الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الثلاثاء, 14 مارس 2017 17:16 |
قام المغرب في بداية شهر غشت من السنة الماضية، بشن حملة عسكرية على المنطقة العازلة ما بين الحراسات المغربية في خط الدفاع الرملي المعروفة بالكركرات، والحراسة الموريتانية، وهي المنطقة المعروفة بقندهار. جلب عبرها قرابة 600 سيارة كانت متواجدة هناك للصحراويين والموريتانيين في إنتظار السماح بمرورها من طرف جمارك الدوانة الموريتانية، او تهريبها من دون جمركة، وبعد ذلك قام بتعبيد الطريق الفاصل بين الحراسة المغربية في خط الدفاع والحراسة الموريتانية تحت حراسة قوات من الجيش والدرك الحربي المغربي، وبعد ان اتم تعبيد قرابة 3كلم و600 متر، ارسلت البوليساريو مجموعة من قواتها لتقف في طريق تعبيد المغاربة للكوليمترات القليلة المتبقية، وتدخلت قوات حفظ السلام الأممية، المينورصو، للحيلولة دون إشتباك الطرفين، حيث لم يكن يفصل بين القوتين اكثر من 120 متر، وبقيت الوضعية على ما هي عليه شهورا عديدة، والأصبع على الزناد، واستغلتها قيادة الجبهة لتعبأ الشعب حولها بالمخيمات وانه إنتصار لنا ضد المغاربة، محاولة ان تصنع منه إنتصارات وهمية، في وضعية من الجمود والإنتظار الممل والقاتل الذي تتواجد فيه الناس بالمخيمات، منذ 26 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم، وتوقف المفاوضات منذ سنوات، فنظمت المهرجانات والندوات وعبأت الشعراء لتقديم قصائد عن هذا النصر الكبير المزعوم، وفي الشهر الماضي اقدمت قوات الجبهة على إيقاف الشاحنات والسيارات المغربية، التي تحمل صورة الخارطة المغربية التي تضم الصحراء الغربية، مطالبين السواق بنزعها او مسحها، للسماح لهم بالمرور، فهناك من قام بمسحها او نزعها، وتم السماح له بالمرور، وهناك من رفض ذلك فتم إرجاعه، واصبحت المغرب في وضعية حرجة وهو يجد نفسه امام عملية خنق رهيبة، وعزل له عن إفريقيا المنضم لها حديثا، وحرمانه من سوق كبيرة لبيع منتوجاته وخصوصا الخضر والفواكه، في موريتانيا والسنغال ومالي والنيجر، لهذا تحادث الملك المغربي هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة، منبها إياه إلى التوتر الذي سببته إستفزازات البوليساريو، فرد الأمين العام برسالة يطلب فيها من الطرفين ضبط النفس، وعدم الحيلولة دون مرور الشاحنات والسيارات، طالبا من الطرفين الإنسحاب... فجاء رد المغرب سريعا بسحب قواته التي كانت خارج الحزام الرملي ب 3 كلمترات ورجوعها إلى نقطة الحراسة بالكركرات، ووجدت قيادة البوليساريو نفسها في مأزق حرج، إن هي إنسحبت بعد ان كذبت على الناس بانها حققت لهم نصرا، فستكون عرضة لسخط الجماهير الصحراوية بالمخيمات، مثلما وقع ايام مهزلة الرالي، وإن هي لم تنسحب فستجد نفسها في مواجهة الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وحتى الآن ما زالت لم تنسحب من تلك المنطقة الفاصلة بين حراسة المغرب في الكركرات وحراسة موريتانيا، والتي تعتبرها منطقة محررة...
فإنسحاب المغرب كان ضربة سياسية ذكية من طرف المغاربة، ليوضحوا للأمم المتحدة وامينها العام انهم ملتزمون بالشرعية الدولية وبنصائح الأمين العام الأممي، وذلك في محاولة منهم للفت انظار الأمم المتحدة ومجلس الأمن، عن تهجمه على بان كيمون، وعدم السماح له او لممثله بزيارة الصحراء الغربية، وطرده لأعضاء من المينورصو، خصوصا خلال الإجتماع المقبل في شهر ابريل، لكي يناقش مجلس الأمن فقط الوضعية في الكركرات والإنسحاب المغربي، وعدم الإنسحاب من طرف البوليساريو، وبدل مناقشة النزاع ككل، يناقش جزء منه متمثل في الوضع في الكركرات وهذا ما سيخدم المغرب إلى ان يمر إجتماع مجلس الأمن، شهر ابريل المقبل بسلام، مدعم من طرف فرنسا... أضف إلى ذلك ان المغرب في كل وسائل إعلامه، يؤكد ان فرنسا واسبانيا وامريكا والأمم المتحدة كلها رحبت بانسحابه من جانب واحد كما يقول هو في دعايته... وفي إطار هذا النزاع، إستقبل محمد لامين ولد البوهالي وفدا عسكريا جزائريا رفيع المستوى، يضم العديد من الضباط والإطارات العسكرية الجزائرية، على رأسهم الجنرال مسؤول الناحية العسكرية الثالثة ببشار، والعقيد مسؤول القطاع العكسري بالتندوف، وهم الممولون الأساسيون للجيش الصحراوي بالعتاد والمحروقات والأسلحة والذخيرة، كما استقبل مفتش القوات المسلحة المغربية الجنرال الوراق، يوما بعدا ذلك وفدا عسكريا فرنسيا كبيرا يراسه الجنرال جون ابيير دوسير قائد أركان القوات البرية الفرنسية، وفرنسا هي الممول الأساسي للقوات المغربية بالأسلحة والعتاد والذخيرة والخبراء، وكل هذا لمناقشة الوضع العسكري في الكركرات وما يمكن ان ينجم عنه مستقبلا...
فالنزاع في الكركرات هو بمثابة الشجرة التي تخفيء الغابة، والمؤكد من كل هذه التطورات هو انه لا المغرب ولا الجزائر، يرغبون في حرب بالمنطقة، وهذا ما سيجعل النزاع يبقى في وضعية الجمود سنوات أخرى ما دامت تخدم مصلحة جميع الأطراف... والخاسر الوحيد هو الشعب الصحراوي المشتت والذي يعاني في ارض جحيم لحمادا، اكثر من 40 سنة...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة