الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الثلاثاء, 25 أبريل 2017 12:37 |
الوقاحة والقبلية تصل قمتها في كل التعاملات في دولتنا بارض اللجوء، فقد صدق من قال باننا بنينا دولة القبيلة جنوب التندوف. ماموني ولد عندلا رحمة التي عليه الذي فارقنا منذ ايام قليلة، اكبر شاهد على ذلك... فالرجل رحمة الله عليه، ضابط بالجيش المغربي، مسؤول عن قسم الإشارة بالجنوب المغربي، كان عضوا في الخلايا السرية للبوليساريو بالمغرب، وكانت المعلومات السرية المنقولة للقيادة العسكرية بالطنطان تصل عن طريقه التنظيم، قبل ان تصل للمسؤول العسكري المغربي، المعروف ساعتها بالعمرتي، وظل الرجل يؤدي دوره النضالي على احسن وجه وأكمله، إلى بداية التحضير والدعاية المغربية للمسيرة، فقرر الإنطلاقة نحو الجبهة التي كانت ساعتها في امس الحاجة لأمثاله من اجل بناء قسم الإشارة والإتصالات اللاسلكية لدى الجيش الصحراوي لضروريتها واهميتها القتالية، حيث كان نعم الأستاذ والمعلم لتاسيس قسم الإشارة لدى الجيش الصحراوي، والذي يشهد له به الجميع، قبل ان يبعث بشبان للتدريب والإختصاص في ذلك المجال لدى الجزائريين... ولما قرر الشهيد الولي تنفيذ عملية انواقشوط، ذهب به معه باعتباره القادر على ضمان حسن الإتصال بين المهاجمين والوحدات الأخرى والربوني، وبعد إستشهاد الولي رفض الإنسحاب عن سيارة الإشارة لما فيها من معلومات سرية، وقبل ان يتم إعتقاله بعد ان ذهب عنه الرفاق، عمد إلى إحراق كل االوثائق الخاصة بالإشارة والكلمات السرية المعتمدة لدى الصحراويين في هذا المجال، وبانواقشوط بعث له المغاربة وفدا من المخابرات، تحت ستار انهم مجموعة من الصحافيين، يريدون إختطافه، عرفهم رحمة الله عليه، فاشار للمسؤول العسكري الموريتاني المكلف بمراقبة الأسرى الصحراويين بحقيقة الوفد المغربي، فقامت موريتانيا بترحيله تلك الليلة نحو مدينة اعيون العتروس الموريتانية، ولما رجع الوفد المغربي في اليوم الموالي لم يجده ضمن الأسرى ولما سال عنه قالوا له بانه لا علم لنا به... قضى سنوات رهيبة في السجن الموريتاني مع التعذيب والإهانة واتمرميد... في بداية 1980 تم إطلاق سراح الأسرى الصحراويين لدى موريتانيا. ورجع المرحوم باذن الله إلى قسم الإشارة ليواصل فيه العمل كأستاذ وموجه ومسؤول بالمديرية المركزية، ونتيجة للحكم القبلي لدى القيادة، لم يتم تعيينه مديرا للإشارة رغم انه هو من علم المسؤولين واسس لهذا النهج، كيث تعاقب المسؤولون على الإشارة بناءا على الإنتماءات القبلية، ما دام الفقيد من قبيلة اقلية، لا دور لها في التنظيم القبلي المعمول به من طرف زعيم الجبهة ومسؤوليها انذاك... ورغم ذلك ظل الرجل يواصل عمله في ذلك البيت المتواضع من قسم الإشارة بالربوني، لديه سيارة اندروفير للخدمات، اكل عليها الدهر وشرب، ابلا باتري ولا اترنكي، إلى أن لاقى ربه في عودة من زيارة عملية لمقر الإشارة بولاية العيون، يسقط في نفس البيت مغشيا عليه ويذهب صاحب الآمانة بامانته... رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه الصبر والسلوان، وفي أجواء شبه عادية ولا تثير الإنتباه قامت القيادة بدفنه ميتا، مثلما قتلوه حيا، حيث حثو عليه التراب بمقبرة ولاية السمارة، عكس ما طالبهم به من انه يريد ان يدفن بالصحراء الغربية، او منطقة محررة منها واوصى بذلك وزارة الدفاع وعائلته قبل وفاته رحمة الله عليه، ولكن القيادة القبلية لم تعره إهتماما وهو حي يرزق فكيف لها ان تلبي رغبته وهي ميت منته... في وقت تقام فيه المراسيم للقبليين وابناء القيادة ممن لا تاريخ لهم في النضال والكفاح والمعاناة، ولكنها القبلية البغيضة، ولأن اولئك امهم في الخيمة كما يقول الصحراويين، فحتى الجلادين القتلة تقام لهم مراسيم الدفن بلحمادة.... فالقبح لمن لا حياء له...
فقد قالت ابنة الشهيد، ماموني عند الله، مسؤول مديرية الاشارة بجيش التحرير الشعبي الصحراوي، ان والدها اوصى بدفنه في المناطق الصحراوية المحررة، واضافت انه قبل رحيله بسنوات ابلغ رئاسة الجمهورية في فترة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز بهذه الوصية، كما ابلغ وزارة الدفاع الوطني، واوصى عائلته أكثر من مرة بضرورة دفنه بالمناطق الصحراوية المحررة. وكان يقول لهم باللهجة الحسانية “لاتدفنوني اف لحمادة، وادفنوني الا في الصحراء يعملو الا اشبر منها ”. لأنه لا هو ولا جده العاشر يعرف لحمادا، هذا الجحيم الل ما الوح فيه اشماه الغزو...
واعتبرت ابنة الشهيد وعائلته أن دفن والدها بمقبرة السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، هو دليل على عدم إحترام السلطات الرسمية خاصة وزارة الدفاع الوطني لوصية الشهيد. وهذا ليس بجديد علىهم: عدم الوفاء بعهد الشهداء...
عرف الفقيد بمواظبته على عمله بمديرية الاشارة بالشهيد الحافظ حتى وافاه الاجل المحتوم مساء يوم الاحد 23 ابريل الجاري. فالثورة كما يقال، يؤسسها حكماء ويموت فيها الشهداء ويعيش فيها الرذلاء... فإنا لله وإنا إليه راجعون...
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة