علمنا في خط الشهيد ببالغ الحزن والأسى رحيل احد المناضلين الشرفاء، ممن كانوا من الرعيل الأول الذي رفض هيمنة القيادة وانعدام العدالة والديمقراطية، في نظامها التسلطي المبني على المؤتمرات المسرحية والإنتخابات القبلية، مما جعله احد الإطارات المؤسسة لأول معارضة سياسية وطنية في تاريخ جبهة البوليساريو، وهي الجبهة الشعبية خط الشهيد، وبهذه المناسبة الأليمة نقدم كلمة نعي لرفيقه ولصديقه المحجوب السالك المنسق العام للجبهة الشعبية خط الشهيد نشرها بهذه المناسبة الأليمة: انا لله وانا اليه راجعون... كل نفس ذائقة الموت... الرحمة والمغفرة وجنة الرضوان. للاخ والرفيق والقريب احمد للشيعة.. لقد فقد الشعب الصحراوي بفقدان هذا الرحل. جوهرة نادرة قل نظيرها.. من اول المناضلين بالمناطق المحتلة ضد الاستعمار الاسباني. احد مؤسسي جهاز التعليم بالمخيمات. حيث ربى اجيالا من الشباب تعترف له بذلك حتى اليوم... فهو المثقف صاحب الخط الجميل والفكر النير... هو السياسي المحنك. هو الأديب والشاعر المفلق. والخطيب الرفيع. هو صاحب الافكار النيرة. هو المعارض للفساد والمفسدين. فلا غرو أن يكون من مؤسسي اول معارضة وطنية سياسية ضد الفساد والمفسدين. والمعروفة بخط الشهيد رفقة رفاق له آخرين...هو صاحب جرعة القهوة حيث معها يحلو السمر والحب والرومانسية والحنين والشوق للوطن... كان رمزا من رموز هذه الثورة التي تم تهميشها.. بفقدانه فقدنا احد رجال الثورة العظماء الذين لم يبدلوا الثورة بالثروة... بل بقي مع الثورة النظيفة والنزيهة الهادفة لبناء الإنسان بعيدا عن القبلية والرشوة والفساد... من أجل أن تكون ارض اللجوء قنطرة عبور نحو الوطن ... وليست بديلا عن الوطن.... من أجل رفض الواقع الحالي المرفوض والعمل على تحقيق الواقع المرغوب: شعب واع منظم موحد ومحترم فوق كامل ترابه الوطني... وليس فوق لحمادة الجزائرية... بعدك يا اخي العزيز... لم يعد للقهوة ذاك الطعم الحلو المثير.. ستبقى القهوة المرة الحلوة تتذكر حديثك وتبثنا شجونك... لكنها ستعلن الحداد...فلا طعم للقهوة بعد فقدان الرجل الشهم الكريم احمد الشيعة تغمده الله برحمته الواسعة. وادخله فسيح جنانه وانا لله وانا اليه راجعون. فانتم السابقون ونحن اللاحقون... كلمة نعي بسيطة في حقك يا أكرم الكرماء. واشعر الشعراء. وايقونة المثقفين المناضلين الواعين. الثابتين على العهد عهد الثورة وخط الشهداء.. الذين يعطون ولا ياخذون . يتقدمون الجماهير. لقيادتها ولا يتآمرون وراءها للعيش على حسابها.. فالكلمات والتعبير تعجز عن إعطاءك حقك يا فقيد الشرف والنضال والوفاء... رحلت عنها في عز الشباب والعطاء. فأنت اخي عبقري والعباقرة لا يعمرون طويلا... اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه. اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغفر لحيّنا وميّتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا. اللهم إنّ أحمد الشيعة في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر وعذاب النار أنت أهل الوفاء والحق. اللهم اغفر له وارحمه فإنّك أنت الغفور الرحيم. اللهم افسح في قبره ونور له فيه. اللهم أنت خلقته وأنت رزقته وأنت هديته للإسلام وأنت قبضت روحه تعلم سرها وعلانيتها جئنا شفعاء فاغفر له وارحمه برحمتك الواسعة ..أمين يارب العالمين والصلاه والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين ... أمين سبحان رب العزة عما يصفون والحمد لله رب العالمين...
هذه كلمة نعي بسيطة من رفيق لك. مهما اختلف معك كان يقدرك ويحترمك... اخوك في النضال والمعاناة ومحاربة الفساد والمفسدين: السالك محمد عياد المعروف بالمحجوب الجفاف...
ولا يمكن ان اتجاوز هذه المناسبة الليمة دون ذكر قصيدته الرائعة والتي كانت روعة من روائع الدب العربي الصحراوي، والتي نظمها خلال زيارة المطرب الموريتاني سدوم للمخيمات سنة 1991. والتي نالت اعجاب الفنان الموريتاني بشكل كبير وغناها في لحن شاذ وحنين...
سدوم في صوتك الغناء والطرب *** ومُدَعو العزف إذ حللت قد هربوا.
يا نغمة من شفاه الدهر شاردةً *** شوقي بصوتك ما شدوتَ يلتهب
سدوم مرحى إذا يممت ساقيةً *** فقد انرت الديار مثلما يجب
الساقية وواديها تمجدكم *** وما الغرابة في هذا وما العجب
سدوم مرحى بارض الواد صادقةً *** مرحى صغرت إزاء حجمها الخطب
انت أمير المغنين برمتهم *** لم يعثروا قبلكم على الذي انتدبو
كنحلة في رياض الزهر طائفةٍ *** يمناك فوق الكتار راقها اللعب
ولست اعرف هل تكفي قصائدنا *** فالشعر يموت إن لم يجدِهِ الطربُ
أخال من عزفك الكتار قد نطقت *** يا عجبا إنها الأوتار تنتحبُ...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة