بقلم : الناشط الحقوقي حمادي الناصري.
في الوقت الذي كان فيه من الاجدر ان نستحضر ذلك اليوم الاسود الذي كانت فيه محاولة ابتلاع شعبنا وابادته بابشع الوسائل ,هذ اليوم الذي بدأ فيه المحتل وضع الفصل الاخير لمأساة وطننا .
وحين وقعت المؤامرة بمباركة اسبانيا والنظام الدداهي بموريتانيا والتي كانت تحمل في طايتها القضاء على حلمنا بدأ شعبنا يواجه المصير الاسود, كانت الهبة الشعبية للتعبير عن حالة الرفض وانقسم شعبنا بين الذين يعيشون في ظل الارهاب البربري وتنكيله وبطشه في ارضنا المحتلة كما تناثرت بقايا شعبنا في كل ارضا تمزق شملنا, وتبعثرت قوانا وهمنا على وجوهنا في كل معاني الضياع وصحاري الحرمان تدمي ظهورنا حيثما حللنا سياط ملتهبة من الكرامة والمذلة المريرة وتترصد حياتنا اعاصير الموت القاتل او الفناء الموجه ووحوش التجويع اوالمرض المغرقة في الاذلال واليأس والظلم .
ومضت بشعبنا الاعوام تزيد جراح مأساتنا عمقا واتساعا وتسمما وعاش شعبنا ظروفا رهيبة يقاسي اينما كان اثارها .
وبين الذين غادروا الديار مكرهين في عيونهم دموع الحنين والامل بالعودة المظفرة في غد قريب لن يطول عن ايام قليلة ,ولكننا لم نحصد غير الحسرة وبدأت تجف في محاجرنا دموع الامل لنذرف بدلها دموع الخيبة دموع المرارة دموع اليأس , ويلتفت شعبنا من حوله من خلال ماهو موجود الان وكيف تغير الفكر وتغيرت القيم نرى الان ان البعض يريد ان تصبح لشعبنا ذاكرة مثقوبة ويعيد عقارب الساعة الى الوراء تنسينا هدفنا وتضحياتنا .
وخلال الظلمات التي تزداد كثافة لا يرى شعبنا في هذا اللبس غير الحيرة والتخبط والفوضى تشمل كل ركن من حياة اينائه في كل مكان وغير التخاذل والفرقة والصراع الذي يطحن قوى شعبنا ولا يجد غير النظرات السواداء تغطيه بالشك وبالاتهام و المتاعب القاسية والالام والمهانة المريرة و الهبات الحماسية في المناسبات تبدد في تياراتها طاقتنا وحيويتنا تلك كلها وقائع حياتنا في كل مكان.
مضت الاعوام وبدى فيها الشعب مشتتا غير قادر على حشد طاقاته وتنظيم قواه حتى اصبحت اوضاعنا تنحدر الى حضيض مفزع, تؤكد ان هذا الواقع يقذف في وجوهنا الحقيقة المرعبة التي تصرح ان مصير شعبنا مهدد بابنائه بعد ان عجز اعداؤه , الشيئ الذي لا يزيده الا جراحا وعذابا وضحايا والاما وصدمات واغلالا وضياعا.
وما يؤلمنا ونحن نرى نوم الضمير الوطني الجماعي فينا ولانعير اهتمام لذلك , الضمير الذي لم توقظه دماء شهدائنا التي هي في اعناق كل صحراوي اينما كان ,واهات وصرخات المعذبين والمعتقلين, ولا الخوف على المصير , ونجد في احسن الاحوال كرم و جود بعض من الغيورين بدموع الشفقة والتحسر وذاك ما يملك للتعبير عن هذا الواقع الرهيب ومن ركام الالام وامواج المأسي والمرارات ومن خلال البحث عن الوجود والكرامة .
ان ما حصل هذه الايام في قضية ما اصبح يطلق عليه “قضية محجوبة” , كان لابد ان يحدث بعد ان انتظرنا كثيرا وصبرنا طويلا حتى ان جهات تريد ان تزرع فينا الياس لكي يذوب كل امل وان يتحطم في اعماقنا كل ما تطيقه النفس البشرية من ركائز الصبر واصبح الانتظار يزيد حياتنا تعقيدا وهاهي نفس الجهات تريد اليوم ان تضرب قدسية الاشياء عندنا عندما يتم الاعتداء على من صانو كرامتنا وكانو صمام اماننا ويحظون بالاحترام والتقدير والتبجيل عندنا انهم مقاتلو جيش التحرير الشعب الصحراوي حماة شرفنا وكرامتنا , والمراة الصحراوية التي بنت الانسان والمؤسسات في احنك الظروف, انها لعبة قذرة يراد فيها تمييع الاشياء وضرب الوضع الاعتباري وقيمة كل مقومات صمودنا مرجعيتنا , السلم الاجتماعي ونسيجنا الاجتماعي… وحتى لا نرمي كل شيئ على غيرنا فان لذلك لنا فيه نصيب .
ويجب ان نعتبرذلك ناقوس خطر يخترق نيران الانتظار الطويل حتى يدرك الجميع مسؤوليته بعيدا عن الارتجال والعفوية والتعصب , على اسس متفتحة واعية لسائر الظروف والاعتبارات ومدركة لجميع المخاطر التي تحيط بنا .
ويفرض ذلك ضخ دماء جديدة تتوافق والمرحلة ومايمليه منطق التاريخ والتطور الطبيعي , ولدرء كل خطر يحوم بنا وبقضيتنا,اذا ليس لنا غير الوحدة سبيلا, او نسستلم لما يحيط بنا ونصمت على واقعنا ونركن الى اتكاليتنا , ونعلل تقصيرنا وسكوننا , ونفلسف بشتى الاعذار جريمة تخاذلنا وانتظارنا .. وبهذا نصنع نهايتنا التي يتمناها اعداؤنا , ونكتب لانفسنا اننا شعب رضي المذلة , ونام على الضيم والهوان يكتب بيده نهايته ويدفن نفسه ,وحاشا لشعبنا الثائرالبطل ان يكون كذلك او يرضى بمثله وهو يعرف ان طريقنا الذي لا طريق سواه هو الخلاص من براثن الاحتلال .
يجب علينا ان نعيد لشعبنا ثقته بنفسه وقدرته ونؤكد للعالم ثقته بنا واحترامنا له ونعيد للاذهان انه
حين دوى نفير الحرية ودق ناقوسها مجلجلا هب الصحراويون من اطراف الارض كلها وسائر اركانها القريبة والبعيده لتمضي باعتزاز وثقه قافله الحياة الكريمه حياة الحرية والاستقلال …
ملاحظة، الشعب بريء والقيادة هي السبب، مع تصرفنا في العنوان. ليكون الأمر واضح للقراء...
هيئة التحرير.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة