مرة اخرى وفي حدث جلل يغيب وهج الرموز الحقوقية، التي طالما تاجرت بالقضية مثل قيادة الربوني، فتصبح عارية فوق شارع مزدحم بالمستوطنين، ويغدو الشارع مهجورا إلا من صور مناضلين و مناضلات ادمن التضحية ثمنا دون إنتظار تغطية اعلامية او التقاط صور للبيع الالكتروني، ردة فعل الرموز الحقوقية الباردة في عز سخونة سطوة المحتل عبر محاكمه المدنية الأكثر جرما من العسكرية، تعيد ردة الفعل تلك التساؤل من جديد عن واقع الحال ومآل الشارع المنتفض في المدن المحتلة، والدور الحقيقي لما يسمى أمانة المدن المحتلة التي يعرف عددها وتغيب اسمائها و حتى بصمتها في الاحداث، والتساؤل عن ملايين الدولارات المخصصة للإنتفاضة والحقوقيين وامانة الداخل .
امانة المدن المحتلة المتكونة من 16 شخصا تصبح فائض ذخيرة نضالية معدمة التأثير تعري عورتها كل مرة الاحداث بالمدن المحتلة، مما يطرح التساؤل عن جدوى هذا العدد الذي لا ينفع في الكر، ولا في الفر، ولا يجيش الجماهير لحر الانتفاضة.
واقع الحال في المدن المحتلة كشفته هذه المرة كلمات من الزنزانة لواحد من أبطال ملحمة اكديم ايزيك المعتقل “الشيخ بنكا ” فهل ثمة من يزايد على من يمسك الجمرة بيديه ويقاوم السجان باستماتته وتجلده هو والرفاق، صراحة الشيخ بنكا تنضاف الى العديد من المطالبات الوطنية الصادقة لضرورة معالجة ملف الارض المحتلة قبل ان يصبح الشارع فارغا جامدا لا روح فيه وذلك ما طالبت به المعارضة الوطنية اكثر من مرة.
تراكم الاخطاء في تدبير ملف الإنتفاضة وركوب الرموز الحقوقية على نضالات الجماهير لتحقيق مآرب الثروة في اتون الثورة، كلها اخطاء ضربت الحماس الجماهيري بمقتل، وتحول معها بعض الرموز الى رواد منتديات دولية لجمع الاموال والتقاعس عن الشارع، رموز أخرى فضلت الحروب الفيسبوكية عن الحروب مع لمخازنية، وشنوها حربا شعواء ضد المعارضة بالمخيمات خوفا من فضحها لهم وللقيادة، وجعلت من القضية مطية لإبتزاز القيادة والمحتل، فحين تغيب اموال “الرابوني” يميل الرمز الى الكارطية، وقبل ان تنتهي أموال الكارطية يعود الى ملاحم المطالب الخبزية من إضرابات كي يستمر تدفق عطايا المخزن الوافرة. قمة النفاق والعمل على الحبلين...
واقع الانتفاضة التي خدشت عذريتها القيادة والرموز الحقوقية، او البرقوقية كما يسميها اهالينا في المناطق المحتلة. يطرح تحديا أمام الجماهير التي تصنع المعجزات دون ان تنتظر الضوء الاخضر من اي كان، وبينما توارت أمانة المدن المحتلة عن الانظار والاسماع إستغلت الرموز الحقوقية الفايس بوك لنقل وقفاتها المصورة للجماهير المصدومة وهي تشارك في استقبال بعض الابطال المفرج عنهم، فهل ينفع التسويق الفيسبوكي في عودة وهج الشارع؟ .
بعد تحويلهم الانتفاضة الى ضرع يحلب وقفزهم فوق الجماهير المناضلة الوفية، تكشف المحاكم المغربية وهن الرهان على الرموز الحقوقية التي سرقت انجاز الجماهير لانفسها، وتحول بعضها الى كاهن يوزع صكوك الوطنية والنضال والإخلاص، بينما الجماهير الصامتة التي تقدم التضحيات هي وحدها التي تستحق الإشادة ونياشين العرفان، وباء “اتهنتيت” والفساد الذي عبر الجدار الى المدن المحتلة بواسطة رموز الحراك الحقوقي وأثر بشكل كبير على فعالية الشارع في غياب الجماهير التي لم تعد تستجيب لرموز عهد “اطليسة” الذين يقضي بعضهم اغلب وقته خارج المدن المحتلة سائحاً بين الدول والمنظمات الحقوقية العالمية قبل ان يعود الى المدن المحتلة ثري في ثوب ثوري منافح .
ورغم المأزق الذي وصلته الانتفاضة لا يزال الرهان عليها وبالذات القيادات الفاشلة أسلوباً ناجعاً في نظر القيادة الصحراوية التي حولت الوفود الحقوقية الى رجالات اطفاء كلما التهب الشارع في المخيمات، وعبر عن معارضته للفساد والمفسدين، وهو دور فقد معه مصطلح حقوقي معناه ووقع وهجه في النفوس، حتى اضحى المصطلح يثير التقزز والشفقة .
الغريب ان بعض الرموز الحقوقية او البرقوقية، صارت تنشط اعراس المحتل الانتخابية في المدن المحتلة، وتبيع الوهم على الفيس، وتصنع من انفسها سدنة الهيكل وحماة الثورة المستباحة من سياحة الحقوقيين ونكسات القيادة، قبل ان تعري الاحداث وهج النضال المغموس في أموال المساعدات الانسانية للاجئين الصحراويين.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة