بسم الله الرحمان الرحيم
17 يونيو1970، 17 يونيو 2020م، خمسون سنة ونحن على العهد باقون يا بصيري..
تحل علينا هذه الأيام ذكرى من ذكريات البطولة والتحدي لهذا الشعب العظيم، ذكرى بروز نواة الحركة الوطنية الصحراوية على يد الزعيم الشهيد سيدي ابراهيم بصيري.. حيث قامت جماهيرنا العزلاء من السلاح، القوية بالإيمان، بمواجهة جحافل القوات اللإستعمارية الإسبانية، مطالبة بحق شعبنا في تقرير المصير والإستقلال. ورغم ان ردة فعل الإستعمار كانت وحشية، خلفت القتلى والجرحى والمعتقلين، فإن شعبنا تعلم منها ان ما نزع بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهكذا جاءت ثورة عشرين ماي المجيدة، معتمدة الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة للتحرير..
ان الفقيد سيد ابراهيم بصيري ، قدم حياته " ضريبة" من اجل مثل الحرية والاستقلال رافضا الهروب او التخلي عن الجماهير... تماما عكس القيادة الحالية للبوليساريو منذ إستشهاد الولي مصطفى السيد...
التاريخ يعيد نفسه، وها هي المظاهرات اليوم يقوم بها ابناء وأحفاد متظاهري الأمس، ولكن العدو كان إسبانيا واليوم اصبح مغربيا، وصحراويا متمثلا في القيادة الفاسدة... وسالت الدماء وسقط الجرحى، واظهرت إنتفاضة ربيع الغضب لجماهيرنا بالمناطق المحتلة، وفي الربوني مرة أخرى ان ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأنقطع بصيص الأمل في الحلول السلمية والمينورسو، الذي أرتكبت الجرائم امام عينيه ولم يحرك ساكنا، والأمم المتحدة وغيرها..
فماذا أستفدنا من الذكرى والحدث:
القيادة هي التي تتقدم الصفوف لتموت من أجل ان يحي الشعب، وليس العكس، وهذا ما جسده الشهيد بصيري، والذي عندما احضروا له السيارة جاهزة، للتوجه خارج الوطن رد عليهم قائلا: لن يكتب التاريخ انني تقدمتكم في الميدان وفررت عنكم في المعركة، وظل صامدا إلى أن تم إعتقاله.. فكم كنت عظيما رحمة الله عليك.
أن الحلول السلمية مجرد خدعة وأمان واحلام لإلهاء الشعوب، وان الحقوق لا يردها إلا دماءا تتلألأ كأنها الأرجوان..
تاكدنا ايضا بعد تقرير الأمين العام الأممي والقرار الأخير لمجلس الأمن، ان وضعية اللاحرب واللاسلم، وإنتظار حلول تسقط من السماء، لن تجلب لنا ماعدا المزيد من الإنتظار والمعاناة، تحت سلطة قيادة عاجزة وفاشلة ومتسلطة ولم تقدم شعبنا ولا خطوة واحدة نحو الأمام منذ ثلاثين سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم... والأمم المتحدة عاجزة عن فرض قراراتها ولا حتى الدفاع عن جماهيرنا العزلاء في المناطق المحتلة، او المخيمات، مما يفرض حتمية التبرأ من وقف إطلاق النار ومن الأمم المتحدة ومن القيادة التي جاءت بها... متأكدين من ان كل هذا لايمكن له ان يتحقق إلا من خلال هزة قوية لهذه القيادة تفرض عليها فتح الحوار الوطني وعقد مؤتمر طاريء، لإختيار قيادة وطنية نزيهة قادرة على تحقيق آمال وتطلعات شعبنا...
إننا في الجبهة الشعبية خط الشهيد نخلد هذه الذكرى التاريخية، مترحمين على أرواح الشهداء وعلى رأسهم شهيد الحركة الوطنية بصيري، ونؤازر ونشد على أياد جماهيرنا الثائرة والمنتفضة بالمناطق المحتلة وجنوب المغرب، وبالمخيمات لَندعو القيادة الحالية للجبهة ان تستفيد من الأحداث والتاريخ وان تكون ولو مرة واحدة مثالية في تصرفها، وان تترك المجال للشباب لتولي المسؤولية، لجعل حد لمعاناة آهالينا في المخيمات التي طالت اكثر من اللازم... ثلاثون سنة من الإنتظار الممل والقاتل...
إننا في الجبهة الشعبية خط الشهيد، نعتبر كل يوم وشهر وسنة تمر على آهالينا بالمخيمات، جريمة في حق الإنسانية، تتحمل مسؤوليتها، الحكومة المغربية، وقيادة البوليساريو، والأمم المتحدة والدولة الجزائرية...
ولنجعل من ذكرى إنتفاضة الزملة، مسيرة صادقة نحو التغيير ضد هذه القيادة التي تحدت كل الإنتقادات، وتجاوزت كل الخطوط، من أجل بقائها في السلطة ولا شيء غير البقاء في السلطة... لتصبح قيادتنا اقدم قيادة في العالم، في زمن الربيع العربي...
ونهني شعبنا واهالينا في كل مكان بالمولود الصحراوي الجديد للدفاع عن حقوق الإنسان بالمخيمات: متطوعون للدفاع عن حقوق الإنسان بالصحراء والتي إتخذت من تاريخ هذه الذكرى يوما لتاسيسها متمنين لها التوفيق والنجاح...
بطل واحد هو الشعب، زعيم واحد هو الشهيد.
اللجنة التنفيذية لخط الشهيد..
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة