وأخيرا صدر القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية، ككل عام بتمديد فترة المينورصو سنة أخرى وما يعنيه ذلك من، مواصلة معاناة آهالينا تحت الخيام في ارض اللجوء القاحلة، اهم ما جاء في القرار هو تاكيد إنسحاب القيادة من الكركرات، وقد ارتبكت القيادة نظرا لهذا الموقف المعارض لما كانت تعبي عليه الشعب طيلة شهور طويلة وان الكركرات مناطق محررة وانها خط احمر... وهذا هو ما جعل وكالة انبائهم الرسمية تتردد، حتى نشر هذا الخبر عن تناول القرار بعد ان تناولته كل وسائل الإعلام الدولية، لتخرج لنا القيادة بكذبة جديدة كعادتها وهي انها لم تنسحب من الكركرات وإنما قامت بعملية إنتشار لقواتها؟؟؟؟ عملية إنتشار في منطقة لا تتعدى 5 كلمترات، وهذا في المفهوم الأكاديمي العسكري لا وجود له...
الآن يتضح جليا وبالعودة إلى أرض الواقع، أن الأمر يتعلق بانسحاب صامت من الكركرات ، لكن الخشية من غضب الشارع الصحراوي فرض على القيادة تسويق مصطلح إعادة الإنتشار لتمرير النكسة بطريقة يتقبلها الرأي العام الوطني، على عادتها في الكذب علينا طيلة اكثر من 26 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم .
فسقوط ورقة الكركرات التي غطت بها القيادة عورة هزائمها طيلة هذه الشهور الطويلة، ينضاف إلى النكسات الماضية مثل رالي باريس دكار وحديث القيادة عن مهلة ستة أشهر لمراجعة العلاقة مع المينورسو كما وعدت بذلك أثناء المؤتمر الثاني عشر للجبهة ، وكذبة عام الحسم . والتخلي عن جماهير مخيم اكديم إزيك، وسلسلة التنازلات المقدمة لدفع مسار المفاوضات بين الطرفين خلال جولات المفاوضات السابقة .وخلاصة القول ان الشعب الصحراوي سيدخل في مسلسل من المفاوضات العبثية وتحت مخدر جديد اسمه “اعادة الانتشار” لخداع القاعدة الشعبية... فهل ستقدم لنا القيادة في قادم الايام دليل ملموس ان إعادة الانتشار لاتعني الانسحاب ؟ وأن الشاحنات التي تنهب الثروات الطبيعية الصحراوية لن تمر عبر معبر الكركرات؟. وقد إمتلأت وسائل التواصل الإجتماعي بإنتقادات شديدة اللهجة ضد قيادة خذلتهم وكذبت عليهم، كما دعى الشباب بالمخيمات لوقفة سلمية امام الكتابة العامة يوم الاربعاء القادم احتجاجا على قرار مجلس الامن الدولي. وتقاعس القيادة وتخييبها لأمالهم وطموحاتهم عبر الإنسحاب من الكركرات.
بتلاعبهم بالمصطلحات للكذب على الشعب المغلوب على أمره و الطيب لغاية السذاجة...
وسط الخيبة من الأمم المتحدة علينا الحديث بواقعية والاعتراف بمحدودية خيارات القيادة الصحراوية التي يخدمها الوضع الحالي أكثر من أي وقت مضى . واقع يضمن لها بقاء امتيازاتها الشخصية ويمنح مشاريعها التنموية في تندوف وازويرات وإسبانيا وغيرها من ارض الله الواسعة، يمنحها أريحية أكثر طالما لم يمسها التأميم أو تطالها أزمة انهيار سعر الدينار الجزائري.
بعد أكثر من عقدين ونصف من نعيم السلام على القيادة هل ثمة من يصدق انها ستخلع لكرافتة والدراعة وتلبس البزة العسكرية “اترية”؟. مايعني أن ما يروج عن ردة فعل قوية ماهو الا مجرد استهلاك إعلامي لتهدئة القاعدة الشعبية المغلوبة على امرها.
ومثل كذبة سنة الحسم ستجد القيادة الصحراوية أنه ليس باستطاعتها الذهاب أكثر من التنديد لأن خيار العودة إلى الحرب ليس بيدها من الناحية الواقعية.
ومع ما وفرته الكركرات من هامش لحرية الحركة واستقلال قرارنا السيادي الا أن فشل القيادة في استثمار لحظة النصر تلك بدد كل رهان على ذلك الموقف البطولي لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، واثبت عدم نجاحنا في استغلال الظرف الحالي من اجل فرض أمر واقع جديد جنوب المصحراء الغربية المحتلة، خاصة وان طبيعة العلاقة الجيدة مع النظام الحاكم حاليا بنواقشوط قد لاتتكرر مستقبلا...
فالقيادة العاجزة منذ نهاية العام الماضي عن الاتفاق على لائحة موحدة للحركية الدبلوماسية، كيف يمكن لها تملك إرادة تغيير واقع كل شيء فيه يخدم راحة بالها وضمان استقرارها في دولة المنفى ؟ ليبقى المواطن هو الضحية لمسلسل الاكاذيب الاممية منذ عام 1991.
القيادة العاجزة والفاشلة والتي فقدنا ثقتنا فيها...ليس لديها الان ما عدا العودة للحرب او التنحي وترك الشعب يتحمل المسؤولية... فالحرب الان او ابدا... فالظروف لا تتكرر والتاريخ لا يعيد نفسه...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة