الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
الأحد, 20 مارس 2022 21:23 |
إننا في خط الشهيد نعتبر هذا الإعتراف نقطة تحول هامة في هذا النزاع قد تفرض على القيادة والجزائر وقفة مع الذات لمراجعة مواقفهما حول هذا الصراع الذي آن له ان ينتهي ليفتح المجال أمام تحقيق حلم الشعوب المغاربية ببناء مغرب عربي متكامل وموحد...
ماذا ستقول لنا اليوم القيادة بالربوني بعد هذا الاعتراف الواضح والصريح من طرف الدولة التي كانت تستعمر الصراء الغربية وتسميها الصحراء الإسبانية، وهي ادرى الدول بهذا الصراع وابعاده وخلفياته مادام هو مبني على إتفاقية مادريد التي سلمت بموجبها إسبانيات الصحراء الإسبانية للمغرب، إسبانيا التي تعتمد البوليساريو عليها في اكثر من 50 في المئة من الدعم والمساعدة المادية والتغذوية التي تتسلمها البوليساريو من العالم بإسم اللاجئين بالمخيمات الصحراوية جنوب التندوف، والجزائر التي انكرت ان إسبانيا احاطتها علما بموقفها هذا قبل إتخاذه، ولكي ترضي بيادقها من قيادة الربوني إستدعت سفيرها بمادريد للتشاور، وكأنه لا يمكن التشاور معه مباشرة عبر الهاتف ووسائل التواصل الإجتماعي التي قربت البعيد، وبدأت القيادة تبحث عن المبررات الواهية للكذب على آهالينا بالمخيمات، وبانة هذا الإعتراف هو مفروض على إسبانيا من طرف المغرب الذي يضغط عليها عبر التهديد بالهجرة السرية وغيرها، وأن هذا الموقف هو مقابل لسكوت المغرب على التواجد الإسباني في سبتة وأمليلية، وهذه مبررات تثير ليس الضحك فقط بل السخرية، بدلا من الرجوع للواقع والوقوف بكل تجرد على ما تتواجد فيه البوليساريو اليوم، حرب معلنة في البيانات، زيارة للمثل الخاص لم تقدم ولم تؤخر ولم يعطي ولا تقرير واحد مما جعل الكثير من الملاحظين يعتبرون ذلك بداية إعلان إستقالته كمن سبقوه، ويعرفون ان العالم عبر قرارات مجلس الأمن تطالب بحل سياسي واقعي ومقبول من الأطراف، وان تقرير المصير الذي تتمسك به القيادة والجزائر من ورائها، لم يعد ممكنا بعد مرور خمسين سنة على لائحة الإحصاء الإسباني... ولقد قلنا لهم اكثر من مرة ان حبل الكذب قصير، فهل يستطيعون ان يقولوا لنا اليوم ان المغرب قد إشترى إسبانيا، مثلما كانوا يقولون لنا ردا على القنصليات العالمية بالمناطق الصحراوية... لا اظن بان الكذب والتهرب من الواقع المر قد يفيد القيادة ومن ورائها الجزائر في تغطية الشمس بالغربال، لا بد من الشجاعة الأدبية والسياسية وان يقف الانسان المسؤول مع نفسه ويقول الى اين نحن ذاهبون بعد 50 سنة من هذا الصراع بدمائه وآلامه ودموعه ومعاناته؟ الم يان للذين اخطؤوا ان يراجعوا مواقفهم وحساباتهم ويعرفون ان تقرير المصير اصبح حلم بعيد المنال، وان إستقلال الصحراء وبناء دولة فيها لن يقبل به العالم، لهذا لماذا لا نحاول ان ندخل في مفاوضات جدية وبنية حسنة مع الحكومة المغربية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، ونبني دولة في الصحراء في إطار حكم ذاتي يجعلنا جزءا من المغرب الكبير، نكون فيه اكثر قابلية للوجود والعيش الحر الكريم بدل المعاناة في ارض لحمادة القاحلة إلى ما لا نهاية له، وتذهب معاناتنا في إطار معادلة الصراع بين المغرب والجزائر من اجل الهيمنة على المغرب العربي... الملك المغربي وللتاريخ كان ذكيا، تعامل مع كل الامور بهدوء وتعقل وحكمة وتبصر: الرجوع للاتحاد الافريقي ، فتح القنصليات، فتح معبر الكركرات، وأن مواقف الدول ومصالحها مع المغرب مرتبطة بموقفها من السيادة المغربية على الصحراء... واليوم يجني ثمار تلك السياسة بإعتراف اهم دولة معنية بالنزاع بسيادته على الصحراء الغربية... الوضع يفرض على الجزائر ان تراجع الوضع بناءا على ما هو موجود في الميدان والعمل بدفع البوليساريو للتفاوض مع المغرب لإنهاء هذا الصراع بما يخدم مصلحة شعوب المغرب العربي وانهاء هذا النزاع والتشرد الذي يعيش فيه الصحراويون منذ اكثر من 45 سنة، وسيحكم عليهم التاريخ بانهم عظماء وحكماء، وإلا فسيواصلون السير على طريق مواصلة النزاع وستكون نتيجته الفشل ويعترفون بذلك بعد فوات الاوان، ويحكم عليهم التاريخ بانهم مجرمو حرب وتلعنهم الأجيال القادمة، والويل كل الويل لمن تلعنه الاجيال...
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.
الجبهه الشعبية خط الشهيد.
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة