السيد الرئيس: إن الأوضاع المتردية التي آلت إليها قضيتنا الوطنية, و تماطل المجموعة الدولية في إنهاء معاناة شعبنا و إيجاد حل عادل و نزيه يستجيب لتطلعاته و يضمن حقوقه المشروعة في الحرية و الاستقلال. إن سياسة التعنت التي اتبعها النظام المغربي الغازي دون أي ردع من طرف الأمم المتحدة, واستغلاله وقف إطلاق النار للتمادي في هذا النهج, مغرى بالتنازلات التي لا مبرر لها من الطرف الصحراوي, دون أيما جني أو نتيجة, كل هذا إنما زاد من فترة الانتظار, و بالتالي مضاعفة المعاناة التي يعيشها شعبنا منذ أزيد من ثلاث عقود من الزمن. إن كل هذا إضافة إلى جملة من العوامل الداخلية التي ليست عليكم بخفية, دفعنا إلى إطلاق صرخة من أجل تلافي الاندثار, و الحفاظ على المكاسب
و الإنجازات, أو ما تبقى منها زادا لاستكمال الدرب و الوصول إلى الهدف المنشود. و من أجل أن ينتبه الوطنيون الغيورون على كرامة الأرض والإنسان إلى المحدق بطموحات الأجيال, و أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية في الحفاظ على الإرث و تبليغ الأمانة. و وعيا منا بأن الأخطاء من طبائع الرجال, و لكن تصحيحها من شيم الحكماء, و بأن الصحراويين أينما كانوا لا يقبلون من مكاسبهم مساسا و لاعن استقلالهم بديلا, بادرنا بالتحضير لتأسيس تنظيم سياسي مفتوح لكل الصحراويين, من شأنه تقديم بدائل تجاوزية لهذه الوضعية المتردية. و بناء على ما سبق, و نظرا لانعدام الضمانات الديمقراطية و الظروف الأمنية الملائمة للتعبير الحر, نطلب منكم ـ سيادة الرئيس ـ العمل على السماح لنا بعقد مجلسنا العام التأسيسي في المخيمات أو المناطق المحررة, بتوفير الحماية الأمنية و الإمكانيات المادية الضرورية. إن اختيارنا للمخيمات أو المناطق المحررة مقرا لعقد هذا المجلس, إنما يرجع لقناعاتنا بأن أي خطوة نحو التغيير تنبع من المبادئ السامية و الأهداف المقدسة لثورة 20 ماي, و قيمها المجيدة, لن تحظى بالنجاح إلا في أحضان القاعدة الشعبية التي لازالت تضحي و تعاني في سبيل ذات القيم و المبادئ. السيد الرئيس, إن مشروعنا السياسي لا تحركه و لا تمليه أي مطامح فردية أو جماعية, مادية كانت أم سلطوية, بقدر ما يحركه الحس الوطني الصادق المؤمن بضرورة و حتمية التغيير من اجل تحقيق المطلب الوطني المقدس المتمثل في استقلال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية فوق كامل التراب الوطني.
و في انتظار ردكم, تقبلوا ـ سيادة الرئيس ـ فائق تقديرنا و أسمى آيات احترامنا.
و في انتظار ردكم, تقبلوا ـ سيادة الرئيس ـ فائق تقديرنا و أسمى آيات احترامنا شعارنا: بطل واحد هو الشعب، وزعيم واحد هو الشهيد
البوليساريو خط الشهيد
17 ديسمبر 2004
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة