أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم.: ” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ. “.
وقال جل جلاله: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي” صدق الله العظيم.
ببالغ الأسى والحزن والألم تلقينا اليوم في الجبهة الشعبية خط الشهيد ومعنا الشعب الصحراوي نبا فقدان المرحوم باذن الله، اعلاتي ولد حمدي ولد ميارة، الذي وافته المنية يومه الأربعاء 15 مارس 2017 على الساعة الثامنة والنصف بمنزله بالتندوف... وبهذا تفقد الثورة الصحراوية أباها الروحي تغمده الله برحمته...
فالفقيد من مواليد سنة 1928 بمنطقة تيرس ووالده من اكبر ابطال المقاومة ضد الإستعمار الإسباني، وجريح معركة توجنين الشهيرة، شارك أعلاتي في جيش التحرير ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني نهاية 1957م ، ونتيجة للظروف التي مرت بها المنطقة، بعد تصفية جيش التحرير، استقر به المطاف بمدينة تندوف الجزائرية نهاية 1958م ، كان اول الصحراويين الذين التقاهم الولي مصطفى السيد رحمة الله عليه زيارته الأولى لمدينة التندوف، وناقش معه الثورة، حيث كان اول المنضمين للحركة الجنينية من سكان التندوف، وهو الذي نصح الشهيد الولي، بقوله، انكم إذا كنتم تريدون ان تجعلوا من التندوف موقع إنطلاق لكم، عليكم ان تأتوا معكم بأحد الشباب من قبائل سكان التندوف، وإلا فلن يكون لكم مكان هنا ولن يفتح امامكم اي باب من ابواب منازل الصحراويين من سكان التندوف، والفقيد، لم يكن ينطق من فراغ، رحمه الله، فقد تلقى الكثير من المعاناة من ابناء عمه من سكان التندوف، اثناء قدومه للتندوف عندما بدأ حياته كجزار، وعلى هذا الأساس، وبناءا على نصيحته، أتى الشهيد الولي باحمتو خليلي معه، وعينه ممثلا للجبهة بالتندوف، بعد ان رفض اخاه الأكبر الإنطلاقة تحت ذريعة رغبته في إتمام دراسته الجامعية...
كان منزله رحمة الله عليه مفتوحا لكل الصحراويين ياكلون وينامون ومن الداعمين للثورة ماديا ومعنويا، كان محل ثقة من طرف الشهيد الولي وكذلك محمد عبد العزيز، قبل ان يرفض طلب هذا الأخير بإستثمار اموال المخدرات التي تحصلت عليها الجبهة من الطائرات الكولمبية التي تم إسقاطها جنوب الداخلة منتصف الثامنينيات من القرن الماضي، فقد كان الرجل تقي ورع يخاف الله ويخشاه، شارك في لقاء عين بن تيلي للوحدة الوطنية وظل يقوم بدور الأب الروحي للثورة الصحراوية عبر تصحيح الأخطاء والفضائح التي إرتكبتها القيادة سواء مع الأفراد أو القبائل الصحراوية او الموريتانية ، بعد إستشهاد الولي.. يتميز رحمه الله بالحكمة ورجاحة العقل والتبصر وبعد النظر، حيث تولى حل العديد من النزاعات الاجتماعية، التي تسببت فيها السياسة اللامسؤولة للقيادة بالربوني. ظل المرحوم مناضلا في صفوف الجبهة الشعبية حتي اقعده المرض، يحث على وحدة الصف وينبذ سياسة التفرقة والقبلية التي تنتهجها القيادة خصوصا بعد احداث 1988. وواصل ابناؤه وأحفاده المسيرة من بعده. الفقيد له 3 اشقاء شهداء معارك مع الجيش الشعبي الصحراوي، وابنه البكر ابراهيم شهيد معركة... الفقيد خلف 3 ابناء وتسع بنات...
لقد فقدنا فيه الأب الحنون الصبور، والرجل العاقل والحكيم والملم بالمجتمع الصحراوي وتركيبته القبلية وحياته الإجتماعية، الأب الروحي للثورة من دون منازع، نعزي فيه انفسنا بالجبهة الشعبية خط الشهيد ونعزي عائلته وذويه وكل الشعب الصحراوي، لأنه من الرجال القلائل الذين قلما يجود الدهر بمثلهم، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهمنا واهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة