في الوقت الذي كان ينتظر فيه الرأي العام الصحراوي ردا حاسما من قيادة جبهة البوليساريو العاجزة والفاشلة والفاسدة، على الاستفزازات المغربية الاخيرة بعد احتلالها لمنطقة الكركرات ومباشرتها لاعمال تعبيد الطريق الرابط بين الحدود الصحراوية والموريتانية، تفاجأ المواطن الصحراوي بالزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية رفقة رئيس الحكومة واعضاء القيادة الى مزرعة ولاية السمارة . هههه
كان الجميع ينتظر صورا للقيادة السياسية من الجبهات الأمامية بزي عسكري وتحمل السلاح، ولو من اجل الإستهلاك، واذا بها تقحم الرئيس الجديد في نظافة مزرعة ليست بأهم من نظافة الكركرات من الغزاة المغاربة، وهي صورة تبين حقيقة القيادة الحالية التي تكره الخروج الى الجبهات الأمامية وتعشق المكوث في الخلف بين المكيفات الهوائية. لأنه لاوجود لمكيفات بمنطقة الكركرات.
وذهب بعض المواطنين، الساخطين على الوضع المزري في المخيمات تحت تسلط هذه القيادة الفاسدة، الى اعتبار ان خرجة القيادة الاخيرة هي رسالة موجهة للقاعدة الشعبية مفادها ان مجال عمل القيادة هو مخيمات اللاجئين وكأن اللجوء هو القدر الابدي للصحراويين. فكل ما يهم القيادة هو الحفاظ على إمارتهم جنوب التندوف، التي جعلوها بديلا عن الوطن... اما عن مشاريع اعمار الاراضي المحررة والدفاع عنها فلا اثر لها الا في الشعارات التي يراد بها خداع المواطن الصحراوي البسيط الذي مل من الكذب وسياسة الضحك على الذقون وبيع الأحلام التي تمارسها عليه هذه القيادة طيلة 26 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم.
ومع تقدم الوقت وتضييع فرص عديدة كانت كفيلة بوضع حد لتجاوزات المحتل وعرقلته ومماطلاته، يتأكد ان العودة للكفاح المسلح وإعطاء الكلمة للجيش الصحراوي او على الأقل التصدي لاستفزازات الاحتلال هو الحل الأمثل والوحيد الذي يحقق ما نصبو اليه ويعزز مكانتنا بين الجيران ويحترم حقوق شعبنا ويحفظ عهد الشهداء ويخرجنا من مستنقع رسائل التنديد، وانه اذا كان لابد من حمل المكنسة تحت شعار النظافة فليبدا النظام من داخله وينظف هياكل الدولة من الفساد والمفسدين والقبليين والانتهازيين، ويفتح الطريق امام الطاقات الشابة وكنس تلك العقول المتحجرة والنفوس المريضة والمعرقلة التي أفسدت كل شيء وأصبحت تكره العودة الى الطريق الصحيح. لأنها تعيش في نعيم قرب شعب يعيش في الجحيم..
وتثير البيانات الصادرة عن مكتب الامانة الوطنية ورسائل رئيس الجمهورية الى الأمين العام الاممي الكثير من علامات التعجب والاستفهام. فهذه الرسائل والبيانات اثبتت من جديد ان الطرف الصحراوي تحول من طرف يهدد بالعودة الى الكفاح المسلح الى طرف يتوسل ويترجى الهيئة الاممية حتى تمنع العدو المغربي من خرق وقف اطلاق النار الذي وقع عليه النظام الصحراوي ودون اي استشارة شعبية عام 1991.
فهذه البيانات تضمنت عبارات اقرب ما تكون الى الاستجداء والبكاء من اجل التدخل الاممي لوضع حد لاحتلال المغرب لمنطقة الكركارات ومباشرته لأعمال تعبيد الطريق الرابطة بين الحدود الصحراوية والموريتانية فيما اكتفى الطرف الصحراوي بالرسائل والبيانات الخشبية التي لا تأثير لها على الأرض. وهي كلها مؤشرات تؤكد ان الطرف الصحراوي لم يعد في يده اي وسيلة لوضع حد للتجاوزات المغربية باستثناء استجداء الهيئة الاممية. وهي نتيجة للاخطاء الفادحة التي ارتكبها النظام الصحراوي بعد التوقيع على وقف اطلاق النار ومنها اضعاف المؤسسة العسكرية وتحويلها الى مؤسسة هامشية. او الطلب من الدرك الموريتاني الذي يتواجد فوق التراب الصحراوي، السماح لسياارت عسكرية صحراوية للمرور بين الحراسة الموريتانية والمغربية، مع التعهد بعدم المساس من حركة المرور بين الربط وموريتانيا...
المتابع لتطور الاحداث والخطاب المتكرر والممل للقيادة الصحراوية في السنوات الاخيرة يدرك مدى انحراف البوصلة القيادبة عن ترتيب بيت العسكر للاستعداد لواقع حرب يمكن ان تفرضه الظروف في اية لحظة، بل ان الواقع يقول و بمؤشرات جلية للعيان ان القيادة و رغم ما تقول في المناسبات الرسمية من إعادة إعتبار للمؤسسة العسكرية والحفاظ على جاهزيتها الى ان الواقع يقول عكس ذلك، بعد ان اصبح هدف القيادة هو الحفاظ على بنبة عسكرية بالحد الأدنى من الإمكانيات والتجهيز وذلك لتلهية الشباب والشعب عموما ، وانه لم تكن هناك نية ابدا في العودة الى الكفاح المسلح من طرف القيادة التي رأت في سنوات السلام “جنة اللجوء”، وما رسالة الرئيس الاخيرة الا تعبيرا عن عجز كلي حتى في الخطاب الموجه للعدو ولو من باب رفع معنويات اهالينا بالمدن المحتلة. فهل اصبحنا فعلا نخاف مجرد الحديث عن الحرب؟؟؟. أم ان رئيسنا مجرد محكن اروايا...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة