الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الثلاثاء, 26 أغسطس 2014 17:29 |
التنظيم السياسي والتنظيم القبلي شيئان متناقضان، كلما تقوى أحدهم ضعف الثاني، والعكس صحيح، هذه من المسلمات التي يعرفها كل من لديه قليل من الأبجديات السياسية بالعالم الثالث خصوصا وسط شعب مثل الشعب الصحراوي، لم يعرف التنظيم السياسي في حياته قبل بداية السبعينيات، يل القبلية والتنظيم القبلي المبني على العصبية، المؤسسة على مقولة: انصر أخاك ظالما او مظلوما: وانا اخي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على البعيد... ووعيا من الزعيم الولي رحمة الله عليه بخطورة القبلية، وبأنها قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار بين اية لحظة وأخرى، إعتمد شعاره التاريخي الذي عقد تحته لقاء الكوادر ابريل 1976م: لا وجود لغير الشعب ولا تنظيم الا التنظيم السياسي، ولم تساعده الظروف ليعمر قليلا حتى يحقق ذلك الشعار حيث عاجلته الوفاة في عملية انواقشوط التاريخية التي قادها، شهرين بعد ذلك اللقاء التاريخي... لهذا ما ان تمكن الرئيس الجديد، حتى أحاط نفسه بحاشية من القبليين والانتهازيين، ليصبح عمله بشعار مناقض تماما لشعار الشهيد: لا وجود لغير القبلية ولا تنظيم الا التنظيم القبلي، لهذا كانت كل اعماله وتصرفاته وحكمه على الأفراد تتم عبر إنتماءاتهم القبلية، وشهدنا المحاصصة القبلية في المناصب والتعيينات، ووصلت المهزلة قمتها عبر المؤتمر الثامن وتعيين ما سيعرف بالأمانة الوطنية، 73 فردا يمثلون قبائل الصحراء عبر معيار ضعفهم وولائهم للرئيس... ولما برز الصراع على السلطة خلال احداث اكتوبر 1998، وقامت كل جماعة من القيادة بإستخدام القبيلة في الصراع ظهر الرئيس على حقيقته واصبح شعاره معمولا به وفي العلن، فبدأ التنظيم السياسي يضمحل ويترك المكان للقبلية كتنظيم يتم من خلالها التعامل مع الأحداث، فظهر شباب اسواعد الذين حطموا عنجهية وتسلط القيادة وازاحوا عن كاهل الشعب ما كان يعرف بالرخصة للسماح لأفراد العائلة الواحدة التي لا تعيش بمخيم واحد الزيارة والسلام بعضهم على بعض، ثم اصبحت التجمعات القببلية تحل مشاكل الافراد والعائلة في القبيلة: الزواج والعقيقة، ثم ظهرت الصراعات القبلية في العلن: اولاد موسى ولبيهات، واولاد الشيخ واولاد تيدرارين، ولعيايشة والتنظيم، الذي نتج عنه إحراق سيارات الشرطة، والجنحة والتنظيم والذي نتج عنه حرق ولاية العيون وتكسير سيارة الوالي، ودخول قبيلة ازركييين للدفاع عن قريبهم الوالي، واخيرا الصراع بين اسواعد ولموذنين والذين كانوا عظم بلا مفصل، ولكن القيادة يهمها تناحر القبائل لكي تكون هي الحكم تماما مثل ما كان يفعل الإستعمار، عبر شعاره فرق تسد، ويتجلى هذا التعامل في الحصصحة القبلية في كل شيء حتى في الافراد الذين يتم تسمية المؤسسات والمؤتمرات عليهم، حيث اخيرا تذكر شيخ القبلية واقدم رئيس في العالم، اول شهيد جامعي في تاريخ كفاح الشعب الصحراوي ليسمي عليه مؤتمر الطلبة الأخير وهو الشهيد: محمد سالم ولد سيد ابراهيم ولد سيدي يعقوب، بنزع كلمة سيدي التي يستحقها حفظة القرآن الكريم من الشرفاء من إسمه وهكذا حولنا هذه الرئيس القبلي وحاشيته من القيادة الفاسدة من ثورة وحركة تحرير وطنية، إلى مجموعة قبائل متناحرة تتقاسم بينها ما يتساقط من فتاة من موائد هذه القيادة المجلوبة من الدعم والمساعدة لمجموعة من اللاجئين، تعاني في لحمادا تحت ظروف قاتلة من أجل عزتها وكرامتها التي رماها هذا الرئيس في الوحل... ولكن حذاري، فالتاريخ علمنا ان الشعوب تمهل ولا تهمل...
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة