مللنا من العهر المجاني الوضيع ،ومن الكذب العاري الممنهج الرخيص، تلفت عقولنا من تساهلكم وتهكمكم بمصيرنا ومستقبل ابنائنا، تعبنا وشاخت اجسادنا من سنفونية الصوت الواحد الوحيد، و من تعاليكم علينا بأسبقية التأسيس، وتناسيتم عن قصد من كان حجر التأسيس!!.
ألم تكفيكم مصاهرتكم لنا بالقوة لأكثر من أربعين سنة، فالمصاهرة انتجت اجيالا سقيمة عقيمة تتفاخر بكونها وطنية، وأمام ابسط امتحان تفوقكم في العصبية، اجيالا تنتظر منكم ما ليس في أياديكم وتبخل على الوطن بميلاد نخبة شبابية تصحح المسار وتكمل ما قد بدأته قوافل الشهداء ورجال الثورة الحقيقية. كفانا عهرا وكفانا إذلال لقد شبعنا من وطن يصنع فقط في الأذهان ؟ كفانا عهرا وكفانا إذلالا لقد سئمنا من مصاهرتكم لنا بالإجماع. الأوطان لا تبنى في خلوة ولا على ارض ليس لنا بها شأن، و لا على أرض هجرها الإنس والجان، و لايمكن ان تقبل القسمة على اثنين…….
أيعقل أن نفاوض من لا يضع لنا ميزان، و يحتفل بيوم إبادتنا ويجعلها عطلة مدفوعة الأجر للموظفين ويوم راحة للمتمدرسين، و عيد اكتمال عرش ابائه الأولين. ايعقل هذا الإصرار وهذا التشبث بمواصلة المفاوضات ؟؟والرضوخ الطيع لجميع الاملاءات الاممية بمنتهى الأدب الشديد وحسن الأذعان وقمة المثالية!!!. لماذا اهدار الزمن عبثا والنتائج معروفة سلفا؟. لماذا الإلحاح على انتهاك حرمة عقولنا وتفريغ طاقاتنا في بحر الانتظار المميت ؟ كفانا قهرا وكفانا إذلالا لقد هرمنا من بيعكم لنا بالرخص في كل المحافل والاوكار . لماذا الترويج والتهويل للمؤتمرات بأنها عامة وبأنها شعبية، و حاسمة وتاريخية، وماهي إلا مثل سابقاتها بكونها اولا خاصة، ثانيا حزبية، ثالثا قبلية انتقائية، و بالتالي نتائجها معروفة ومعلومة عند الخاص والعام.
كفاكم تلاعب بالالفاظ والمصطلحات، فلم نعد كما كنا تلاميذكم المطيعين.
كرهنا منكم ومِنهُم، ومن كل تجار القضايا السابقين، عبثتم بعذرية احلامنا البسيطة في ان نحرر وطننا المغتصب الحزين، ألم تردعكم طهارتنا وصفائنا ونبلنا الفطري النقي؟. ألم تكفيكم مصاهرتنا لأكثر من اربعة عقود ونيف ؟. حتى ”موريطانيا“ اضحت تطاردنا بإسلوبها الابتزازي الكريه، و حليفنا يطوقنا بجدران رملية، تحرسها أرتال بشرية، تطلق علينا النار بحجة مكافحة الجماعات الارهابية وادواتها اللوجستيكية!!؟.
لماذا الكل يطاردنا ويضعنا نصب الاعين والاذهان، لماذا هذا الذل وهذه المذلة؟. و نحن احفاد من صنعوا تاريخ الجيران ودول الغير؟. اوروبا تتباهى بمساعدتنا، و خلف الستار تستبيح ثرواتنا ؟. عصابة الامم احالتنا الى مجلس حيث المصالح والتآمر على مصير الامم؟.
إنها والله لقمة المهزلة، ونحن لها هاضمون صامتون!!! كفانا عهرا وكفانا تهريج فلقد صرنا نسخة مشوهة من صنع الصين، و دمية خرقاء تتقاذفها الامم في سوق السياسة وشؤون الدين!.
اعتزلو السياسة خيرا لكم، فإنها والله لو نطقت لا تبرأت منكم، و من ممارستكم الى يوم الدين.
دعونا من جهلكم وكبريائكم السّافر المشين، فلقد اهلكتنا قلة حيلتكم في إدارة دواليب الحكم والمحكومين. إعتزلوا السياسة، ارجوكم حفاظا على ما تبقى من شرف هذا الشعب الأبي المسكين، دعونا نسوس امورنا برجال لا يعبؤون بموازين القوى، و لا بحلقات دوائر الحكم الدولية ونظمها السياسية وترهات قراراتها السنوية. كفانا عجزا وإتكالية، فالمسؤولية تقتضي إخراج الوطن من كواليس العصابات الاممية وبيادقها الداخلية التي تتبجح بالوطنية.
كفانا عهرا وكفانا تهريج، فالوطن لم يعد يحتمل صفات الجهل وسياسات التبرير ونظريات المؤامرة ورمي كل معارض بتهمة التخوين ، كفانا عهرا وكفانا تخوين. وإنا والله لقادمون.
بقلم محمد امبارك عمر وبلة, وهو ابن الشهيد عمر وبلة رحمة الله عليه...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة