بقلم : صالح لعروسي. بتصرف في العنوان وبعض الكلمات...
اليكم يا قيادتنا الرشيدة!!! ياصناع المذلة، يا هائمين في متاهات امعائهم، يا مزامير الظُلام، ياراقصات الهوى، يامدمني التحايل و الخداع و التلاعب بمصير شعبكم ، وراكبين على صهوة محنه، يا من لا وطن لهم ولا شعب و لا كرامة و لا نخوة فوق شهوات زائلة. يا مستغلي معاناة شعبهم و حالبي معاناته. يا من حولتم الثورة إلى ثروة...
الحقير لا يكفيه دمار الآخرين بل يبني نفسه من دمارهم. أأنتم بشر؟
انظروا من حولكم، إن لكم بقية بصيرة. انظروا في مزابلكم لتروا ان الذباب يأكل القمامة و يحفظ الكرامة. لكن كل شئ يهون مع غياب الضمير. فحين يغيب الضمير يغيب الإحساس، و يحل البطن محل الوطن و القضايا المصيرية. حين يغيب الضمير يصير المنكر فضيلة والفضيلة منكر. حين يغيب الضمير ينعدم الوفاء للقيم الكبرى. حين يغيب الضمير يضعف التفكير و تنتكس القيم و تنعدم الأخلاق و تندحر الشيم. حين يغيب الضمير يغرق القلب في الظلمات و ينغمس صاحبه في التكبر، و الرذائل و يغور طريقه في لجج الغرور و الإنخداع و الخيانة وحب الذات. حين يغيب الضمير يرتمى الإنسان في احضان الفراغ الوجودي منسلخا عن كل ما يربط بالفضيلة.
انظروا من حولكم، يا قيادتنا الرشيدة، لتتأكدوا ان دواخلكم فارغة، تقودكم شهواتكم و يتحكم بأزمّتكم متاع الدنيا. انظروا من حولكم لتروا اقواما ما لا تقوى على قوتها اليومي، لكنها مرتاحة الخاطر، راضية الضمير، جميلة الروح، شامخة الهمّة، تلكم ضمائر حية يا ضمائر ميتة، يا ضمائر لا مبالية ضمائر مثقلة، مرتزقة، ضمائر بلا ضمير. أما سمعتم عن الولي الذي صنع تاريخا سيسجن في ذاكرة الأجيال، وعن آمنتو النحيلة العظيمة التي مرغت جبروت الطغيان بصمود لا ينكسر حتى سجدت لها العظمة تواضعا و طاعة، وعن جواسير الانتفاضة الذين اطعموا التاريخ هاماتهم إلى ان بات ينبت كالشّجر. اولئك يذللون الصعاب بسوط العزيمة، يُشِمًون انف الأوطان و انتم تبيعون روحكم للشيطان.
اولئك يعبدون الوطن، يقدسون الحرية و يصنعون الكرامة، و انتم من تعبدون؟ ما تقدسون؟. اما بلغكم الحديث؟: ” من دعا لظالم بالبقاء فقد احب ان يعصى الله في ارضه” ام ان قلوبكم مظلمة قاسية على سماع الحق.
مهلاً يا غافلين! فجولة الباطل ساعة و جولة الحق ازل. ستدوسكم اقدام الحق ويأكلكم الندم على ما فرطتم من واجبات و اغتصبتم من حقوق، و ينتقم منكم ما لعقتم من مخ في جماجم البائسين. فأنتم والله اعداء الأعداء، لأن الأعداء يقفون امامنا و انتم تقفون بيننا.
الخزي لكم في محياكم، و الويل لكم حين تمسون في الرمس تحت كومة تراب. سيلفكم النسيان و لم يعد الناس يستحضروكم إلا للعنتكم، مع جزيل الإحترام للنظفاء العقلاء والوطنيين المتواضعين الذين ورغم قلتهم، و الحمد لله، مازالوا ثوارا يعملون بصمت و تفانٍ، يكبحون الفساد لئلا يكون فسادين، اولئك الذين لم يأتوا إلى الثورة جياعا...
ستتظافر الجهود ان شاء الله لمساعدتهم على تهديم اعشاش الكذّابين و المنافقين و السفهاء و الفارغين الذين شكلوا اخطبوطاً طويل الأرجل يسمى عبثا بالإطارات المتوسطة ذوي اليد الطولى في تهشيم ما حصل بالدم و العرق و المعاناة.
و للأسف لم تتوقف مسامهم عند اوصال الشعب الصحراوي في الملاجئ و هياكل الدولة من سفارات و تمثيليات و وزارات بل إمتدت عابثة حتى بجسم الإنتفاضة المباركة. و لا يخفى على احد ان بعض هؤلاء المتمصلحين لهم يد مع الله و اخرى مع الشيطان، يتعاملون و يتاجرون مع الخونة و العملاء.
ماذا تورثون ابناءكم غير النفاق و التزلف و اللعيق؟. نحن عرفناكم و لن نثق بكم و لو بعتم ما لا يباع، حتى و إن انزلتمونا ظهر الثريا على سلم من جماجم إخوانكم.
لقد سكت الشعب طويلا عن اصراركم على كسب الإثم حتى توهم بعضكم انه على صواب، رغم وضوح انعطاف الصراط الذي تترنحون عليه. لكن لا صمت بعد اليوم. لا صمت اطلاقا عمن صاروا كليةً في الدرب المعاكس لطموحات الصحراويين. وهم يدعون انهم قادة، سنشوهكم و نعزلكم يا اساقفة الضلال.
لن ترضى شكيمتنا ان تعلو الأقزام قامة الشهداء . و هاكم يا ساجدين على عتاب المذلة ، خبزكم يحصل بالخداع و ملحكم بالمكر، يا ملجمون عن كلمة حق واحدة و مكبلون عن تغيير منكر واحد ومع ذلك تتكللون بالعمائم ، كأنكم بشر.
هاكم ختام القول : ” الذي باع بلاده و خان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا ابوه يسامحه، و لا اللص يكافيه” تشي جيفارا.
رغما عن تخاذلكم “سيظل نهرنا جادَاً في جريانه نحو البحر سوى إنكسر دولب المطحنة أم لم ينكسر” .
فلا نامت أعين الجبناء...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة