40 سنة ونحن على العهد باقون يالولي.
بســــم الله الرحمن الرحيم.
﴿ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا﴾ صدق الله العظيم.
في مثل هذا اليوم من عام 1976 ، فقد الشعب الصحراوي المكافح رجلا من اعظم رجالاته و قائدا من اشهم قادة كفاحه.
في يوم 9 من يونيوفقد الشعب الصحراوي ابنا بارا و عزيزا، و فريدا من نوعه فعلا و ممارسة، الا و هو الشهيد الولي مصطفى السيد، زارع نواة الحركة الجنينية، مفجر ثورة ال 20 ماي المجيدة، وقائدها المغوار، صانع الوحدة الوطنية في 12 اكتوبر 1975.
وباني الجيش العصري، وصانع التحالفات، ومؤسس الدولة الصحراوية، كل هذا في اقل من ثلاث سنوات...
لقد مثل الشهيد الولي الرمز و القدوة المثلى في الوفاء للمبدا و الاخلاص للشعب، و في اقتران الشعار بالممارسة، و المزج الذكي الواعي بين صرامة و حزم القائد و بين انسانية الزعيم ذي الشعور بضخامة الامانة والمسؤولية، فشارك المقاتل مواجهة الغزو و قاسم المراة و الشيخ معاناة التشريد و شارك الاطفال التشوق الى استرجاع البسمة المسلوبة.
ان الشهيد الولي، الذي نخلد اليوم الذكرى الاربعين لرحيله عنا ممتطيا صهوة الخلود، قد ظل و سيبقى حاضرا كل نبض صحراوي يتوق الى استعادة الكرامة ويشتاق الى الحرية.
لقد كرس الشهيد الولي حياته لخدمة الشعب الصحراوي، فدشن شبابه بتفجير الثورة، وقدم روحه و هو يدشن هجمة واسعة، غيرت من موازين القوة، فقضى ليخرج الثورة من متاريس الدفاع الى مواقع الهجوم و المبادرة. حقق في 35 شهر، هو عمره بالثورة، ما لم تحققه القيادة التي جاءت بعده في اكثر من 35سنة...
ان الشهيد الولي ليس مجرد عنوان واسم لمناسبة او حدث او مؤسسة، بل انه التجسيد الملموس لاقتران القول بالفعل، و المثال المتقد للتضحية بكل شيء من اجل اغلى شيء، و القدوة المثلى في التصميم الراسخ المعزز بصلابة الاصرار و ثبات العزم، و في الابداع في الأسلوب و التجديد في النمط، مع المثالية والنزاهة .
لقد شكل الرجل ظاهرة فريدة في تاريخ الشعب الصحراوي، وطاقة فكرية خلاقة استطاع من خلالها مع صواب التحليل ان يثبت ركائز الثورة و يضعها على سكة النصر الذي رسم بدمه الطريق صوبه، غير عابئ بضآلة الامكانيات متحديا ندرة الوسيلة.
ان تخليد ذكرى رحيل الشهيد الولي، بعد 40 سنة هي مناسبة سانحة لمراجعة الثورة ذاتها، و لتقييم وفي للمسيرة و تشخيص انقاص تفاقمت، ولمعالجتها من خلال النقد و النقد الذاتي البناء الذي كان الشهيد معلما في تلقينه و تطبيقه في ممارساته اليومية، وفتح المجال في خلافة الفقيد محمد عبد العزيز، أمام شباب الثورة الثائر ضد فساد القيادة...
ان المسافة التي تفصلنا اليوم عن بيوتنا بأرض الوطن، هي اطول منها يوم فارقنا الولي، و سنابلنا الخضر يهددها اليبس، و البقرات العجاف تلتهم ما تبقى من سمان، والمسؤول الاول عن هذا الوضع هي القيادة الحالية للجبهه، و الشهيد الولى سبق ان حدد هذه المسؤولية في مثل هذه الحالة.
ان البوليساريو خط الشهيد و هي تنحني اجلالا و عظمة امام روح الشهيد الولي، و كل شهداء الحرية و الكرامة، لا يفوتها ان تهنئ كافة ابناء شعبنا البطل ، و تشد على ايدي جماهير الانتفاصة المباركة في المناطق المحتلة...
و لا يسعنا بالمناسبة الا ان نعيد توجيه ندائنا الى قيادة الجبهة، لتبادر خلال هذا المؤتمر الإستثنائي الذي فرضته حالة الشغور في الأمانة العامة للجبهة، بفتح حوار وطني واسع من اجل تدارك الوضع و العمل على صيانة ما تبقى من مكاسب احرزها الشعب بفضل دماء شهدائه الذين نستحضرهم اليوم. لان الحوار الوطني الواسع و الصريح هو ضرورة تزداد الحاحا يوما بعد يوم، و ذلك قبل فوات الاوان.
و في الوقت ذاته نؤكد تشبثنا بالمؤتمر الإستثنائي الديمقراطي الحر والشفاف الذي تشارك فيه كل الفعاليات الصحراوية من دون إقصاء.
وفي الختام، هنيئا لكل ابناء شعبنا بهذه المناسبة، و سيبقى الشهيد الولي حاضرا في ذاكرة الشعب الصحراوي... ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر. . ومن تريد له القدرة الخلود تسخره لخدمة الجماهير...
بطل واحد هو الشعب زعيم واحد هو الشهيد
تاسع يونيو 2016
اللجنة التنفيذية، للجبهة الشعبية خط الشهيد.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة