الأخبار -
أدبيات خط الشهيد.
|
الثلاثاء 23 فبراير 2010
بسم الله الرحمان الرحيم
نداء إلى كل الوطنيين الصحراويين:
أمام الوضعية المزرية والباب المسدود الذي وصلت إليه قضيتنا الوطنية، نتيجة لعجزالأمم المتحدة، عن تطبيق مقرراتها، وعرقلة النظام المغربي وتعنته الذي وصل به إلى رفض كل حل خارج إطار سيادته على الصحراء الغربية، وعجز القيادة الحالية للبوليزاريو عن إدارة الصراع مع العدو، أو التعامل مع الأمم المتحدة، مما أدى بها إلى تقديم التنازلات تلو التنازلات، إلى ان لم يبقى لديها ما تتنازل عنه ما عدا وريقات التوت التي تستر عورتها، وكان آخرها التسامح أمام قرار الأمم المتحدة، بمهلة جديدة تتجاوز ستة أشهر، والذي ينطوي على العديد من الخلفيات الخطيرة، زيادة على أستقالة جيمس بيكر. ليدقوا إسفينهم الأخير في نعش البوليساريو، ويتركونا نواصل موتنا البطيئة،
في ظل هذه الوضعية المؤلمة والتي لا تبشر إلا بالأفق المظلم … إن ضعف القيادة الحالية للبوليزاريو، وعجزها عن إدارة الصراع مع العدو، أو إتخاذ أي قرار يستجيب لطموحات وآمال وتطلعات شعبنا في تقرير المصير والإستقلال بل ان انحراف هذه القيادة وتحولها مع الزمن من مناضلي قضية الى سماسرة من سماسرة السياسة، تنظر الى القضية من منظار الربح والخسارة حولها الى عبء ثقيل على كاهل هذا الشعب. وعجز وضعف هذه القيادة يتمثل في الكثير من العوامل البارزة أهمها: ·اعتماد الخطاب الاستسلامي الدفاعي السلبي بدل الخطاب السياسي الهجومي الايجابي . ·الضعف امام الامم المتحدة وامام العدو مما دفع هذا الاخير الى المزيد من العرقلة والتعنت. ·فقدان المبادرة الهجومية ووضعية الدفاع السلبي مما جعلنا نلهث وراء الاحداث، بعدما كنا صانعيها بدماء شهدائنا وتضحياتنا . ·عدم اتخاذها أي قرار هجومي في مستوى آمال وتطلعات هذا الشعب العظيم، بحيث انها لم تتخذ اي قرار ايجابي منذ وقف اطلاق النار حتى اليوم، ما عدا قرارا واحدا تحول بعد ذلك الى مهزلة وفضيحة، وهو قرار الرجوع الى الحرب اذا مرّ الرالي من التراب الوطني. ·عدم وجود سياسة ممنهجة لاستيعاب الاطارات المثقفة والخريجين الجامعيين وتوظيفهم لصالح القضية، مما خلف نزيفا بشريا رهيبا، من الإطارات، نحو العدو والخارج، في الوقت الذي نجد فيه معظم المسؤوليات في يد مجموعة من الأميين ليس لهم من رصيد ما عدا انتمائهم القبلي وولائهم للرئيس. ·تهميش الكوادر والاطر المثقفة والخريجين الجامعيين والمقاتلين الابطال الذين صنعوا مجد هذا الشعب في ميادين الكفاح. ·عملية ممنهجة للقضاء على القوة العسكرية الصحراوية باعتبارها العنصر الفعال في حسم الصراع. ·ترك ضحايا الحرب يعانون مصيرهم المجهول في ظروف جد مأسوية. ·التفريط في عائلات الشهداء، ونسيان ابنائهم الذين ينظرون إلى الممتلكات العامة التي يعتبرونها ثمرة دماء آبائهم، يتمتع بها اخرون لايستحقونها. ·كل ما يهم القيادة الحالية هو تنظيم مسرحية المؤتمر كل اربع سنوات لتبقى متمسكة بالسلطة من اجل ما توفره لهم من مصالح وامتيازات وصلت درجة التهريب والسرقة والمتاجرة بمكاسب الشعب وبناء المصالح في الخارج (المنازل في موريتانيا والجزائر واسبانيا والحسابات البنكية السرية). ·تحويل شعبنا من شعب مجاهد ومكافح الى شعب من التجار (التبتابة) والمهربين والمتجارة حتى مع العدو من خلال الربط، أمام صمت القيادة وربما تورطها. ·انهاك الاقتصاد الجزائري الذي استضافنا وفتح لنا ذراعيه في وقت وقف فيه العالم كله ضدنا، فكان جزاء القيادة له كجزاء سنمار. ·إخفاء، عن الشعب، الأخبار والمعلومات المتعلقة بمصيره: ( زيارة ممثل الحكومة الأمريكية، شهر يونيو 2000، والزيارة الأخيرة للوفد الرسمي الإسباني، يونيو 2004.. ) كل هذا، مع وضعية اللاحرب واللاسلم، خلقت لدى شعبنا حالة معنوية منهارة وآفاقا مظلمة ( خصوصا بعد القرار الاخير لتمديد تواجد المينورسو مدة ستة اشهر، وإستقالة جيمس بيكر، الذي طالما ما علقت عليه هذه القيادة الكثير من الأحلام. ) ووضعية لامبالاة سياسية وقنوط وظلام في الافق مما خلق تسامحا مع المبادىء والمقدسات وخلق بدلا منها البحث عن بديل لهذه الاكذوبة كما اصبح الكثيرون يسمون القضية الوطنية: - التهافت على اوراق الجنسية بالجزائر وموريتانيا واسبانيا، لمن لم تسمح لهم ضمائرهم بخيانة دماء شهدائنا، والتوجه للعدو. - التهريب والتجارة في المحرمات، حتى مع العدو عبر خطوط الدفاع الرملية، وعقلية الإرتزاق. وأستغلت القيادة هذه الوضعية المؤلمة لتترك الحبل على القارب، وتستخدم سياسة الإلهاء والترغيب والتدجين، عبر توزيع المناصب ، ووضع لهايات في فم الإطارات لتمتص عبرها ما يتساقط من فتاة موائد الرئاسة، ولتبقى أفواهها مكممة، وهذا ما أكدته بشكل واضح مهزلة المؤتمر الحادي عشر، التي لم يتدخل فيها، خلال الجلسات العامة أي إطار من مدير بسيط أو ممثل أو سفير أو وزير إلى عضو أمانة وطنية. لقد أثبتت لنا الأيام، وبعد أحداث الصراع على السلطة ( 1988 ) أن هذه القيادة عاجزة، وفاشلة في التسيير، وفي بعد النظر، وأن كل ما يهمها هو البقاء في السلطة مهما كان الثمن. وكل من قل نصيبه من الغنيمة من أعضاء القيادة، يتاجر بنا عند العدو ويبيعنا في المزاد العلني. فكيف تريدون من جسم لم يتجدد الدم في دماغه منذ أكثر من ربع قرن، أن لا يصاب بالشلل. إن تدمير المؤسسات الوطنية، المتعمد، وتحويلها إلى هياكل شكلية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، التي عملت القيادة، عن عمد ومع سبق الإصرار، على تدميرها وتخريبها، بعد أن كانت رأس الحربة في مواجهة العدو، عملية الهدف منها أن نصبح مجرد لاجئين تتاجر بنا هذه القيادة العاجزة والمنحرفة: لم نعد قضية وطنية، لم نعد دولة معترف بها من طرف الوحدة الإفريقية، لم نعد شعبا سبب وجوده في لحمادة هو الكفاح من أجل العودة وحقه في تقرير المصير والإستقلال، وليس بناء دولة في لحمادة، والبحث لها عن هيكلة مناسبة. وهذه الأوضاع المؤلمة يقابلها في الجانب الآخر من الجدار: إحتلال، إحتقار، قمع وإرهاب، أختطافات وسجون وإنتهاكات لحقوق الأنسان والمواطن الصحراوي في المناطق المحتلة. وعملية إبتلاع ممنهجة من طرف النظام المغربي المحتل. فالشعب بين عدوين: عدو واضح ظاهر هو الغزو المغربي، وعدو داخلي متخف هو أعضاء هذه القيادة العاجزة والمنحرفة.. إذن فالواجب والضروري يحتم علينا إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان… لهذا قررت مجموعة من الوطنيين الصحراويين، وإطارات الجبهة الشعبية، وخوفا على مصير هذا الشعب المكافح ، وحرصا منا على الحفاظ على مكاسبه، تأسيس تنظيم وطني سياسي لكل الصحراويين الوطنيين الذين لا يساومون على الإستقلال وبناء الدولة الصحراوية : الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. نعلنه كبديل لإنحراف القيادة، وتخليها عن المباديء الأساسية للجبهة، والخط الصحيح الذي رسمه شهداؤنا وعلى رأسهم مفجرها وشهيدها: الولي مصطفى السيد. ونتبنى الديمقراطية والحوار والتناوب على السلطة كمنهج حضاري للتسيير..
_ إننا ومن خلال هذا التنظيم، سنطالب بإستقالة جماعية للقيادة الحالية، وتشكيل لجنة وطنية محايدة، لتنظيم ندوة وطنية، يفتح خلالها حوار وطني حول آفاق المستقبل بالنسبة لشعبنا، والإجابة عن السؤال الملح: إلى أين نحن ذاهبون، أمام الوضعية الحالية ذات الأفق المظلم والمسدود؟. وتنظيم إنتخابات وطنية حرة نزيهة وشفافة وبكل ديمقراطية، لتعيين قيادة جديدة لهذا الشعب، من الشباب المثقف وأبناء الشهداء والإطارات التي لم تتلطخ آياديهم بالسرقة والفساد وإستغلال الموارد العامة في مصالح ذاتية، ولم يقوموا بأي عمل مناف لحقوق الإنسان، مع إستبعاد كل من أعطى أوامر بإختطاف المناضلين وسجنهم....
ومن بين أولويات تنظيمنا:
_ فتح المجال أمام الإطارات الشابة، القادرة والنزيهة، لتولي المناصب القيادية.
_ إعطاء عناية أولية وملموسة للجرحى وضحايا الحرب، تغنيهم عن مد اليد للآخرين، والوقوف عند مراكز المراقبة
( الكونطرولات).
_ عناية مادية ومعنوية لعائلات الشهداء وأبنائهم، لتكون وضعيتهم المادية أفضل وأحسن من غيرهم، ولتصبح بذلك هذه العائلات مفخرة ورمزا للكرامة والحرية.. وكل عائلة ليس لها شهيد تتمنى لو كان لديها شهيد أو أكثر وليس العكس كما هو واقع اليوم.
_ حرية التعبير وإحترام االرأي المعارض.
_ إحترام حقوق الإنسان، وتقديم تعويضات مادية ومعنوية لكل ضحايا الرشيد.
_ يقدم للمحاكمة كل من أعطى آوامر بإختطاف المناضلين أو أشرف على تعذيبهم..
_ العمل بمقولة الشهيد الولي: رفض الواقع الحالي: شعب لاجيء مشرد خارج وطنه، والعمل على تحقيق الواقع المطلوب: شعب واع منظم محترم فوق كامل ترابه الوطني.
_ إعطاء مهلة للأمم المتحدة، لا تتجاوز ثلاثة أشهر، لتطبيق مقرراتها، أو الإ نسحاب من المنطقة.
إننا متأكدون من أن الطريق مليء بالمصاعب والأشواك، أشواك الغزاة المغاربة والقيادة العاجزة، ولكن تلكم هي طريق الرجال الذين يصنعون التاريخ، مثلما صنعناه مع الشهيد الولي، منذ إنطلاقة الثورة.أما الرذلاء والمتملقون والإنتهازيون فهم أصحاب الطرق السهلة.( ما يسمن فالعام لمحال يكون أذياب ). وليكن شعارنا في مسيرتنا التصحيحية ضد هذه القيادة العاجزة:
بطل واحد هو الشعب، وزعيم واحد هو الشهيد.
إننا ومن خلال هذا النداء ندعو كل الوطنيين الصحراويين الغيورين على قضية شعبنا العادلة للمساهمة معنا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة