الأخبار -
الرأي والرأي الآخر.
|
شتان بين ألأمس واليوم ، بين زمن كان فيه المقاتل الصحراوي يحتل الموقع الريادي في الثورة، كان مفخرة ، حين قدومه من جبهة القتال، يفرح ألأطفال وتزغرد النساء وتطمئن له النفوس ويُقدم ألأبهى وألأجمل في الولائم . حينها كانت القيم ألأخلاقية الصحراويه ومبادئ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هي المدافع الحقيقي عن مكاسب ألأمة، مبادئ تٌكمد أفواه الفضوليين وتقيد المنافقين وتهمش القبليين. لم تكن هناك حاجة لا للشرطة ولا للدرك ولاوصية من أي كان. لاعلى الدين ولاعلى المصلحة العامة .
شتان بينه و بين زمن يتسول فيه المقاتل الجريح بحثاً عن الرزق الحلال حتى خارج الفضاءات المألوفة. كان هناك أنذاك حياء . حياء من إرتكاب الجريمة، حياء من التورط في القبلية أو العنصرية أو البحث عن الرزق. كما كان هناك حياء من سرقة أموال الشعب . حياء حتى من التظاهربالملكية الخاصة ألمحترمة طبقاَ للدستور في الواقع المعيش. واقع كانت الحرب تشد أوزارها وتلزم الجميع كل من موقع عمله ممارسة العمل الثوري . كان قائداً أو قاعدياً دون إنحراف.لايميز بينهما سوى مستوى الكفاءة . مرحلة طابعها التميز بالفعل الثوري في جبهات القتال و في القواعد الشعبية . تتقدم على وتيرة واحدة عنوانها التفوق في صنع ألأمجاد . حينها كانت الثورة الصحراوية بمكاسبها العملاقة محل إعجاب وثناء رغم ألأخطاء، وقصر التجربة والعفوية في المسالك التنظيمية، فاقت في جرأتها الثورة الفلسطينية والثورة الكوبية وغيرها ربطت بين مرحلتين في آن واحد بين التحرير والبناء . تحدث عنها عمالقة الثوار من الجنرال جياب الى فيديل كأسترو وغيرهما. شتان بين ألأمس واليوم . أقولها وليس من باب الحنين أو الحسرة على ماض شكل ألحيزألأوفرمن نضال الجيل ألأول فالتاريخ لن يعيد نفسه بنفس ألأحداث، وأنه لكل مقام مقال وقد نختلف في وصف ألأشياء وهذا ليس بالمعيب، لكن مهما بلغنا من إختلاف فإن الجيد بالنسبة لنا جميعاَ لن يكون رديئاً، وأن السمين لن يكون غثاً، وأن الرث لن يكون جديداً. أهالينا في اللجوء و في المناطق المحتلة وفي الجنوب المغربي لازالوا على عطائهم لايمر يوماَ إلا ويُقدمون التضحيات تلوى ألأخرى، يتحدون عدواَ يُعاملهم بوحشية ، أصواتهم بلغت القاصي و الداني تستغيث بأنصار العدل والسلام كي يُلزموا هذا النظام الغاشم، المتغطرس بإحترام حقوق ألإنسان والحريات الفردية والحق في التعبير الحر. وهناك أصوات أخرى تتقوى يومياَ، ولربما عانت وقدمت أكثر من غيرها تطالب بإصلاح البيت من الداخل ، تحث على وضع ألاليات المناسبة لمواكبة تطلعات شعبنا في المناطق المحتلة من هيآت الحقوقية وصحفية ، أصوات تُجمع على أن الداء في ألأداة المسيرة التي أصبحت عائقاً أمام تقدم شعبنا . ألأحداث تتسارع بتسارع شبكات الإتصال و بصنع القرارات وفي كل حراك تضيع فرصة ندفع فاتورتها جميعاً ما لم نتمكن من تجديد واستحداث آليات العمل الثوري . التستر بحماية الوحدة الوطنية وعدم المس بالمصير وخدمة العدو، مبررات وحجج ضعيفة منتهية الصلاحية . و بالمناسبة ، وُظفت في مراحل سالفة وسيق بموجبها مناضلمون مخلصون أوفياء الى السجون ومنهم من أستشهد هناك ، حقبات مظلمة من تاريخ ثورتنا ينبغي أن تُقيم عندما يحين الوقت تصالحاً مع الذاكرة التاريخية ووفاءً لمبادئ ثورة 20 دون مُزايدة ولامركب نقص بعيداً عن التكسب السياسي على حساب المصلحة الوطنية أو خدمة للعدو. ينبغي أن لا نعطي الظهر للأصوات والصرخات التي تنادي بالتصحيح ألثوري، فهو شجاعة ولانتمادى في ألإستمرار على النهج القديم الذي يُؤخر مسيرة شعبنا ولايستجيب للتحدي السافر الذي يصنعه إخواننا في المناطق المحتلة وفي الجنوب المغربي . بل ألأخطر من ذلك هو أن نضع علامات إستفهام على تلك ألأصوات المنادية بالتغيير وألإصلاح ونحرمها من ممارسة واجبها الوطني في فضاءت وطنية وإقليمية ونحرض على اسكاتها. إعطاء الظهر للإنتقادات الثورية سلوك رجعي لن يدوم طويلاً ولن يصمدَ أمام أصوات كثيرة ، تتزايد يوما بعد يوم . مصدرها موثوق به ولا أحد يملك جرأة المزايدة عليه لا في التضحية ولا في العطاءات الفكرية و الثقافية. لأنه لازال على عطائه و فطرته الثورية قدم و يقدم دمه قرباناً لقضية آمن بها وظل على إيمانه في أمسِ أشد وقعٍ من اليوم .
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة