الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الأحد, 07 مايو 2017 23:00 |
توفي ظهر يوم الجمعة 05 مايو 2017، الرئيس الموريتاني الأسبق اعل ولد محمد فال متأثرا بأزمة قلبية مفاجئة بينما كان في فترة راحة عند إبله ببادية تيرس.
ويعد ولد محمد فال، وهو عقيد سابق بالجيش الموريتاني، من بين أشهر السياسيين والعسكريين الموريتانيين؛ فقد شارك في حرب الصحراء أواخر السبعينات، من عين بن تيلي إلى بئر ام اكرين الى ما يعتك بادرار، وشارك مع مجموعة الضباط الأحرار في الإنقلاب ضد الرئيس المخطار ولد داداه تحت إمرة مسؤول ادرار الجنرال مولاي ولد بوخريص، حيث تحمل مسؤولية قطع الإتصالات بين اكجوجت وانواقشوط وقطع الطريق على اي محاولة من القوات المغربية المتواجدة باكجوجت للتدخل ضد الإنقلاب، حيث كانت قواته ترابط بمنطقة تماكوط... كما كان رحمة الله عليه، الرئيسَ الموريتاني الوحيدَ منذ استقلال البلاد الذي تنحى عن السلطة دون انقلاب عسكري. له حس ديمقراطي سام، ونبل وشخصية وطنية غيورة على موريتانيا وسمعتها الدولية...
وقاد الفقيد اعل ولد محمد فال المولود عام 1952، انقلابا عسكريا على الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع في الثالث من أغسطس 2005، وتولى رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى 19 إبريل 2007 حيث تنحى عن السلطة بعد الانتخابات التي فاز بها الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
وعاد ولد محمد فال إلى المشهد السياسي بعد الانقلاب على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في السادس من أغسطس 2008، حيث ترشح للرئاسة في 2009، كما انضم إلى القوى المعارضة لنظام قريبه ورفيقه محمد ولد عبد العزيز... كان من القادة الموريتانيين القلائل الذين استقبلوا المعارضة ضد قيادة البوليساريو، المعروفة بخط الشهي، وعيا منه باهمية الوضعية في الصحراء الغربية وتاثيرها على الوضع في موريتانيا، وفي لقاء له مع زعيم البوليساريو خط الشهيد الرفيق المحجوب السالك، اكد له ان حل مشكل الصحراء الغربية ليس ممكنا في القريب العاجل ، لأنكم ذهبتم ضحية الصراع ما بين المغرب والجزائر، وهذا الصراع ليس صراع مصالح والا تم حل المشكل عبر التفاهم بين المغرب والجزائر ولكن الصراع بين المغرب والجزائر صراع إستراتيجي دائم، ولن ينتهي إلا بهزيمة احد الطرفين وذلك من المستحيل، وبالتالي قضيتكم ستتحول إلى عملة مقايضة في إطار الصراع ما بين المغرب والجزائر من اجل الهيمنة على المغرب العربي، ونحن في موريتانيا عانينا ونعاني نفس الشيء في إطار علاقاتنا التاريخية مع كل من المغرب وموريتانيا...
كان للرئيس رحمة الله عليه نظرة خاصة حول ما يتعلق بالنزاع الإثني الذي عانت منه موريتانيا، حسب حقوق الزنوج، قائلا بان مشكلة الزنوج بموريتانيا هي قنبلة موقوتة وضعتها فرنسا كوسيلة ضغط على حكام انواقشوط، حيث ان الحاكم الفرنسي فايدهرب اكد انه إلى نهاية القرن التاسع عشر، لم يكن اي زنجي يستطيع ان يتجاوز شمال نهر السنغال خوفا من البيظان، في وقت كانت تسود فيه الفوضى والعبودية في ارض البيظان مع تنظيم الإمارات، وان دخول الزنوج لموريتانيا جاء مع الإستعمار كجنود فرنسيين لإخضاع الإمارات الموريتانية، لتعطيهم السلطات الإستعمارية الجنسية الموريتانية لكي تجعل من موريتانيا دولة إسلامية بدل العربية، بعد تاسيس الدولة الموريتانية الحديثة... الرجل كان مثقفا باللغة الفرنسية، ملما بتاريخ بلاده والمغرب العربي الكبير، الرئيس الفقيد رحمة الله عليه كان حكيما لبقا ذكيا كريما، كل من يعرفه يحبه لم يكن من اولئك العسكريين الخشنين الغلاظ، بل كان الرجل الشريف الكريم المتواضع الذي يخاف ربه ويبتعد عن ما يغضب الرب من معاص، ولقد فقد العالم بفقدانه رمزا من رموز الديمقراطية التي قلما يجود الدهر بمثلها، خصوصا في العالم الثالث حيث حب السلطة ووالتمسك بكراسيها يقضي على كل الأخلاق النبيلة والفضيلة... اسكنه الله فسيح جنانه والهم اهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة