الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
السبت, 15 فبراير 2014 00:07 |
بقلم : المصطفى عبدالدائم .
على إثر إعتقال السلطات المغربية لمجموعة من الاعلاميين هم سيدي السباعي رئيس الهيئة الصحراوية للإعلام المستقل، ومحمد الجمور عضو نفس الهيئة، والبشير بوعمود عضو كذلك بنفس الهيئة ، والمعتقل السياسي السابق الحافظ التوبالي . لا أملك إلا أن أستهجن الصمت غير المسؤول الذي عبرت عنه المؤسسات الصحراوية الرسمية سياسية وإعلامية ممثلة في وزارة الأرض المحتلة ووزارة الإعلام والتلفزيون الصحراوي ، كما أستهجن وبشدة أكبر نفس الصمت الذي عبر عنه المكتب التنفيذي لإتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين مكتفيا بالاختباء " غير الذكي " وراء بيان الكوديسا . لقد تعمدت استعمال لفظ الاستهجان بدلالاتها اللغوية تأكيدا مني على التردي " الفكري " الذي أصبح السمة الأساسية لبعض المسؤولين السياسيين الصحراويين ، والذين ضدا على مبادئ ثورة العشرين ماي ، وعلى القانون الاساسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وعلى الأسس الفقهية والدستورية والقانونية لقيام الدولة الوطنية ، ما فتئوا يسيرون أمور الدولة الصحراوية بعقلية قبلية إقصائية وتهميشية ، وهم بهذا الاختيار يضعون أنفسهم خارج التنظيم السياسي من جهة وبذلك تجب مساءلتهم ومحاسبتهم ، كما انهم من جهة أخرى و بهذا الاختيار يعيدون إنتاج نفس المنطق المخزني وبذلك تصح تسميتهم بالمخزن الصحراوي . إن تصنيف المواطنين الصحراويين الى درجات ومراتب ، و التعاطي مع النشطاء والمناضلين والصحفيين والاعلاميين بحسب درجات الولاء والطاعة والانتماء القبلي ليست إلا مقدمات لفرض الركوع وتقبيل الأيدي وتقديم فروض " البيعة " ، في نفس الوقت الذي لا يمكن فيه اعتبار الاثراء غير المشروع على حساب ثورة فقيرة ، واسترخاص الأرواح ، و توزيع الامتيازات على عوائل المسؤولين ، وعلى أبنائهم ، و التعيينات في المناصب على اساس قبلي وعائلي، كلها نتائج طبيعية ومباشرة لوأد الثورة ومبادئها التي ضحى من أجلها خيرة أبناء الشعب الصحراوي . نعم أنا أستهجن الصمت الذي عبرت عنه وزارة الارض المحتلة ، ووزارة الإعلام والتلفزيون الصحراوي اتجاه اعتقال إعلاميين صحراويين مشهود لهم بالكفاءة المهنية والابداع الفكري ، لأن الصمت المعبر عنه لا مبرر له إلا سعي هذه المؤسسات لترسيخ منطق المخزن الصحراوي والهادف الى تسييد الولاء والطاعة العمياء . ودون الحديث عن ضخ الاموال في هذا الاتجاه أي إجبار الجميع على " الركوع والسجود وتقبيل الايدي والارجل والتسبيح باسم أشخاص بعينهم " وبالمقابل إقصاء وتهميش ومحاربة كل من يعتقدون في الثورة ، وفي الدولة الوطنية ، وفي الديمقراطية وحقوق الانسان " . إنني أعتبر أن الوقت قد حان للوقوف في وجه هذا التوجه المستشري في مفاصل الدولة الصحراوية ، و المسكوت عنه مع الاسف الشديد مما يوحي بسنده القوي في التنظيم السياسي .. او ليس من العار ان نسكت عن اعتقال من نوهت بعمله قناة بيبيسي ؟ وقد تعودنا التطبيل لمن يتقنون لغة " أكلوني البراغيث" .. اليس من العار ان توجه رسائل الى الامم المتحدة للتنديد بما يطال " البعض" ، والسكوت المخجل بل والمقرف عمن أجبر السلطات المغربية على توقيف مشروع الطاقة الريحية ضمن تحقيق مهني رفيع المستوى ؟ نعم أنا أيها السادة أستهجن صمتكم وسكوتكم وأقول لكم يستحيل بأمثالكم ، ويستحيل بهذه العقلية القبلية أن يتحقق الاستقلال الذي يطمح اليه الشعب الصحراوي ، و ضحى من اجله المناضلون الشجعان الشرفاء . لأن الاستقلال أيها السادة استقلال في الفكر والرؤى .. استقلال الانسان وحريته ، واما انتم فمخزن صحراوي مرادف لمخزن مغربي لا يمكن ان تبلغوا به غير جيوب منتفخة بالاوراق النقدية وفيلا فخمة وسيارات فارهة ووو ...، وأما بكم فلن ننال نحن الشعب الصحراوي الفقير سوى المزيد من الانتظار القاتل ...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة