الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الثلاثاء, 25 يوليو 2017 10:07 |
بقلم : أحمد علين. ما بين طرح الرأي والرأي الآخر و مبدأ النقد و النقد الذاتي، ومناكفات الندوات و المؤتمرات، والتي كانت تمثل لنا إلى وقت قريب أساساً للديمقراطية التي كسرت جميع قواعد الرتيبة، لتفرض أسس و قواعد جديدة وجريئة تسير جل نقاشاتنا الرسمية و الغير رسمية تقع ديكتاتورية الرأي و التي تفنن في إتقانها بعض من نصبوا أنفسهم أوصياء على المشروع الوطني من دون منازع .إن ديكتاتورية الكلمة منبعثة من قلوب لاتحب الحرية.. ولا تحب أن يسمع صوتا غير صوتها .. ولا يكتب اسما غير اسمها، تلك القلوب المنغلقة على نفسها فلا ترى في هذا الكون الفسيح الا صورتها البائسة ،وهي رغم هذا كله تدعي أنها تؤيد السماع من الآخر وتحب مناقشته ومعرفة وجهة نظره وتدعو الى حرية الكلمة ، و لكن إشهارياً فقط !!إن مــبدأ الــرأي لا يمكــن أن يُحجــر عليــه أو أن يُحجَّــم. فكل إنسان يتبنى فكرة يحارب في طرحها والدفاع عنها، ومعظم هؤلاء حربهم للأسف حرب عصابات وليست حرباً نظامية تعتمد على الأسس والاستراتيجيات. والمصيبة في من يخالفك الرأي متعمداً الإهانة حين يعجز بالفكر والحجة في المجاراة فيتطاول بالسب والشتم وحتى الضرب. ولم نعرف نحن البسطاء أن هؤلاء هم أساس الديكتاتورية والرأي الأُحادي الذي يريد أن يفرض نفسه بالقوة والجبروت وطول اللسان والوقاحة الطبيعية والمتطبعة. لقد جات الثورة محاربة لفكر عبادة الأصنام وتقديس الأشخاص، وخلال فترة وجيزة وليست بالبعيدة ظهرت بيادق تنشد بحناجرها و تدعوا إلى تقديس فكر أشخاص ومعتقداتهم، فما بين الألف والياء ضاعت حروف الكلام، وحالنا ما بين فكر الصنمية، وصنمية الفكر، بات كل منا يكفر الآخر ويحجر على فكره. وغاب في دهاليز سجن الرشيد الرهيب الكثير من المعارضين لديكتاتورية الفكر... أصبحنا نبحث عن قاموس غير قاموس الحياة، وكأن الأبجديات التي تعلمناها صارت لا وجود لها، وتبعثرت حروفها في طيات النسيان. وغدى أمام الناس قاموس جديد له أبجديات جديدة، طقوس يلتزم بها بشكل معين صنمي إن خالف في آرائها صاحبه عُد من الشاذين، وأصبح من يرفع شعار الرأي الآخر يُكفّر ويُهجّر، ومن ناقش فقد تمنطق، ومن تمنطق فقد تزندق. وتحولت أفكارهم وشخوصهم إلى أصنام مقدسة لا يجوز المساس بها، وباتت العقلانية علمانية، وغدى الشخوص أصنام تُعبد، كل يطعن بكُله، فأناس فهمت الحرية بشكل خاطئ، وأناسٌ فهمت أن الخطأ حرية. لا بد أن نضع الأمور في نصابها ونتداول الآراء بالفكر المنطقي العلمي وليس بنظام الحجر والحجز، ففكر المعتزلة كان منشأه كلمتين من عالم كبير جليل قالها لصاحب السؤال «اعتزل مجلسنا» فكان فكر المعتزلة الذي كان سبباً في خلاف المسلمين لوقت ليس بالبسيط… فنحن و بهذا الفكر الخنشفاري البزنطي نمهد الطريق لمعتزلة سياسية تصارع اصنام النظام و التي لا تزال تمارس دكتاتوريها على الكادحين البسطاء… عسى أن تغطي بها فشلها الذريع في تسيير الهم العام...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة