الأخبار -
الرأي والرأي الآخر.
|
في مناخ سياسي مشحون مرت به تونس بعد مقتل زعيمين يساريين وعودة ما أسماه اغلب التونسيين الغاضبون حينها بموجة الإغتيالات السياسية لنشر الخوف في الخصوم. يومها كانت حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي تملك زمام امر البلاد في اول انتخابات تعددية بعد فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن اعلي.
في اتون تلك الحملات المستعرة والنزاعات المتواصلة بين من يحكم ومن يعارض في تونس امسكت منظمات المجتمع المدني زمام المبادرة للصلح بين المتخاصمين لأجل مصلحة البلاد العامة. مبادرة جنبت البلاد النكبات واظهرت نضوج المجتمع المدني التونسي بين كل نظرائه في اوطاننا العربية، واستحق اصحابها اكبر جائزة عالمية هي جائزة نوبل للسلام، فهل ستلهم درس تونس روافد التنظيم السياسي في جبهة البوليساريو؟ او كما يسمونهم في المخيمات بيادق القيادة.؟ ، التي تمارس وصايتها على الشباب والعمال والنساء وتستأثر بالغنيمة لأجل نفسها بل واصبح البعض منها وكالات لإنتاج العهد الدائمة وفق قانون انتخابي تم تفصيله على مقاس امنائها الخالدين. ورغم ان تونس منذ الثورة صارت قبلة لبعض مسؤولي تلك المنظمات الجماهيرية رفقة الاوصياء على حقوق الانسان، إلا ان وهج الثورة التونسية يبدو ان وميضه لم يصل عيون زائري تلك البلاد الخضراء.
روافد القيادة او بيادقها، مما يسمى بالتنظيمات الجماهيرية، ورغم سنوات عمرها الطويلة وحملها المشعل كما تسوق لذلك، ومع انها تقدم نفسها خارج حدود التجاذبات بين السياسيين، إلا انها لم تعمل يوما على ربط الهوة بين المتخاصمين ولعب دور رسول السلام للحد من الصراعات بين قادة الثورة المتنازعين حول الثروة على ارض الغير. ليس هذا فحسب بل ان تلك البيادق لم ترى يوما وهل تدافع عن منتسبيها امام جور السلطة وظلم القيادة... فهل ثمة عامل انصفه اتحاد العمال؟ ومن حطم احلام الشباب على وقع المشاريع الوهمية؟ وهل المرأة الصحراوية لازالت قوام الصمود في نظر اتحادها؟.
وفي عهد الثورة المبتورة والشعب الفقير اضحت الاتحادات الجماهيرية روافد ثروة لا منابع ثورة يعيش منتسبي بعضها خارج المخيمات إلا في ما ندر، يتجولون بإسم القضية والنفع للجيب في انتظار مؤتمر جديد وعهدة متجددة... ان نضج المجتمع المدني التونسي درس بليغ لكل ناشط يفضل الثورة على الخمول حيث الفكرة تلد الهمة وليس الثروة التي تلد التخمة وتوفر وضعا اجتماعيا للمباهاة والحضور الخافت في كل التظاهرات الوطنية. ولكن هل من مستفيد؟؟؟
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة