الثلاثاء 11 أكتوبر 2011
تتشرف إدارة الموقع الإخباري الداخلة نيوز أن تقد لكم جزيل الشكر لقبولكم إجراء هذا اللقاء الذي نتمنى أن يسلط الضوء على تنظيمكم السياسي و على مختلف التطورات التي تعرفها القضية الصحراوية من وجهة نظركم كمناضل سياسي قدم الكثير في مسار جبهة البوليساريو و كمعارض حاليا لقيادتها.

نرجو منكم سعة الصدر في الإجابة على أسئلتنا التي قد تتجاوز سقف المسموح به أو قد تكون محرجة ...

نص الحوار.
س: المحجوب السالك من البوليساريو إلى البوليساريو خط الشهيد في أسطر؟
في البداية اشكركم، على هذه الفرصة لنعرف كل الصحراويين الموجودين شرق جدار الدفاع المغربي، والموجودين غربه، بواقعنا الحالي بعيدا عن الرتوشات التجميلية، فنحن شعب واحد رغم مأساة الفراق والمعاناة، لنا نفس الهدف ونفس الطموح رغم إختلاف الوسائل والأساليب...
المحجوب السالك مناضل من مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ثائر ضد هذه القيادة الحالية للبوليزاريو، التي تراجعت عن خط الشهداء، يعمل كل ما في وسعه لفضحها وإظهارها على حقيقتها امام جماهير شعبنا بالمخيمات والمناطق المحتلة والجاليات، ويهدف عبر الحركة الإصلاحية داخل البوليساريو المعروفة بالجبهة الشعبية خط الشهيد، بمعية رفاقه من مناضلي البوليساريو الذين يؤمنون بالعدالة والديمقراطية، ان نفرض على هذه القيادة الرجوع إلى جادة الصواب والتمسك بخط الشهيد، المبني على التضحية والمثالية وتحويل مكاسب الشعب إلى اسلحة في يد الجماهير، للحصول على مكاسب أخرى، بدل إستغلالها لمصالحهم الذاتية، أو التصارع عليها، وهو ما تقوم به القيادة الحالية للبوليساريو، وذلك عبر فتح الحوار الوطني، وتنظيم مؤتمر طاريء وديمقراطي بعيدا عن وصاية القيادة ومسرحية مؤتمرات القيادة المحددة النتائج سلفا... بخلاصة المحجوب السالك، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، تعرض للسجن والتعذيب على يد هذه القيادة الفاسدة، وعانى خلال أكثر من 35سنة من المتاعب والمصاعب والإقصاء والتهميش من اجل هذه القضية الوطنية، وسجنت عائلته 16 سنة في السجون السرية المغربية بسببه، وما زال على العهد، يهدف لفرض شعار الشهيد الولي خلال لقاء الأطر، ابريل 1976، القائل: لا وجود لغير الشعب ولا تنظيم إلا التنظيم السياسي، بدل الشعار الحالي الذي فرضته هذه القياد والقائل: لا وجود لغير القبليين ولا تنظيم إلا التنظيم القبلي...
المحجوب السالك، أحد ابناء هذا الشعب العظيم، الذي يؤمن بشعبه وبأنه لا يمكن ان يحتقر من طرف اي كان وبانه شعب يستحق ان يعيش حرا كريما فوق ترابه الوطني وليس في ارض اللجوء التي تريد هذه القيادة ان تجعل منها بديلا للوطن، لأنهم إستغنو فيها على حساب معاناة جماهيرنا، فالمثل الصحراوي يقول ما يسمن في العام لمحالِ يكون أذياب، وقد كثرت لدينا الذئاب...
من جهة أخرى، جيد سؤالكم من الجبهة الشعبية ، إلى الجبهة الشعبية خط الشهيد، لقد تحولنا من البوليساريو خط الرئيس نحو البوليساريو خط الشهيد، لما حول محمد عبد العزيز، البوليساريو إلى ملكية شخصية، فاصبح اليوم موجود جبهتين، إن صح التعبير: الجبهة الشعبية خط الرئيس، تعني السلطة المطلقة والفساد والرشوة والمتاجرة بمعاناة آهالينا بالمخيمات، والقبلية والعجز والتخاذل، الجبهة الشعبية خط الشهيد، وتعني التضحية والوفاء لعهد الشهداء والعمل من اجل جعل حد لمعاناة اهالينا بالمخيمات بدل إطالتها والمتاجرة بها... البوليساريو خط الشهيد هو مجموعة من إطارات وكوادر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يؤمنون بضرورة التغيير داخل البوليساريو ويناضلون من اجل تحقيق العدالة والديمقراطية، وفرض التناوب على السلطة كمنهج حضاري للتسيير، بدل البقاء في السلطة حتى الموت على شاكلة الحكام الروس ايام الحرب الباردة، فرئيسنا حاليا هو اقدم رئيس في العالم بعد سقوط القذافي… متمسكين بمباديء عشرين ماي المجيدة وسائرين على خط الشهداء الذين ضحو بكل ما يملكونه من اجل ان يعيش هذا الشعب في حرية وكرامة، وشعارنا في ذلك: بطل واحد هو الشعب، وزعيم واحد هو الشهيد. وبعبارة اخرى واكثر شمولية ووضوح، فالبوليساريو، خط الشهيد حركة إصلاحية نابعة من صميم نضال، كفاح ومعاناة الشعب الصحراوي، أملتها ظروف ذاتية اتسمت بعجز قيادة البوليساريو عن أداء المهام المنوطة بها، وتفريطها في مكتسبات ثورة 20 ماي الخالدة، و عدم توفرها على استراتيجية محكمة و واضحة كفيلة بالرد على كل الاحتمالات الممكنة. وظروف موضوعية، اتسمت أيضا بتغيير جذري في موقف المحتل المغربي بتنكره لكل التعهدات و الاتفاقيات التي وقعها مع الطرف الصحراوي تحت رعاية الأمم المتحدة. هذه الأخيرة أبدت هي الأخرى تماطلا، بل تراجعا مكشوفا في تأدية مهمتها المتمثلة أساسا في إجراء استفتاء حر، عادل و نزيه يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وتحولت إلى حارس يحمي الجمود الحالي، ولا تحرك ساكنا ومواطنونا يهانون ويعذبون أمام أعينهم وكأن الأمر لا يعنيهم.   وتشبثا بروح بيان العاشر ماي 1973 الهادف إلى جعل البوليساريو أداة لتحرير الوطن و صيانة كرامة الشعب الصحراوي ومقدساته، والرقي به إلى مصاف الشعوب المتحضرة. يهدف خط الشهيد إلى الإصلاح والتجديد، لتحقيق العدالة والديمقراطية، داخل جبهة البوليساريو من خلال برنامج عمل شمولي، مبني على إشراك كل المواطنين و المواطنات في صنع القرارات، و رفع التحديات و القضاء على كل المخاطر التي أصبحت تهدد كينونة شعب عظيم ناضل و صمد وقاوم. و لازال مستعد للمزيد من البذل و العطاء في سبيل الحرية و الاستقلال.

س: هل يطرح خط الشهيد نفسه كتنظيم بديل للبوليساريو أم معارضة من داخل التنظيم؟
كما اوضحت لكم سابقا، فالجبهة الشعبية خط الشهيد، حركة إصلاحية داخل البوليساريو، التي نعتبرها بمثابة روح الشعب الصحراوي وثمرة لتضحياته وليست ملكا لا لمحمد عبد العزيز ولا لحاشيته من القيادة، ولكن يظهر ان تعنت هذه القيادة وحبها وتعلقها بالسلطة، قد يدفعنا نحو القطيعة النهائية معها، خصوصا إذا لم تتدارك اخطاءها الفادحة من خلال هذه اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي تؤكد ان دار لقمان على حالها، وتقوم بفتح ندوة وطنية للحوار يتم عبرها تشكيل لجنة مستقلة بعيدا عن وصاية القيادة، تحضر للمؤتمر بناءا على قانون إنتخابات جديد وليس ذلك القانون المفصل على مقاس محمد عبد العزيز وحاشيته، وستعقد قيادة الجبهة الشعبية خط الشهيد إجتماعا طارئا للرد على موقف القيادة حول التحضير للمؤتمر القادم، وساعتها سيكون لكل مقام مقال... وكل نضالاتنا تتابعونها عبر صفحتنا التالية: WWW.FPJATCHAHID.ORG
س:يمر ملف قضية الصحراء اليوم من عنق الزجاج و يبدو أن هناك إنسداد في الأفق السياسي على الأقل على مستوى المستقبل القريب ؟
الإنسداد في الأفق ليس وليد اليوم، بل منذ وقف إطلاق النار، وبداية الصراع على السلطة داخل البوليساريو بين افراد القيادة، وسيظل مسدودا سنين طويلة، لماذا؟ لأن الجميع مستفيد من الوضع الحالي، المغرب يسيطر على الجزء النافع من الصحراء ويستثمر خيراتها، وليس في عجلة من أمره، وكلما طال الوقت كل ما كان في صالحه، لفرض الأمر الواقع بالتقادم. قيادة البوليساريو مستفيدة من الوضع الحالي، وجمعت الأموال الطائلة على حساب معاناة آهالينا بالمخيمات، وتعيش في بحبوحة نعيم، قرب شعب يعيش في الجحيم، بل تخاف من الحل لأنه سينزع منها إمتيازاتها وربما يتم تقديمها للمحاكمة بسب إنتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان وجرائمها في حق مئات من المختطفين والمفقودين الصحراويين ضحايا سجن الرشيد الرهيب، الذي ما زالت صفحته لم تطوى حتى اليوم. الأمم المتحدة ليست في عجلة من امرها، فهي تعيش في جولات سياحة مدفوعة الأجر بالعملة الصعبة، والجزائر، لا يهمها الحل بقدر ما يهمها بقاء الحال على حاله، لأن وضعية اللاإستقرار في المنطقة، تخدم مصالحها الخاصة، ولكن من الخاسر من كل هذا؟ هو المعني بالأمر، هو الشعب الصحراوي الذي يعاني منذ اكثر من 36 سنة تحت الخيام في ارض لجوء قاحلة حتى الحيوانات لم تستطع العيش فوقها، شعب مشرد ومشتت، وعائلات مقسمة، لم يجتمع شملها منذ قرابة اربعة عقود، فالشعب المعني هو الضحية والأخرين يعيشون على حساب مأساته... إذن فالإنسداد في الأفق السياسي، سيعمر طويلا ما دام يخدم مصلحة الكبار المستفدين من هذا الصراع، وقد قلناها في خط الشهيد ومازلنا نقولوها: إننا نعتبر كل يوم يمر على معاناة اهالينا في المخيمات جريمة في حق الإنسانية تتحمل مسؤوليتها زيادة على الغزو المغربي، القيادة الحالية للبوليساريو، والأمم المتحدة والجزائر، فلا بد من حل ينهي معاناة أهالينا في جحيم لحمادا الذي دام اكثر من 35 سنة، والذي يريد محمد عبد العزيز وحاشيته من القيادة ان يجعلوه بديلا عن الوطن...
كيف تقيمون حاليا الوضع السياسي داخل البوليساريو؟
الوضع السياسي الحالي في البوليساريو، هو في اسوإ حالاته منذ إنطلاقة الثورة سنة 1973م، قيادة متسلطة ولا تفكر ما عدا في البقاء اكثر فترة زمنية ممكنة في السلطة، وشعارها في ذلك أنا او الطوفان، رئيس التنظيم السياسي في الجبهة، غاضب على تصرفاتهم ومعتزل لهم منذ قرابة السنة، المعارضة في اوجها، عمت كل فئات الشعب من إطارات وشباب مثقف، وشيوخ تحديد الهوية وحتى الفنانين، لأن هذه القيادة، قد غيرت، فعلا وممارسة، شعار الشهيد الولي، سنة 1975م القائل: لا وجود لغير الشعب، ولا تنظيم إلا التنظيم السياسي، بشعارهم المعتمد حاليا، فعلا وممارسة: لا وجود لغير القبليين، ولا تنظيم إلا التنظيم القبلي، وقد جسده الرئيس فعليا من خلال لائحته للجنة التحضيرية لمؤتمرهم القادم...
س: بسقوط نظام القذافي خسرت البوليساريو حليفا كبيرا ، هل تظنون أن هذا السقوط سيؤثر على البوليساريو؟
بالفعل سقوط القذافي بتأثيراته على قيادة البوليساريو، حيث سيفتقدون الأموال الطائلة والمساعدات المختلفة، المنح الدراسية لأكثر من الف تلميذ وطالب جامعي، بل اكثر من ذلك قلد محمد عبد العزيز وسام اقدم رئيس في العالم، فكيف تريدون من حركة تحرير لم يتجدد الدم في دماغها منذ ثلاثة عقود ونصف ان لا تصاب بالشلل، وهذا هو حال البوليساريو اليوم في ظل هذه القيادة...
س: و هل تظنون أن البوليساريو بسقوط نظام القذافي ستقدم على تغييرات جذرية على مستوى نظامها السياسي بشكل يستجيب إلى تطلعات شباب التغيير المتعطشة إلى إعتماد نظام ديمقراطي يمنح إستئثار شخص واحد بالسلطة؟
هذا ما كان يظنه معظم الشعب الصحراوي في المخيمات والملاجيء، ولكن لما طلعت علينا القيادة ببيانها بعد إجتماعها الأخير قبل المؤتمر، ولائحة لجنتها التحضيرية، تاكد الكل ان هذه القيادة تلميذ غبي لا يستفيد من التاريخ، وانها ماضية في إحتقارها للشعب الصحراوي ولرأيه الوطني، وماضية في سياسة التمسك بالسلطة، عبر رئيسها المتمتع بكل الصلاحيات، وبعيدة عن آمال وتطلاعات الشباب الصحراوي المتعطش للديمقراطية وتحقيق العدالة وعملية التناوب على السلطة. ولم يتناول بيانهم ولو بكلمة واحدة إنتصار الشعب الليبي على الديكتاتورية والحكم الفردي..
س: في نفس السياق كيف تفسرون هذا الخلط بين ضرورات البوليساريو كحركة تحرير و الجمهورية الصحراوية كنظام ذو سيادة على جزء من الأرض المحررة ، بين تأجيل مطالب الاصلاح بسبب إكراهات المرحلة و حتميته بسبب قيام الدولة حتى و لو كانت منقوصة السيادة؟
هو في الحقيقة، كل ما هنالك هو مشروع دولة للمستقبل بعد التحرير، والموجود هو حركة تحرير، تحولت قيادتها إلى مجموعة من الإنتهازيين الذين يعيشون على حساب معاناة اهالينا وتضحياتهم، ودعايتهم ترتكز على تأجيل الإصلاحات حتى التحرير، بينما في الحقيقة كان عليهم ان يؤجلوا الفساد حتى التحرير، وليس الإصلاح، فلما يكون هناك فساد سياسي ومالي واضح للجميع، فلا مجال لتأخير التغيير والإصلاح، ولكن هذه القيادة مواصلة سياسة الفساد السياسي والمالي، وبهذه السياسة ستدفع بمكاسب شعبنا نحو الإندثار...
س: تعالت في الأونة الأخيرة الأصوات المعارضة للبوليساريو ، و أصبحنا نسمع اليوم عن إعتصامات داخل المخيمات ، هل ترى أن البوليساريو اليوم ليست هي بوليساريو السبعينات و الثمانينات؟
الشعب الصحراوي شعب عظيم وكريم، وكان في السبعينيات والثمانينيات، سنوات الحرب والعمليات والتسابق نحو التضحية والإستشهاد، مترفع عن فساد القيادة وحتى جرائمها بحق ابنائه الأبرياء الذين رمت بهم هذه القيادة في السجون السرية تحت التعذيب الرهيب لجلاديها الرذلاء، ووصل هذا الشعب العظيم في تلك السنوات لبناء مجتمع مثالي: من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته، ما عدا القيادة التي كانت من كل حسب ضميره ولكل حسب شهواته، وما اكثر شهوات القيادة لو كنتم تعلمون... ولما وضعت الحرب اوزارها، وفرض الصراع على السلطة إطلاق سراح السجناء السياسيين من طرف هذه القيادة، صدم الشعب وهو يرى التعذيب على اجساد ابنائه، والبعض منهم مكتوب عليه بالنار، فبدأ ينظر إلى القيادة واعمالها المبنية كلها على الإنتهازية والأنانية والمصلحة الذاتية، وهذا هو ما فضحهم امام الجميع ، واصبح الشعب الذي كان يقدسهم في السيعينيات يسبهم ويبصق في وجههم اليوم من دون حياء، فقد ظهرت القيادة على حقيقتها، وكانت حقيقة رهيبة جدا ومخيبة للآمال...
س: هل تنظرون الكثير من مؤتمر البوليساريو القادم؟
كنا في خط الشهيد ككل الصحراويين ننتظر الكثير من المؤتمر ظانين ان هذه القيادة ستستفيد من الواقع الوطني والجهوي والدولي، ولكن لما طلعت علينا القيادة بلجنة محمد عبد العزيز التحضيرية للمؤتمر، فقدنا مثلنا مثل معظم الصحراويين الأمل في اي تغيير يأتي عن طريق هذه القيادة والهيئات التابعة لها، فاللجنة التحضيرية مجرد مهزلة قبلية، والمؤتمر سيكون مجرد مسرحية من مسرحيات الحزب الواحد الرديئة الإخراج والمعروفة النتائج مسبقا، وإن لم تتدارك القيادة هذا الخطأ الفادح، وتشكل لجنة تحضيرية حقيقية من الفعاليات الصحراوية الوطنية والبعيدة عن وصاية القيادة، فأخاف ان يكون هذا هو آخر مؤتمر للبوليساريو تحت هذه القيادة، فالأيام حبلى بما لم يكن في الحسبان...

س: بعد 38 سنة من عمر الصراع هل تظن أن القرار السياسي الصحراوي حر؟
منذ إستشهاد الولي، والقرار الصحراوي ليس حرا، فالجزائر هي الآمر الناهي، وحتى محمد عبد العزيز لم يعد يحفظ من الكلمات ماعدا شكر الجزائر، باي مناسبة حتى ولو كان الحديث عن الشباب... هو في الحقيقة، الجزائر دولة قوية ويحسب لها حسابها في المنطقة، وموقفها إلى جانب الصحراويين، ليس من أجل عيون الصحراويين، ولكن من اجل المصالح العليا لدولة الجزائر، فلما كانت قيادة الجبهة  بيد رجل قوي مثل الشهيد الولي، كان يفرض خدمة المصالح الصحراوية، قبل المصالح الجزائرية، اوليس هو رحمة الله عليه من دفع الجيش الجزائري لمواجهة الجيش المغربي في امكالا، بداية، ست وسبعين، وكان رحمة الله عليه، يصفع الضباط الجزائريين ذوي الرتب العالية، ولما ذهب الولي رحمة الله عليه، وجاءت القيادة الحالية، التي لكن تستطيع رفع صوتها في وجه ضابط صغير من المخابرات الجزائرية بالتندوف، فكيف لها ان ترفع راسها امام القيادة الجزائرية، وما دامت الجزائر مطلعة بالتفاصيل على فساد قيادة البوليساريو، قد زادها ذلك إحتقارا لها، فكل المسؤولين الجهويين بالتندوف، يتلقون رشاوى من طرف قيادة البوليساريو، ليشتروا صمتهم على فسادهم... والقيادة عندما تكون في المستوى، يحترمها العدو والصديق، اما عندما تكون ضعيفة مثل قيادتنا الحالية، يركب عليها الصديق، ويحتقرها العدو. فلما ترى درجة إحتقار الصحراويين من طرف السلطات الجزائرية بميناء وهران ومطاره، وتنزع منهم وثائق السفر، وحتى مقرات الحراسة عند مدخل التندوف، وحتى على مدارج الطائرات العسكرية، للتنقل نحو الجزائر او وهران، تدرك جيدا ما هي القيمة التي يعطيها الجزائريون للمواطن الصحراوي اللاجيء بالمخيمات، وكل ذلك ثمرة سياسة القيادة الحالية، حتى ان العشرات من الجالية الصحراوية العاملة بالخارج، اصبحت تفضل التوجه نحو المخيمات عبر المغرب والصحراء الغربية رغم بعد المسافة، لتجنب إهانة وإحتقار الجزائريين لهم بمواني ومطارات وهران والجزائر، فالقيادة عندما تكون في المستوى، تفرض على الصديق خدمة مصالح شعبها اولا، وبعد ذلك مصلحة الصديق، ولما تكن القيادة فاشلة وعاجزة وفاسدة، مثل قيادة البوليساريو، فإنها تتحول إلى لعبة في يد الحليف لخدمة اجندته ومصالحه... او كما قال احد الرفاق، ونحن نناقش موقف الجزائر، باننا جئنا للجزائر سنة 1975 بثورة نقية، فاختطفتها منا، وسلمتها لقيادة، اصبحت تخدم مصلحة الجزائريين قبل الصحراويين، وهذا ما نعرفه اليوم مع قيادة البوليساريو الحالية...

س: طرح المغرب مقترحا حكما ذاتيا يبدو أنه يلقى ترحيبا في كثير من العواصم الغربية خاصة باريس و واشنطن و بشكل غير معلن في إسبانيا، كيف تقيمون المبادرة المغربية ؟ و ما هي رؤيتكم لحل واقعي في ظل المطيات الاقليمية المتغيرة؟
سؤالك اقابله بسؤال آخر، ماذا فعل المسؤولون عن الحكم الذاتي لديكم حتى الأن؟ ما عدا الصراع فيما بينهم على فتات شيء لم يتحقق بعد... الحكم الذاتي هو ثمرة من ثمرات كفاح الشعب الصحراوي، فسياسة الإحتقار للصحراويين، وجولة أسيوع كافية لتصفية الجرائيم كما سماهم ادليمي ومن معه من الضباط المغاربة، ابطلتها تضحيات شعب ودماء شهداء، والآن المغرب يعترف لنا بخصوصيتنا الثقافية والتاريخية، او بعبارة اخرى اننا لسنا مغاربة، لهذا أعطانا حكما ذاتيا، يميزنا عن المغاربة، لتسيير شؤوننا الخاصة بنا، ولكن الحكم الذاتي يبدأ كحقيقة في الميدان، بالصحراء الغربية، عندما لا يسمح لأي مغربي بتحمل اي مسؤولية بالصحراء الغربية، ما لم يكن هناك صحراوي قادر على تحملها. ورغم ذلك لا بد من إستشارة الصحراويين حول اي حل للنزاع بإعتبار المشكل مشكل تصفية الإستعمار ، والذي اوصلنا لهذا الوضع هو فساد القيادة وعجزها عن إتخاذ اي قرار مسؤول يكون في مستوى آمال وطموحات وتطلعات هذا الشعب العظيم...
وكما قلت في مرات سابقة في لقاءات صحفية أخرى، بان كل الصحراويين، لما يجدوا انفسهمامام خيارين إثنين لا ثالث لهما  الإنضمام او الإستقلال، سيفضلون الإستقلال بحكم الروح الإستقلالية لدى الصحراويين، أما إذا وجدوا انفسهم امام خيارين لإثنين لا ثالث لهما: إما الحرب او البقاء في لحمادا إلى ما لانهاية له، فسيفضلون الحرب، لأنه ليس لديهم ما يخسرونه، ما عدا خيام غوث اللاجئين الغير متأسف عليها، اما إذا وجدنا انفسنا امام خيارين إثنين وهو ما أوصلتنا إليه هذه القيادة الفاشلة والعاجزة، وهو الحكم الذاتي او البقاء في ارض اللجوء بارض لحمادا الجزائرية إلى ما لا نهاية له، فسنفضل الحكم الذاتي، لأن ما يقوم به محمد عبد العزيز حاليا ليس إلا حكما ذاتيا بئيسا فقيرا وحقيرا وخارج ارض الوطن وفوق التراب الجزائري...  

س: ذكرت وثيقة لويكيليكس نشرت مؤخرا إتصالات لتياركم بالسفارة الأمريكية بنواكشوط؟ ما تعليقكم على الموضوع؟
لدينا لله الحمد إتصالات مع العشرات من السفارات العربية والغربية بما فيها امريكا، والسفارة الأمريكية بانواقشوط إستقبلتنا وأستمعت لوجهة نظرنا كحركة إصلاحية داخل البوليساريو اكثر من اربع مرات...
س: هل تتوقعون دورا إيجابيا للولايات المتحدة الأمريكية في حلحلة قضية الصحراء في ظل الادارة الحالية؟
الحل في المنطقة يتوقف على الإتفاق في الموقف بين فرنسا وامريكا...
س: كثرت في الاونة الأخيرة التسريبات الصحفية عن قرب الحل بين المغرب و البوليساريو،هل تظن أن الصحراويون سيضطرون إلى قبول حلول ربما كانت من سابع المستحيلات في السابق؟
ما دامت قيادة البوليساريو عاجزة وفاشلة وفاسدة ومتمسكة بالسلطة حتى الموت، فالصحراويون سيضطرون لقبول اي حل ينقذهم من الإندثار، ويجمع شملهم فوق ترابهم الوطني، ليعيشوا كرماء مرفوعي الرأس....
كلمة أخيرة
الشعب الصحراوي شعب عظيم وصنع المعجزات، بجهاده وتضحياته، وحرام ان تذهب تضحياته سدى نتيجة لهذه القيادة التي ابتلي بها ولم تكن في مستوى عظمته كشعب، وكما قيل سابقا، نحن في البوليساريو ساس بلا راس... شعب عظيم وقيادة ضعيفة، فاسدة وفاشلة...

Share Link: