الأخبار -
أخبار وأحداث.
|
السبت, 05 نوفمبر 2022 12:11 |
فقد الشعب الصحراوي منذ أيام رجلا من رجالاته وبطل من ابطاله، الفقيد أيوب لحبيب رحمة الله عليه، انضم إلى التنظيم السري للجبهة الشعبية بمدينة العيون وهو يؤدي دوره في الشرطة الإسبانية، ولما بدأت السلطات الاسبانية في البحث عنه، إختطف سيارة من بوكراع وانطلق بها شرقا، ولما تعطلت السيارة واصل على قدميه إلى أن وصل الى قرية بئر ام اكرين، شهر مارس 1974، حيث التحق بمقاتلين الجبهة وشارك في الاجتماع العسكري بمنطقة الكيمار، الذي تم خلاله توزيع الثوار بين المنطقة الشمالية والجنوبية، ليلتحق بالثوار في الشمال، حيث ستبدأ علاقتي به ثلاثة اشهر بعد ذلك عندما تم تعييني محافظا سياسيا في الشمال، وشاركنا معا في رحلة الجفاف نحو لحمادة في شهر غشت، للمشاركة في المؤتمر الثاني للجبهة حيث سيتم إنتخابه عضوا في هيئة الأركان العسكرية و اللجنة التنفيذية للجبهة الشعبية وظل قائدا عسكريا لا يشق له غبار في الحرب ضد موريتانيا والمغرب إلى ان تم وقف إطلاق النار... في أحداث الصراع على السلطة 1988 إستخدمته القيادة ضد اقاربه من قبيلة لبيهات المتعاطفين مع عمار العظمي في مواجهته لسلطة البشير مصطفى السيد، ولما قضو به مصالحهم، وتحالف عبد العزيز مع زعماء الإنتفاضة، همشوه واقصوه، حيث اعلن معارضته بعد المؤتمر التاسع في بوكرفة المركز الخلفي للناحية الثالثة، ليقوموا بعد ذلك، إمعانا في إذلاله بتعيينه في منصب مدني وهو الأمر الذي رفضه نهائيا، ولما ازعج محمد عبد العزيز بمعارضته، ارسلت له الجزائر ضابطا برتبة جنرالا محذرين ومهددين، قائلين له بان الجزائر مع محمد عبد العزيز ومن يقف ضده فهو ضد الجزائر، وكانت الرسالة واضحة وهذا هو ما دفعه، خوفا على حياته، للتخلي عن كل شيء، وتوجه مباشرة للمغرب حيث استقبله الملك المغربي محمد السادس، وجدد بيعة اجداده للأسرة العلوية الشريفة بالرباط، وشنت القيادة حرب تشويه ضده بانه مندس وخائن. قضى أيوب حياته بالبادية وراء إبله ما بين حوزة وتيرس، إلى ان إصيب بمرض عضال فظل في بيته إلى ان وافاه الاجل بالمستشفى العسكري بالرباط، حيث تم نقله في طائرة خاصة لمدينة السمارة وأقيمت له جنازة كبيرة ودفن في ارض اجداده، وتمت صلاة الغياب عليه في كل من العيون والرباط، كما أقيمت تجمعات للعزاء بنفس المناطق، ولكن ما اثار الانتباه هو التضامن الذي لقيه من أهالي المخيمات حيث اظهروا سلطة البوليساريو بالعجز التام وبانها مجرد دولة من اشراويط لا وجود لها امام التنظيم القبلي، الذي تولى المبادرة واقام تجمعات للتعزية بالمخيمات وصلاة الغائب على الفقيد، ودولة الربوني لا وجود لها أمام دولة القبيلة، ولقد حضر مجالس التعزية بمخيم بئر كندوز بالمخيمات العديد من قيادة البوليساريو، وهكذا تم توديع هذا الفقيد الصحراوي توديعا لم يشهده محمد عبد العزيز ولا غيره ممن فقد من قيادة البوليساريو، فهو الفقيد الصحراوي الوحيد الذي أقيمت له التعازي بالمغرب والمخيمات ومدن الصحراء وأقيمت عليه صلاة الغائب وقرات السلكات شرق الربط وغربه، ترحما عليه رغما عن القيادة التي تأكد للجميع ان دولة الربوني ليست إلا دولة من ورق، نزع منها أبناء عم الفقيد المبادرة، ونكسوا الأعلام وترحموا على الفقيد علنا والقيادة تتفرج لا هي عزت ولاهي قادرة على الوقوف في وجه قبيلة لبيهات من أبناء عم الفقيد، وانتصرت القبيلة على الدولة المزعومة التي أصلا ليست ألا مشروعا فاشلا لمجموعة قبلية لم تصل بعد الى درجة التطور لتكوبن الدول...
رحم الله المقاتل أيوب لحبيب وغفر له، وتقبله في عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه... وإنا لله وإنا اليه راجعون.
رحمة الله على الفقيد أيوب الذي ارهب القيادة والجزائر حيا وميا، وهؤلاء هم الأبطال الذين يصنعون التاريخ...
|
التعليقات
لا تعليقات ... كن أول من يعلق
.... التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة