوراغ ومرض السكري. فمن يريد ان يرشي الناس عليه ان يرشيهم من ماله الخاص، ونحن نعرف اعضاء القيادة وماذا كانوا يملكون حالة توليهم مناصبهم القيادية، وماذا يملكون اليوم..
3- ماذا عن من يصفكم بالقلة القليلة، وأنكم تظهرون إعلاميا أكثر من كونكم تيار مؤثر على أرض الواقع؟
القيادةة مختصة في تشويه من يعارضها الرأي، ولنا معهم تجربة كبيرة في ذلك المجال، ولكن من يصفنا بذلك الوصف، لماذا لا يسمح لنا بحرية الحركة والتنظيم داخل المخيمات، لولا الخوف منا ومن تأثيرنا، ولماذا يخاف من فتح الحوار الوطني، ويؤجل المؤتمر مرة تلو الأخرى، فتأثيرنا يظهر في اننا اظهرنا هذه القيادة على حقيقتها، ونزعنا عنها رداء القدسية الذي كانت تتستر وراءه، واصبح المواطنون يسبونها علانية وفي الشارع، ونزعنا عقدة الخوف، وظهرت اصوات معارضة حتى من وسط القيادة نفسها وحاشيتها، وآخر الغيث، معارضة الشباب الصحراوي، المعروف بشباب خامس مارس، وأقل تأثير لنا هو ان صفحتنا الإخبارية والتي لم يتجاوز عمرها السنة وشهور قليلة، تجاوز عدد زوارها 300000 متصفح، وهذا رقم قياسي بالنسبة لوسائل الإعلام الصحراوية، فنحن نشكل المعارضة التي غصت بها هذه القيادة، وشكلنا شوكة مؤلمة في حلوقهم، لن ينقذهم منها ما عدا الخضوع لرغبة الجماهير، ليس في الإصلاح ولكن التغيير الشامل... وعنوان صفحتنا للتاكد: WWW.FPJATCHAHID.ORG
4- المؤتمر المقبل للبوليساريو بعد أشهر قليلة، ما إمكانيات مشاركتكم فيه كصوت صحراوي آخر؟

منذ وقف إطلاق النار، حولت قيادة البوليساريو مؤتمرات الجيهة إلى مسرحيات الهدف منها بقاؤهم في السلطة لمدة اربع سنوات أخرى تحت تصفيقات الحاشية والمشاركين، ونحن نرفض المشاركة في المسرحيات خصوصا لما يتعلق الأمر بمصير الشعوب، مثلما رفضنا المشاركة في المؤتمر الماضي، ولكن موقفنا واضح وقد ابلغناه للقيادة، وليس مستحيل التحقيق، ويتمثل في تدوة للحوار الوطني، وتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر، بعيدا عن وصاية القيادة، نشارك فيها، كما يشارك فيها شباب الثورة الساخط والمطالب بالإصلاح، وقانون إنتخابات جديد لا يسمح للمشاركة في المؤتمر إلا من يتم إنتخابه من طرف هيئته، وبذلك ننزع من محمد عبد العزيز لائحته الإنتخابية المشاركة في المؤتمر بالتعيين، والتي تتجاوز 700 مشارك، بهذا سنتوجه لمؤتمر ديمقراطي، قد يكون نقطة تحول في تاريخ الجبهة، ويحدد السبل الكفيلة بإنهاء معاناة آهالينا باللجوء، في اسرع وقت ممكن، بدل الصراع على من يبقى في السلطة. وبدون الإستجابة لهذه المطالب، فسيكون المؤتمر مجرد مسرحية كسابقيه، وننأى بانفسنا عن المشاركة فيه، واللعب بمصير شعبنا...

5- كنتم هددتم سابقا أنه في حالة عدم إجراء المؤتمرات بالشكل المناسب، ستطالبون بالتفاوض مع المغرب. ما مدى إمكانية ذلك؟
وما زلنا على موقفنا، عندما تواصل هذه القيادة اللعب بالنار، وعدم الإستجابة لمطالب الشعب بعقد مؤتمر ديمقراطي وحقيقي بعيدا عن وصاية القيادة ومؤتمراتها المسرحية، فإننا سنتحمل مسؤولياتنا التاريخية، وسندعوا لعقد إجتماع طاريء للجنة التنفيذية للجبهة الشعبية خط الشهيد، لنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، لأنه من دون مؤتمر ديمقراطي، حر نزيه وشفاف، فإن هذه القيادة، لا شرعية لها، وبالتالي فليس لها الحق للتفاوض حول مصير شعب تنكرت له، وتريد ان تجعله مطية لتحقيق مآربها الشخصية...
6- لا شرعية ولا تمثيل للقيادة الحالية. هذا ما تقولون في خط الشهيد. هل تنزعون عنها صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي؟
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، بإعتراف المنظومة الدولية، ولكن كما أشرنا سابقا، فقيادة البوليساريو، ليست هي الجبهة الشعبية، ولا تمثل ما عدا نفسها ومصالحها لأنها قيادة متسلطة ومتمسكة بالسلطة، منذ اكثر من 35 سنة عبر مؤتمرات مسرحية محددة النتائج مسبقا على غرار الأحزاب الشيوعية والحزب الواحد قبل سقوط جدار برلين...  ففرصة هذه القيادة الوحيدة هو الإحتكام للشعب عير مؤتمر ديمقراطي حر نزيه وشفاف، وإلا فإنها ستؤكد للجميع انها قيادة متسلطة، وبالتالي لا حق لها بتاتا التفاوض مع اي كان حول مصير الشعب الصحراوي، ولكن يمكن لها ان تتفاوض حول مصيرها ومستقبلها كقيادة وافراد...

7- وما مدى تمثيلية المؤسسات الموجودة ىالمناطق المتنازع عليها، والمشكلة من طرف المغرب ك"الكوركاس"، و"المنتخَبين ديمقراطيا"، وشيوخ القبائل الصحراوية؟

تمثيلية شيوخ القبائل الصحراوية لا يمكن المساس منها بإعتبارها شريحة تحظى بالإحترام التاريخي لكل الصحراويين، سواء في المخيمات او بالمناطق المحتلة، وهذا ما جعل الأمم المتحدة تعتمدهم كمرجع أساسي في تحديد هوية من يحق لهم التصويت في الإستفتاء... اما الكوركاس، فقد كان مجرد مهزلة، وميدان للصراعات على إمتيازات لم تتحد معالمها بعد، بين خليهن وحاشيته، وولد بيدة، وبعد ذلك مع زعيم ما عرف باكجيجيمات، حمادة ولد الدرويش، ومع انعيمي مصطفى ومن معه. هذا عن الصراعات التي بلغتنا عبر وسائل الإعلام، فمابالك بالخافي منها، زيادة على ان الملك نفسه ، قد تعهد منذ زمن، بتغيير هيكلة هذه المؤسسة، وحتى الأن لم يقع أي شيء من ذلك مما يوحي ان هناك مافيا سياسية وماليه كبيرة تحول دون اي تغيير، يعطي للكوركاس قليلا من الشرعية او حتى التمثيلية النسبية داخل المناطق المحتلة، مما جعل مشروع الحكم الذاتي يذهب مع الريح... لأن المتتبع لتسيير مشكلة الصحراء الغربية من طرف المغرب، يكتشف ان هناك تيارات متصارعة ومستفيدة من الوضع الحالي، تحيط الملك بسياج من التعتيم الإعلامي، بحيث لا تسمح بان يصل إليه من اخبار الصحراء إلا ما يرونه هم مناسبا، وهذا هو ما يؤثر على الطرق السليمة والكفيلة بحل المشكل بالنسبة للمملكة المغربية...
اما عن المنتخبين ديمقراطيا كما تسميهم انت، يا أخي سعيد، واسميهم انا المنتخبين ماليا، فهل انت يا أخي سعيد تستطيع ان تتقدم لهذه الإنتخابات وتفوز فيها، بإعتبارك شابا صحراويا، مهما كان برنامجك السياسي طموحا؟ مستحيل، لأنها إنتخابات اموال، وهل يستطيع احد ان يفوز فيها خارج المافيا المالية والسياسية التي تشكلت بعد المسيرة بالصحراء الغربية، هل يستطيع احد ان يفوز مع اهل الرشيد وأهل الجماني واهل الدرهم، وغيرهم... هذه المافيا التي تكونت في غفلة من الزمن على حساب الصحراويين، اصبحت مثل قيادة البوليساريو، لا يهمها الحل الذي يخدم الشعب الصحراوي ولكن يهمها الحل الذي يخدم إمتيازاتها السياسية والمالية، واستغلالهم أحداث اكديم إزيك لتصفيه خصومهم السياسيين، مثل الوالي جلموس اكير دليل على خطورة هذه الفئة التي استغنت على هامش حرب الصحراء الغربية، وبدأت تعرقل حتى الطموحات المخزنية، التي لا تخدم مصالحهم الذاتية...  ولقد قلت سابقا في تصريح لتيل كيل، ان المغرب وبعد اكثر من 35 سنة من تواجده بالصحراء، ما زال لم يفهم لا الصحراء ولا الصحراويين، ويظهر ان الأمر ما زال على حاله...

8- بعض المدافعين عن البوليساريويعتبرونها آلية حقيقية للإيصال إلى "بر الأمان" بالنسبة لهم، وهو تقرير المصيروالاستقلال، وبعد ذلك فقط، يحين وقت الخوض في مثل هذا الأمور.. كيف ترى هذاالطرح؟
هذا الطرح قد يكون صادقا لو كان الشهيد الولي ما زال على قيد الحياة، اما وقد اصبحت البوليساريو في يد قيادة متمسكة بالسلطة منذ اكثر من خمس وثلاثين سنة، فقد حولتها إلى ملكية خاصة، الهدف منها ليس تقرير المصير والإستقلال وإنما المتاجرة بمعاناة آهالينا في ارض اللجوء، فهل وجدتم عبر التاريخ، حركة تحرير، قضت في وضعية اللاحرب واللاسلم اكثر مما قضته في الكفاح المسلح قبل البوليساريو وقيادتها الحالية؟ فمن دون عدالة وديمقراطية لا يمكننا ان نتحدث عن الحرية والإستقلال، فذلك مثل الذي يريد ان يجعل العربة قبل الحمار، وهذه دعاية مفضوحة لقيادة البولساريو، فالبنسبة لهم الوقت ليس وقت محاسبة، وكنا نرد عليهم، كيف يمكن ان يكون الوقت وقت فساد وسرقة ورشوة ونهبا للمال العام، وإقصاء وتهميش للوطنيين، وتقريب للجلادين والإنتهازيين، ولا يكون وقت محاسبة، زيادة على ان قيادة البوليساريو بوضعيتها الحالية، لن توصلنا لا إلى تقرير المصير ولا الإستقلال، بل ستدفع بنا نحو الهاوية والإندثار، وليس بر الأمان...
9- البوليساريو نجحت في احتضان أصوات حقوقية صحراوية داخل منطقة النزاع، ترفع صوتها بتأييدها في كل حين، في حين يرى البعض أنكم فشلتم في تحقيق ذلك. أليس لخط الشهيد مناضلين بالداخل؟

لدينا الكثير من المناضلين الوطنيين بالداخل، ونشروا الكثير من المناشير بإسم خط الشهيد، وكل الصحراويين المنضوون تحت إنتفاضة الإستقلال، يعتمدون برنامج خط الشهيد، الهادف للتغيير، ويسخطون على القيادة الحالية للبوليساريو، خصوصا بعد النهاية الدراماتيكية لمخيم اكديم إزيك والذي تتحمل القيادة القسط الكبير فيه، ولكن ليس لدينا من الأموال ما لدى قيادة البوليساريو لتمويل مناضلينا بالداخل، الذين لا يعتمدون الآ على المشاركات الشهرية للمناضلين..
10- على ذكر المناضلين، كيف تشخصون النضال الحقوقيحاليا بالصحراء؟ في الوقت الذييرى فيه البعض أن هؤلاء فقط مسخرون من طرف الجبهةوينفذون أجنداتها، كيف تقيمون أداءهم الحقوقي؟
كل أداء حقوقي، لا يدافع عن حقوق الإنسان الصحراوي، اينما كان، في المغرب او المناطق المحتلة، او المخيمات، او الجزائر، فهو ليس عملا حقوقيا، بقدر ما هو عمل سياسي لخدمة اجندة سياسية، والمشكلة الكبرى، هو ان القيادة بدأت تستخدم هؤلاء الحقوقيين، ضدنا نحن المعارضون لهذه القيادة، فكلما اظهرناها على حقيقتها في المخيمات، تدعوا وفدا من الحقوقيين لزيارة المناطق المحررة و المخيمات من أجل تبييض الوجه الديكتاتوري البشع للقيادة، وكل من حاول ان يناقش مع القيادة حقيقة ما يسمعه عن طريق خط الشهيد، حول فساد القيادة، سيكون مصيره التهميش وقطع المساعدات، بل مناورات القيادة، هي التي فرقت بين الحقوقيين، وشتت صفوفهم لحاجة في نفس يعقوب، ووصل إستغلال القيادة لهم قمته، خلال الندوة الأخيرة للشباب المنعقدة بولاية الداخلة بالمخيمات يوم تاسع يونيو 2011م، عندما استنجدت القيادة باكثر من 100 من شباب المناطق المحتلة، والذين لايعرفون كثيرا عن جرائم قيادة البوليساريو وفسادها، وبعد ان قدموا مداخلات موجهة من طرف القيادة، تتمحور كلها حول ان الوقت ليس وقت تغيير او إصلاح، وأن علينا التمسك بهذه القيادة حتى النهاية، لينظموا لهم رحلات وبرامج في النواحي  العسكرية حتى لا يجدوا الفرضة والوقت الكافي للمناقشة مع شباب المخيمات الساخط والمطالب بالإصلاحات، والجميع في المخيمات الآن متأكد من أن القيادة، ستقوم بنفس اللعبة والمناورة لتمرير المؤتمر القادم إذا لم تكن لديها، نية صادقة في عقد مؤتمر ديمقراطي حر وشفاف. وبهذه المناسبة، اسمح لي ان انوه بكل من الحقوقيين البارزين: امينتو حيدار، وابراهيم الصبار، لأن الأولى ظلت بعيدة عن مناورات والاعيب القيادة، والتشتيت والتفرقة الذي تقوم به وسط الحقوقيين، اما المناضل ابراهيم الصبار، فكان اشجع الحقوقيين الذين زاروا المخيمات، فرغم طقوس الإحتفالات، والعرظات، واذبايح وانحاير، والمهرجانات، والتصفيقات والزغاريد، فقد وقف في مهرجان شعبي ضخم، لينادي بفتح الحوار والوحدة الوطنية، ومراجعة الأخطاء، عبر عملية نقد ذاتي بناء، يهدف للإصلاح والتغيير، وقد حذف خطابه المليء وطنية ووفاءا وإخلاصا، اليوم الموالي من كل وسائل إعلام القيادة، المسموع والمقروء، وألفت إنتباهه، بطريقة ذكية، انه إنسان غير مرغوب فيه، ولا مرحب به من طرف القيادة، خصوصا وانه من الأقليات كما قالوا...
زيادة على ذلك اننا لم نسمع بحقوقي واحد من المناطق المحتلة، تحدث عن الإنتهاكات الصارحة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف نفس القيادة ضد آهالينا بالمخيمات، ومازال مصير العديد منهم مجهولا، وقبور الشهداء منهم غير معروفىن، ولم تقدم لهم ولا لعائلاتهم اية تعويضات او جبر للضرر او مجرد إعتذار، وكان العدو المغربي ارحم منهم، بمن ذهبوا ضحية سجونه السرية... والطامة الكبرى، بل قمة إحتقار القيادة للحقوقيين الذين يزورون المخيمات، هو انه يتم إستقبالهم من طرف اكبر جلادين من جلادي القيادة، ايادهم ملطخة بدماء الشهداء الصحراويين، ضحايا سجون الرشيد، اولهم الجلاد المدعو سلازار، والذي كان يتقلد منصب الأمين العام لوزارة المناطق المحتلة والجاليات، والثاني: ابيشة لحول ولد المهدي، بإعتباره مسؤول الأمن الداخلي، ولم نسمع كلمة واحدة من اي حقوقي صحراوي من المناطق المحتلة، حول إختطاف الخليل احمد، والذي كان مديرا للأمن، ومديرا للإذاعة الوطنية، ومستشارا لحقوق الإنسان لدى رئيس القيادة، أختطف منذ اكثر من سنتين من طرف المخابرات الجزائرية، ومازال مصيره مجهولا حتى اليوم، ام ان هذه الأعمال ليست إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان...
11- حقوقيا دائما، انشق مصطفى سلمى سيدي مولود عن البوليساريو وأعلن تأييده للحكم الذاتي، فتعرض لانتقادات لاذعة من القيادة، بل ومن عدد من الصحراويين أيضا. كيف ترون أنتم حالة مصطفى سلمى؟
مصطفى سلمى صحراوي، له الحق ككل االصحراويين الواردين ضمن لوائح الإستفتاء، في التعبير عن رأيه يكل حرية، حول نزاع الصحراء الغربية، ذي الخيارات الثلاثة: الإستقلال، الحكم االذاتي، الإنضمام، وقد اعلن موقفه من انه مع الحكم الداتي، ويوم الإستفتاء سيؤكد ذلك في صندوق الإقتراع، فقامت قيامة القيادة، ولم تقعد وارتبكت واتهمته بالخيانة واعتقلته، وكنا، في الجبهة الشعبية خط الشهيد، اول من ندد بإعتقاله، ونادى بإطلاق سراحه، في بيان شهير تحت عنوان: الحرية لمصطفى سلمى، وكان إعتقاله خطأ فادح، وإطلاق سراحه افضح واظهر إرتباك هذه القيادة، وإرتجالها، وضعفها، مما جعلها اضحوكة أمام الجميع بالمخيمات، بل وحتى عدم إستقلاليتها في إتخاذ القرارات الحاسمة...

12- أنتم تختلفون مع الجبهة وتتهمونها بأنها تسير بالشعب الصحراوي إلى أفق غير معروف، لكن لا توضحوا وجهة نظركم بخصوص هذا المستقبل وكيف ترونه أنتم؟ ما هو تصوركم للحل؟
لاخلاف لدينا مع الجبهة، بل نحن هم الجبهة الشعبية الحقيقية، جبهة المبادئ والشهداء، ولكن خلافنا مع قيادة البوليساريو، لأنها تسير بشعبنا نحو افق مظلم وطريق مسدود، وتريد ان تجعل من ارض لحمادا الجزائرية بديلا عن الوطن، من دون ان تسأل الصحراويين او تستشيرهم في ذلك، فالصحراويون جاؤوا لأرض اللجوء سنة 1975م ليجعلوها قنطرة عبور نحو الوطن، وليست بديلا به، ولكن القيادة التي انبتت الريش بارض الجزائر، لم تعد تبحث ما عدا عن المزيد من الريش، وليسوا في عجلة من امرهم، فهم يعيشون في النعيم والشعب يعيش في الجحيم، و لا تنسى البيت الشعري الحساني الذي قلت لك في بداية هذا الحوار، وما قلته لك في البداية ايضا: نعتبر كل يوم يمر على معاناة اهالينا في المخيمات جريمة في حق الإنسانية تتحمل مسؤوليتها زيادة على الغزو المغربي، القيادة الحالية للبوليساريو، والأمم المتحدة والجزائر، فلا بد من حل ينهي معاناة أهالينا في جحيم لحمادا الذي دام اكثر من 35 سنة، والذي يريد محمد عبد العزيز ان يجعله بديلا عن الوطن، هذا الحل هو هدفنا لإرجاع اهالينا نحو وطنهم رؤوسهم مرفوعة، عبر مفاوضات جدية ومباشرة مع الملك المغربي، توصل لإستشارة حرة ونزيهة لكل الصحراويين، تحت إشراف الأمم المتحدة،...
13- تجري حاليا مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، كيف ترون هذه المفاوضات؟ وما مدى جديتها وجدواها؟
كنا اول من اطلق على هذه المفاوضات، المفاوضات المهزلة، إيمانا منا بأنها مجرد مضيعة للوقت، و لا فائدة ترجى من ورائها، والكل متيقن من عدم جدوائيتها. كل الأطراف مستفيدة من هذه المفاوضات، ما عدا الشعب الصحراوي المعني بها بالدرجة الأولى. فالمغرب ليس في عجلة من إمره، يسيطر على الصحراء، يستنزف خيراتها، ويريد ان يشرع تواجده بها عبر الأقدمية. قيادة البوليساريو، تسيطر على المخيمات، وتعيش في بحبوحة نعيم، قرب شعب يعيش في الجحيم، وتكذب على الشعب البريء بانها تفاوض للبحث عن حل، وليست في عجلة من أمرها. الأمم المتحدة تشرع الأموال الطائلة التي تنفق على 222 من قبعاتها الزرق، والتي تجاوزت حتى الأن مليار ومئتي مليون دولار، وهي الأموال التي لم تنفق على اللاجئين طيلة 35 سنة، وتوهم الدول المانحة انها تقود مفاوضات صعبة بين الطرفين، من أجل البحث عن حل للنزاع في الصحراء الغربية، بينما المتضرر الأساسي من هذه المفاوضات هو الشعب الصحراوي الذي يعيش تحت الخيام خلال اكثر من 36 سنة، في درجة حرارية تتجاوز اليوم 52 في الظل، إذن بالتالي فهي مفاوضات لإطالة معاناة أهالينا بالمخيمات، لا أقل ولا أكثر...
سوال: ماذا عن إنتهاكات حقوق الإنسان في المخيمات؟ حاضرا وماضيا؟
اكبر إنتهاك لحقوق الإنسان، هو الحرمان من المشاركة في القرار الذي يعني مصير الإنسان وحياته ومستقبله، والتنظيم الحر عبر تنظيمات سياسية، خارج وصاية قيادة البوليساريو، وحرية التعبير عبر ميكانيزمات ديمقراطية، تشعر المسؤولين برأي وطني مغاير يجب إحترامه وأخذه بعين الإعتبار، هذا عن الحاضر، اما عن الماضي، فهناك اكثر من 600 فقيد تم إختطافهم والزج بهم في السجون السرية لقيادة البوليساريو، منذ 1976 حتى بداية التسعينيات، تعرضوا للتعذيب الوحشي والبشع الذي لا يتصور، وفقد الكثير منهم حياته، كان آخر الضحايا هو الخليل أحمد االذي يعد مصيره مجهولا حتى اليوم، رغم ان قيادة البوليساريو، تقول بانه لدى المخابرات الجزائرية، ورغم مرور 20 سنة على هذه المهازل، ما زالت قيادة البوليساريو، لم تقم بأي عمل إنجاه الضحايا، مثل ما فعل المغرب، مع ضحايا الحسن الثاني، فلا إعتذار، ولا جبر ضرر ولا تعويضات، وحتى الشهداء من ضحايا السجون، لم تنشر لهم لائحة، ولم تشهر قبورهم للسماح لعائلاتهم وذويهم بزيارتهم، والضربة القاضية والمؤلمة التي سيسددها المغرب للقيادة في هذا المجال، هو ما شاع من ان الحكومة المغربية، بدات في تقديم تعويضات، لضحايا قيادة البوليساريو وسجونها السرية... أضف لكل هذا ان الضحايا من الصحراويين بالمخيمات، يتقاطعون مع جلاديهم الذين ما زالوا يتقلدون مناصب سياسية هامة، مع قيادة البوليساريو وتحت حمايها...
ماذا عن الموقف الجزائري من هذا الصراع؟
هو في الحقيقة، الجزائر دولة قوية ويحسب لها حسابها في المنطقة، وموقفها إلى جانب الصحراويين، ليس من أجل عيون الصحراويين، ولكن من اجل المصالح العليا لدولة الجزائر، فلما كانت قيادة الجبهة بيد رجل قوي مثل الشهيد الولي، كان يفرض خدمة المصالح الصحراوية، قبل المصالح الجزائرية، اوليس هو رحمة الله عليه من دفع الجيش الجزائري لمواجهة الجيش المغربي في امكالا، بداية، ست وسبعين، وكان رحمة الله عليه، يصفع الضباط الجزائريين ذوي الرتب العالية، ولما ذهب الولي رحمة الله عليه، وجاءت القيادة الحالية، التي لا تستطيع رفع صوتها في وجه ضابط صغير من المخابرات الجزائرية بالتندوف، فكيف لها ان ترفع راسها امام القيادة الجزائرية، وما دامت الجزائر مطلعة بالتفاصيل على فساد قيادة البوليساريو، قد زادها ذلك إحتقارا لها، فكل المسؤولين الجهويين بالتندوف، يتلقون رشاوى من طرف قيادة البوليساريو، ليشتروا صمتهم على فسادهم... والقيادة عندما تكون في المستوى، يحترمها العدو والصديق، اما عندما تكون ضعيفة مثل قيادتنا الحالية، يركب عليها الصديق، ويحتقرها العدو. فلما ترى درجة إحتقار الصحراويين من طرف السلطات الجزائرية بميناء وهران ومطاره، وتنزع منهم وثائق السفر، وحتى مقرات الحراسة عند مدخل التندوف، وحتى على مدارج الطائرات العسكرية، للتنقل نحو الجزائر او وهران، تدرك جيدا ما هي القيمة اتي يعطيها الجزائريون للمواطن الصحراوي اللاجيء بالمخيمات، وكل ذلك ثمرة سياسة القيادة الحالية، حتى ان العشرات من الجالية الصحراوية العاملة بالخارج، اصبحت تفضل التوجه نحو المخيمات عبر المغرب والصحراء الغربية رغم بعد المسافة، لتجنب إهانة وإحتقار الجزائريين لهم، فالقيادة عندما تكون في المستوى، تفرض على الصديق خدمة مصالح شعبها اولا، وبعد ذلك مصلحة الصديق، ولما تكن القيادة فاشلة وعاجزة وفاسدة، مثل قيادة البوليساريو، فإنها تتحول إلى لعبة في يد الحليف لخدمة اجندته ومصالحه... او كما قال احد الرفاق، ونحن نناقش موقف الجزائر، باننا جئنا للجزائر سنة 1975 بثورة نقية، فاختطفتها منا، وسلمتها لقيادة، اصبحت تخدم مصلحة الجزائريين قبل الصحراويين، وهذا ما نعرفه اليوم مع قيادة البوليساريو الحالية...

Share Link: