بالتعديل الوزاري الأخير لتشكيلة الحكومة الجزائرية يكون كل جيراننا بمن فيهم العدو قد اجروا تغييرات او تعديلات او حدثوا طرق تسيير دولهم قصد تحقيق الحد الادنى من مطالب شعوبهم، فيما لا تزال قيادة الدولة الصحراوية تدور حول نفسها رغم انها شاخت في الفكر وطرق التسيير، قبل الجزائر كانت موريتانيا قد أجرت تعديلا على تشكيلتها الحكومية بعد الانتخابات الرئاسية، وبعدها تونس التي جددت قيادتها من الرئيس الى الحكومة، ووصل التغيير او التعديل الوزاري الى العدو المغربي حيث اجبر رئيس الحكومة على التضحية ببعض وزراءه بسبب الفضائح التي تورطوا فيها، وهي فضائح قد تبدو عادية بالقياس الى الكوارث التي ارتكبتها القيادة الصحراوية، فاحد الوزراء المغاربة اقيل من منصبه بسبب تسديده لفاتورة شراء الشكولاتة من ميزانية الوزارة، اما في دولتنا الفتية فلم يقدم أي كان استقالته رغم الكوارث الكثيرة التي يرتكبها النظام الصحراوي.
اعلان رئيس اكبر حليف للدولة عن تعديل وزاري بعد سنة من اعادة انتخابه على كرسي متحرك . يعني ان النظام الجزائري فهم رسائل الشارع من تلمسان الى تمنراست، صرخات اهل عين صالح من مخاطر الغاز الصخري وفتنة غرداية النائمة وتسليم المشعل للشباب الجزائري بعد ان “طاب جنان جيل التحرير” كل هذا مع فضائح الطريق السيار وتذمر قطاع واسع من الشعب الجزائري عبر وسائل الإعلام المستقلة وصراعات الأحزاب العتيدة او أحزاب السلطة وصولا الى التراجع المسجل في أسعار النفط وتأثيره السلبي على موازنة الدولة وحجم الإضرابات الكثيرة في مختلف القطاعات وهذا ما فهمه بوتفليقة فكان لابد ان يحرك الراكد وسط غليان الشارع، فأعلن بعد عام من عهدته الجديدة عن تعديل حكومي ضخ من خلاله دماء جديدة في الحكومة الجزائرية بسبعة وزراء جدد بينهم شابة في الثلاثينيات من عمرها بينما لازال النظام الصحراوي يصف الأجيال الجديدة بـ “التركة” القاصرين عن عن مزاولة العمل السياسي الذي اصبح حكرا على جيل الحرب الباردة مع اسناد بعض المهام الثانوية لوجوه جديدة بغرض خداع الرأي العام.
موريتانيا هي الاخري لم تسلم من المشاكل ولعبة شد الحبل بين المعارضة والرئيس العسكري ونشطاء مكافحة الرق وحتى تحركات الطبقات المهمشة في الشارع الموريتاني وهو امر حتم على الرئيس اجراء تعديل وزاري منح بموجبه وزارة الخارجية لسيدة من الطبقات المهمشة في موريتانيا .
وقبل التغيرات التي اجريت على حكومات المنطقة كان زعماء أحزاب المعارضة في بريطانيا قد قدموا استقالتهم بسبب هزيمتهم في الانتخابات البرلمانية احتراما منهم للشعب البريطاني ولقواعدهم الحزبية، اما في دولتنا الفتية يتستر رئيسنا على كوارث السلك الدبلوماسي بإهانة المشاركين في المؤتمر الثالث عشر بعبارته التاريخية “انتوما اشكون”، وهي العبارة التي سمحت لرموز الفساد باطلاق العنان لكذبة القرن او ما اصبح يعرف في الاوساط الشعبية بكذبة “الحسم” التي تبرأ منها الجميع بعد تقرير مجلس الامن 2218 ليتضح ان الحسم لايعدو ان يكون نتيجة منطقية لعقلية “الشحم” التي تحكمنا منذ سنوات.
بعد الهزائم الإنتخابية والإخفاقات فى الأداء والممارسة للأحزاب والقوى السياسية يستقيل قادتها أو يحاسبون ويقالون ويتوارون وراء ستائر التاريخ وحجاب إخفاقهم ، ليفسحوا الطريق لقادة جدد يجددوا الدماء ويحققوا الطموحات .وهذا ما فعله فى بريطانيا قادة أحزاب العمال والديمقراطيين الأحرار بعد فشل حزبيهما فى الإنتخابات العامة رغم أنهما قيادات شابة .
أما قيادة البوليساريو التى تسببت بأدائها فى الكثير من الكوارث التي عرفها تاريخ الشعب الصحراوي فإنها لا تزال تتشبث بمقاعدها مع تكرار أخطائها وتحيل فشلها إلى المناورات الخارجية وليس لأدائها الفاشل وعدم درايتها بأصول الحكم ومتطلبات الثورات وعجزها عن إدراك الواقع ومتطلبات المرحلة غير عابئة بإدراك الجميع أن من يصنع الإخفاقات والهزائم لا يجيد صناعة الإنتصارات وتحقيق الإنجازات متناسين أن كوادر الشعب الصحراوي قد نضجت وأن الشعوب قد وعت ولم يعد ينطلى عليها نظريات التخوين التي ابتدعتها القيادة الصحراوية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لتبرير فشلها السياسي. والله ينعل الل ما يحشم.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة