أحداث إنتفاضة السمارة الت اندلعت نهاية الأسبوع اكبر دليل على بداية المواجهة المباشرة بين القيادة والشعب، عبر اجهزة القمع التي اسستها هذه القيادة للدفاع عن نفسها ومصالحها وامتيازاتها، واصبحت تعنف المواطنين وتضربهم وتعذبهم وبل وتطلق النار والرصاص الحي عليهم، لتتحول القيادة وقوات قمعها إلى نفس القوة الاستعمارية خلال فترة الاستعمار الاسباني، او ما يقوم به النظام المغربي ضد آهالينا بالمناطق المحتلة منذ المسيرة حتى اليوم، إنها انتفاضة شعبية ضد تسلط وعنف وعنجهية هذه القيادة الفاسدة التي لم يعد يهمها من المصير ما عدا مصالحها الذاتية، وهذا ما يجعل هذه الأحداث نطرح الكثير من الاسئلة والاستفهامات كونها تنضاف الى احداث وقلاقل كثيرة شهدها ويشهدها مخيمنا في ظل صمت السلطة عن الكلام لتوضح للرأي العام حقيقة مايجري وهي التي تجتمع كل اسبوع –مكتب الامانة. الحكومة . والخلية الامنيةووو... او تقدم تصور ما لدراسة الاقتراحات الممكنة لمواجهة هذه الاحداث قبل ان يستغلها العدو المغربي وينفخ في رمادها حتى تظل جذوة جمرها متقدة تحرق ماتستطيع. وبين استغلال العدو لاي مطلب اجتماعي مشروع واستثماره لما يخدم مصلحته في ظل محاولة ازلام النظام لصق الامر
بالاعلام المستقل الذي ينقل الصورة دون تزييف يجد النظام الصحراوي في التواري عن الأنظار لزرع البلبلة "اسواغة" فرصة لتشويه الحقائق ومحاولة التخفي عن مواجهة واقع صنعه بيده قبل الجميع .إنه الهروب من مواجهة الأحداث، وسياسة النعامة التي تخفيء راسها في الرمال، وهي السياسة التي عودنا عليها الرئيس منذ احداث الصراع على السلطة سنة 1988، تاركا المشاكل للأيام لتحلها والايام لا تزيدها ما عدا تعقيدا وصعوبة...
فشل سياسي وعجز اجتماعي . وتغذية دائمة لبعبع "القبيلة" بكل الوسائل وفي كل المناسبات وإمعان كثير في قتل الإحساس بالانتماء خاصة لفئة الشباب ثم أخيرا إطلاق يد قوى الأمن القمعية التابعة للقيادة، والمدفوعة الأجر من طرف القيادة، في فرض القانون العام بحدة السيف وخارج اطر قانونية واضحة تنظم عمل هذه القوات خاصة مايسمى "قوات السيسي"، وحين تشتعل النار يجد النظام في "شيوخ القبائل" رجل الاطفاء الوفي الذي يقوم بدور القاضي، فلاسابقة قانونية تردع قوات الامن ولا لاحقة توقف المعتدين على مؤسسات عمومية هي ملك للشعب كله مهمتها الاساسية حماية النظام العام لا الامن الخاص للقيادة. وهو ما يؤكد ما قلناه ميدانيا في خط الشهيد وفي اكثر من مناسبة، بان الرئيس قد غير شعار الشهيد الولي: لا وجود لغير الشعب ولا تنظيم الا التنظيم السياسي، إلى شعار لا وجود لغير القبلية ولا تنظيم الا التنظيم القبلي.
في اتون شظايا النار التي تلفح المواطن البسيط ، في جياته ومعيشته،قبل القائد وتهدد السلم الاهلي. تبرز اسئلة مهمة لعل ابرزها كيفية تأهيل قوات حفظ النظام العام للتدخل بشكل ناجح يحترم هيبة الدولة دون ان يمس بكرامة المواطن وهو تحدي يبدو ان النظام لايراه مطروحا سيما وان القائد الذي يمر على المواطن يكتوي في النهار لن يحس بأنينه في الليل وهو الساكن في "تندوف" الآمنة، وحين يطل الصباح ويجد الناس في الشارع تحتج يطلق العنان لمركزية الفروع وهياكل الدولة لتشويه أي حراك اجتماعي مشروع يبحث عن حياة كريمة لاغير .على انهم مجموعة من الخونة والمندسين ويشتغلون للعدو. بينما السياسة الوقحة للقيادة هي اكبر من يؤدي الخدمات الجليلة للعدو...
يجد النظام الصحراوي في اطلاق إشاعة ان كل حراك وراءه يد المخابرات المغربية وسيلة ناجحة للخروج من سم خياط المشاكل التي يتخبط فيها خاصة ان الكثير من المريدين سيصدقون النظام مادام معصوم من الكذب وثوري بالفطرة،؟؟ لذلك لايتوانى في الضرب تحت الحزام بالتشويه والتجاهل حتى وان اكلت نار الواقع اخضر المكاسب ويابس النجاحات .
فهل عينت المخابرات المغربية الحكومة والبرلمان ورؤوساء الدوائر واجهزة الامن والرئيس المتواجد في السلطة مدى الحياة، ثم وزعت الثروة على الغلابي في المخيم كي يثيرو الشغب، في بلاد تحقق نسب تعليم متقدمة ولامشاكل لديها في المياه او الصحة او ابسط مقومات الحياة؟؟؟ .
الحقيقة ان اطراف عدة في النظام تعمل وفقا لاجندة العدو قبل العدو نفسه بجعلها "الدم المناسب في المكان المناسب" وتشجيعها الولاء للقبيلة بدل الوطن في كل موسم انتخابي ومناسبة وخير دليل التصريح الخالد لرئيس الدولة في المؤتمر الاخير للبوليساريو حين قال "لا قبلية بعد اليوم" وهو مايعني ان الرئيس مارس القبلية منذ انتخابه في ظروف غامضة قبل 35 سنة وبنى نظامه الفاسد على اساس التوازنات القبلية، بعد ان اعاد الروح الى مجلس "ايت اربعين" في حلته الجديدة "المجلس الاستشاري"، ولايجد قائد نظام "الرابوني" اي حرج في اتهام اي صوت ينتقد هذا النظام بالخائن والمعادي للوحدة الوطنية. لكن المتابعين للشأن الداخلي يدركون قبل غيرهم ان ماحدث بولاية السمارة وكل الفتن القبلية والاعتصامات والانتفاضات الشعبية، التي حدثت بمخيمات اللاجئين الصحراويين في السنوات الاخيرة هي نتيجة منطقية لسياسة الرئيس القبلية وبالتالي فالرئيس هو الذي بيده مفاتيح الحل والعقد لكل الفتن والمشاكل القبلية ولايسعنا هنا الا تذكير رئيس الدولة بالمثل الشعبي "اللي اعقدها بايديه ايحلها ابسنيه". فقبلية الرئيس التي زرعها منذ توليه السلطة في غفلة من الزمن، يحصد زوابعها اليوم، وعليه ان ينتهي من التحليل المؤامرة والعدو، فتلك امور سقطت مع سقوط الشبكات وسجن الرشيد الرهيب والسيء الذكر... وليتعظو بهذا الشعار المثل:
"اللي فظحوا سوء تسييره يقول " المخابرات المغربية جات " .كيف الل غلبتو الدنيا اقول لاخرا جات...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة