مع اقتراب موعد الذكرى الاربعين لتأسيس الجبهة الشعبية تجد قيادتنا نفسها عاجزة عن تقديم اي جديد تهديه للقاعدة الشعبية المتذمرة من واقع الحركة والدولة والحالمة بقفزة تعيد القطار الى سكته الحقيقية وطريق الخلاص الذي عبَّد الشهداء مساره بدمائهم الطاهرة.
ولان كل الاقنعة التي يحاول القوم بها تزيين انفسهم وتقديم منجزات نظامهم اصبحت اقنعة محروقة مسبقا كان لابد للقوم من البحث عن كذبة كبرى يحاولون بها صد لهيب طموحات القاعدة في تجاوز الواقع المزري الذي تمر به القضية وتتخبط في اتون فشله الجبهة . فكان الدور هذه المرة على المؤسسة التعليمية لحبك الكذبة التي ستكون الشجرة التي تظل غابة النكسات والسنوات العجاف.
جامعة التفاريتي كذبة أخرى جديدة تنضاف الى مشاريع الورق التي تبوب بتوقيعات الزعيم . فمنذ سنوات تحولت البلدة المحررة الى صك بريدي تصب فيه هبات وعطايا المانحين لمختلف المشاريع التي تقدمها القيادة الصحراوية باسم الشعب لكن لااحد بعد ذلك يعرف “لبحر اللي اسرط” هذه المشاريع . تنام التفاريتي على بحر من المشاريع تبدأ من مشروع بناء مقر للبرلمان الصحراوي وملعب اولمبي بتمويل جنوب افريقي ومسجد بتمويل بلدية تندوف الجزائرية ومشاريع بناءات ريفية ممولة من بعض المنظمات غير الحكومية الإسبانية لكن بحر المشاريع هذا لازال ميتا لانه لاماء فيه ولاسمك بل مجرد حبر على ورق . لاشيء تغير في البلدة منذ رحيل المستعمر الاسباني عدى بعض المشاريع القليلة مثل مستشفى من تمويل بلدية نبارة الاسبانية ومزرعة، اما غير ذلك فلا زال مجرد مشاريع وهم تنقصها الارادة السياسية لتحقيق سياسة إعمار للمناطق المحررة بكل وضوح وشفافية.
اليوم تنضاف جامعة التفاريتي لحزمة المشاريع التي يسمع عنها المواطن ولايراها في البلدة المحررة واكثر ضجيجها من حقيقتها . حيث انه وفي ظل واقع المنظومة التعليمية الصحراوية المتضعضع يقفز القائمون على شؤون الوزارة من جبل ضعف النتائج والاداء الذي يعاني منه القطاع الى سفح الإنجازات الصعبة والمكاسب الكبرى وكانهم يشاركون في البرنامج التلفزيوني الشهير ” من يصنع التحدي” .
من يقرأ المرسوم الرئاسي لإنشاء جامعة التفاريتي كما نشرته وكالة الانباء الصحراوية يدرك من اول وهلة ان الامر احيك بليل وغُلف بالسياسة بدل الكلام بواقعية مجردة من “نفخ الاوداج” وبيع الوهم والكذب البين . فهل تتطلب المرحلة تقوية اداء المنظومة التعليمية في الاطوار الأولى ام القفز من رأس المشكلة الى الذيل؟، وهل يستقيم تعليم عالي كسقف بتعليم ابتدائي ضعيف كا”ساس” . ان الكلام عن تعليم عالي يشبه البناء على جرف هار. ثم ماهية الهيئات والمؤسسات الصحراوية ذات الإختصاص التي اوكلت لها دراسة جدوائية المشروع بحسب عميد الجامعة الجديدة، هل هي الهلال واتحاد النساء والوظيف العمومي وجمعية افبراديسا . إنه الكذب إذن والضحك على الذقون والسرقة في عز النهار . لاتنفع لغة الخشب والتبرير السياسي الفارغ في تطوير المنظومة التعليمية .
لهذه الاسباب واخرى سيكشف عنها الزمن وبالرجوع لما آلت اليه مشاريع سابقة ببلدة التفاريتي لن تكون الجامعة سوى كذبة حلوة تسوق في باقي اشهر اربعينية الجبهة و”قدامك الواد ياشامر اكساتو” على رايء المثل الصحراوي. ان غدا لناظره قريب . عن وكالة 17 يونيو الإخبارية.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة