الوطن هو انتماؤنا الروحي و الجسدي حيث ترقد جذورنا و إرثنا و مراتع ذكرياتنا مرها و حلوها، هو فضاء للجميع بلا استثناء .
و الوطنية هي الشعور الكامل بالمواطنه تجاه الوطن الذي يشكل عمقا وبعدا
تاريخيا وحضاريا يستوجب الانتماء والربط بينه والقاطن فيه الذي له حقوق وعليه واجبات، تتعدد فيه وجهات النظر وتختلف ، وتتنوع الرؤى بكل اشكالها في اطار بنائه و كل منا لديه تصور و مفهوم معين عن ذاك البناء تحت راية الوطنية التي هي بيت القصيد.
فهناك من يراها من الناحية التي تصب في مصلحته وان كلاهما ( الوطنية والمصلحة ) وجهان لعملة واحدة من يفرط بوجه يفرط بالآخر ومن خالفه فقد خان.
وهناك من يوزع مرة صكوك الوطنية و مرار شظايا التخوين لتغطية عجزه من اجل استمراره في عروش الاستمتاع بالنعيم على اجساد اخرين في الجحيم والقضية والمواطن يدفعان الثمن و الوطن على كف عفريت ، يجازئ من يشاء ويجرم من يشاء حتى يصل به الأمر إلى اتهام الاخرين بالعمالة والخيانة ، مما يفرض علينا جميعا كشركاء في القضية ان نتساءل : من يخوّن من؟ من يحق له تخوين الآخر؟
هل القضية ملك لاحد عن الاخر ؟ ام هناك من دفع ثمنا دون الاخر، او ان للقضية آل بيت أوصياء عليها
و هذا هو المقام الذي ضلت فيه أفهام ,وطاشت فيه افواه وأقلام و زلت فيه أقدام نحو المجهول وهو الذريعة السخيفة التي لا يقبلها منطق ولا عقل ، كمثل الذي يحتمي من النار بالرمضاء ، ¨إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم¨ صدق الله العظيم.و في قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبيَّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
وقد تتقاذفنا الاحكام المسبقة من حيث لاندرى ، نمدح من لاخير في وده ونذم من لا سوء في خلقه .
وانا كمواطن اختلط عندي الحبل بالنابل ، حيث اصبح من كان يقول لي انا المخلص الرشيد هو العدو العتيد ، وامسى من كان يُشار إليه بالعدو العتيد هو المخلص الرشيد.
ولنا تجارب في ثقافة التخوين والذم دون فحص ولا تمحيص بعدم قبول الاخر واخراجه من دائرة الوطنية ، كان اخرها حين انتفض مناضلون من مؤسسي المشروع الوطني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في اكتوبر 1988 من اجل التصحيح والاصلاح ، قامت عليهم الدنيا والاخرة وصُوبت عليهم البنادق التي كانت موجهة لمن شردهم وذويهم وقتل بني جلدتهم ونُكل بهم في السجون وأُنتهكت اعراضهم وعُممت مناشيرا باتهامهم بالخيانة والعمالة .
فكيف سأعطي ثقتي لمن يتدبر امري في كل مفاصل الدولة اليوم وانا بالامس القريب كنت أرشقهم بحجارة الخيانة من حيث لا ادري ؟
وكيف سأترحم على من ماتوا في السجون تحت التعذيب قيل لي اليوم انهم في لائحة الشهداء وهم قد اختطفوا من بين ظهراننا بالامس القريب كعملاء مخربين ! ؟
فصب الزيت على النار بالاحكام المسبقة والاسقاطات والقذف بالتهم بدون ادلة واقعية ملموسة والتشيكيك في الوطنية هو اسلوب مردود عليه بتصرفات وتجارب الماضي ...
التوقيع : القيادة الوطنية (والتي تمثل الوحدة الوطنية)
ممثلة في : الزعيم (الوطن) وحرمه (السفينة التي تاهت في مرافئ الرمل ).
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة