بسم الله الرحمان الرحيم
بيان
20 ماي. بأية حال عدت يا عيد؟.
تحل اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لإنطلاق الكفاح المسلح على يد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، وبمشاركة زعيمها ومؤسسها الشهيد الولي تغمده الله في رحمته. وهي ذكرى غالية على كل الصحراويين، لأنها بداية الطريق نحو الحرية والكرامة والإنعتاق والإستقلال، وبناء الدولة الصحراوية المستقلة...
فأين هي اليوم الدولة الصحراوية في ظل هذه القيادة العاجزة؟ صحيح، دولة عضو في الإتحاد الإفريقي، ولديها سفارة بأديس ابابا، بنيت بملايين الدولارات، تم فيها تعيين اضعف سفير لأنه من التندوف وزوج اخت خديجة حمدي واكبر سارق في تاريخ الدبلوماسية الصحراوية من التندوف لا يعرف لا المخيم ولا الصحراء الغربية، يسمى لمن اباعلي. والدولة لها مؤسسات تنخرها القبلية والمحسوبية والفساد والمتاجرة بالمال العام، ولها سفارات وتمثيليات عبارة عن ملكيات خاصة.. ولها قيادة متمسكة بالسلطة ولا شيء غير السلطة...
دولة اصبح تحقيقها على أرض الواقع حلما اقرب إلى الخيال منه إلى الواقع..
المسؤول الأول والأخير عن تدمير هذا الحلم الجميل لدى شعبنا، هو انانية هذه القيادة، وتمسكها المتواصل بالسلطة، وغلق الباب امام العناصر الشابة لتفعيل المؤسسات النخرة للدولة الفتية، وذلك ما اثبتته مهزلة المؤتمرات الأخيرة...
لكي يتحول حلم الدولة إلى حقيقة، ونرجع ثورتنا لمبادئها وقدسيتها وطهارتها، لا بد من ثورة للتغيير ضد هذه القيادة الفاسدة، بمشاركة كل مكونات الجسم الوطني الصحراوي، واينما تواجدت، وإلا فإننا سنجد أنفسنا مجبرين يوما على القول: وداعا ايها الحلم الجميل، فالدول لا تقوم على التسلط والظلم والجبروت، فقد قال اجدادنا سابقا: تُستقام دولة الكفر ولا تستقام دولة الظلم، لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وإنا لله وإنا إليه راجعون...
ولنقول مع المتنبي بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسون لإندلاع الكفاح المسلح: عيد بأية حال عدت يا عيد...
تحل علينا هذه الأيام ذكرى من ذكريات البطولة والتحدي لهذا الشعب العظيم، ذكرى بروز نواة القوة العسكرية الصحراوية على يد الزعيم الشهيد الولي مصطفى السيد... معتمدة الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة للتحرير..
ان الفقيد الولي مصطفى السيد، قدم حياته " ضريبة" من اجل مثل الحرية والاستقلال رافضا التمسك بالسلطة، عكس القيادة الحالية للبوليساريو...
فماذا أستفدنا من الذكرى والحدث:
القيادة هي التي تتقدم الصفوف لتموت من أجل ان يحي الشعب، وليس العكس، وهذا ما جسده الشهيد الولي مصطفى السيد وقبله الشهيد بصيري...
أن الحلول السلمية مجرد خدعة وأمان واحلام لإلهاء الشعوب، وان الحقوق لا يردها إلا دماءا تتلألأ كأنها الأرجوان..
تاكدنا ايضا بعد تقرير الأمين العام الأممي والقرار الأخير لمجلس الأمن، ان وضعية اللا حرب واللا سلم، وإنتظار حلول تسقط من السماء، لن تجلب لنا ماعدا المزيد من الإنتظار والمعاناة، تحت سلطة قيادة عاجزة وفاشلة ومتسلطة ولم تقدم شعبنا ولا خطوة واحدة نحو الأمام منذ سبعة وعشرين سنة... والأمم المتحدة عاجزة عن فرض قراراتها ولا حتى الدفاع عن جماهيرنا العزلاء في المناطق المحتلة، مما يفرض حتمية التبرأ من وقف إطلاق النار والرجوع للكفاح المسلح بإعتباره اللغة الوحيدة التي يعرفها الغزاة الدخلاء.
متأكدين من ان كل هذا لايمكن له ان يتحقق إلا من خلال هزة قوية لهذه القيادة تفرض عليها فتح الحوار الوطني مع المعارضة وعقد مؤتمر طاريء، لإختيار قيادة وطنية نزيهة قادرة على تحقيق آمال وتطلعات شعبنا...
إننا في الجبهة الشعبية خط الشهيد نخلد هذه الذكرى التاريخية، مترحمين على أرواح الشهداء، ونؤازر ونشد على أياد جماهيرنا الثائرة والمنتفضة بالمناطق المحتلة وجنوب المغرب، لَندعو القيادة الحالية للجبهة ان تستفيد من الأحداث والتاريخ وان تكون ولو مرة واحدة مثالية في تصرفها، وفي مستوى المسؤولية، وان تترك المجال للشباب لتولي المسؤولية، لجعل حد لمعاناة آهالينا في المخيمات التي طالت اكثر من اللازم..
إننا في الجبهة الشعبية خط الشهيد، نعتبر كل يوم وشهر وسنة تمر على آهالينا بالمخيمات، جريمة في حق الإنسانية، تتحمل مسؤوليتها، الحكومة المغربية، وقيادة البوليساريو، والأمم المتحدة والدولة الجزائرية... ولنجعل من ذكرى 20 ماي، مسيرة صادقة نحو التغيير ضد هذه القيادة التي تحدت كل الإنتقادات، وتجاوزت كل الخطوط، من أجل بقائها في السلطة ولا شيء غير البقاء في السلطة...
بطل واحد هو الشعب، وزعيم واحد هو الشهيد.
اللجنة التنفيذية للبوليساريو خط الشهيد، ولاية اوسرد، بمخيمات اللاجئين الصحراويين. 20 ماي 2018.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة